جاءت القرارات التى اتخذها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، خلال الساعات الماضية بشأن فرض عقوبات على 3 من وزراء الحكومة التركية، ليكشف الأكاذيب التى روجها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بشأن عدوانه على سوريا وأنه حصل على موافقة أمريكية قبل إعلان التدخل العسكرى الأربعاء الماضى.
قبل بدء التدخل العسكرى التركى فى سوريا، أمر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بسحب القوات من الشمال السورى، وهو ما اعتبره الأتراك حينها أنه موافقة شبه رسمية على دخول القوات التركية، والاشتراك مع قوات "قسد"، واعتبره مراقبون حينها أنه موافقة غير مباشرة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية على التدخل التركى.
ترامب وأردوغان
تصريحات الرئيس الأمريكى بعد بدء العملية كانت تتضمن تهديد للرئيس التركى بأنه حال حدوث جرائم فى سوريا فإنه لن يتأخر عن فرض عقوبات، وهدد حينها بأنه قادر على تدمير الاقتصاد التركى، وهى التصريحات التى لم يفهمها النظام التركى.
بعدها بساعات وبالتحديد يوم الجمعة الماضية، وصلت قذائف المدفعية التركية إلى مواقع بالقرب من القوات الأمريكية، إلا أن واشنطن خرجت لتؤكد أن القصف المدفعى لم يصيب أى من جنودها، إلا أن الواقع كانت بمثابة إنذار تركى بأن العملية العسكرية التركية قد تصل إلى الجنود الأمريكيين المتواجدين فى سوريا.
جرائم اردوغان
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل إنه بعد أيام قليلة من بدء العملية العسكرية بدأت تضح أهدافها الحقيقية، فأردوغان زعم أن تلك العملية العسكرية هدفها تحييد قوة الأكراد، ومنع تهديدهم للأراضى التركية، ولكن ظهرت الأهداف الحقيقية من خلال هروب السجناء الداعشيين من السجون الكردية بل ومشاركة عناصر من تنظيم داعش الإرهابى فى تلك العملية العسكرية التركية، بالإضافة إلى قتل المدنيين والأطفال تلك الجرائم التى هزت العالم.
الرد الأمريكى لم يتأخر كثيرا، فبعدها بأيام أظهرت واشنطن عينها الحمراء لأردوغان، عندما أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية خلال الساعات الماضية، أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وقع عقوبات ضد 3 وزراء فى الحكومة التركية، حيث ذكرت وزارة الخزانة الأمريكية أن دونالد ترامب وقع قرار العقوبات على تركيا ويشمل أيضا 3 وزراء.
القصف العدوانى التركى فى سوريا
وأوضحت أن قرار العقوبات الأمريكى على تركيا تضمن تجميد أصول مسؤولين أتراك فى الولايات المتحدة، لافتة إلى أن العقوبات الأميركية تشمل كل المسؤولين الأتراك عن أفعال أو سياسات تهدد أمن سوريا.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل إن وزارة الدفاع الأمريكية أصدرت تصريحات شديدة اللهجة ضد التدخل، حيث أكد وزير الدفاع الأمريكي أن الهجوم التركى أدى إلى إطلاق سراح مقاتلين محتجزين من تنظيم داعش، مشيرا إلى أن العلاقة الثنائية بين الولايات المتحدة وتركيا تضررت، ومحملا أردوغان المسئولية الكاملة عن أى عودة محتملة لتنظيم داعش.
العدوان التركى
ويبدو أن الأوراق الأمريكية الضاغطة على النظام التركى لوقف العدوان التركى على سوريا لم تنته، فهناك أوراق عديدة بيد واشنطن يمكن أن تستخدمها لمواجهة الجرائم التى يتركبها قوات أردوغان ضد السوريين.