قال الدكتور نصر فريد محمد واصل ، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ، مفتي الديار المصري الأسبق، لقد شاءت حكمة الله وإرادته أن يكون دين الله الإسلام وشريعته السماوية بما يناسب الزمان والمكان ديناً لجميع الرسل والأنبياء من آدم إلى محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء والمرسلين والذي أتم الله على يديه برسالته السماوية شريعة الإسلام الخاتمة التي جاءت عامة صالحة لجميع العباد والبلاد في أمور حياتهم الدينية والدنيوية ، إلى قيام الساعة وبما يناسب الزمان والمكان والمدارك العقلية للمكلفين من عباد الله أجمعين المؤمنين بها عقيدة وشريعة أو المسالمين لمن آمن بها بعهد أمان دائم أو مؤقت لأنه لا إكراه في الإسلام على الدخول فيه لقوله تعالى "لا إكراه في الدين".
وأضاف واصل ، خلال بحث حمل عنوان "هيئة كبار العلماء وإدارة الخلاف الفقهي"، والمقدم بمؤتمر الأمانة العام لدور وهيئات الإفتاء بالعالم ،المنعقد اليوم الثلاثاء ،تحت عنوان "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي" ،شاءت حكمة الله وإرادته العلية أن يصطفى لحمل هذه الرسالة وحفظ أصولها التشريعية الدينية والدنيوية كما في كتاب الله وسنته صلى الله عليه وسلم وتبليغها للناس جميعاً في كل عصر بعد عصر النبي صلى الله عليه وسلم رجالاً مؤمنين مخلصين لربهم ولدينهم بمدد من عنده سبحانه وأحاطهم بعنايته ورعايته فحفظوا شريعة الإسلام من التحريف والتبديل والضياع والضلال، وحفظوا فقه الإسلام وشريعته من كل فكر ضال أو منحرف لا يقره الإسلام، وتوارث سلفنا الصالح من الصحابة رضى الله عنهم بعد عصر النبي صلى الله عليه وسلم ومن علمائنا الكرام حمل هذه الرسالة الإسلامية عقيدة وشريعة حسب أصولها التشريعية كما جاءت في الكتاب والسنة الصحيحة القولية والفعلية جيلاً بعد جيل إلى أن حمل الأزهر الشريف لواءها.
وقد شاءت حكمة الله وإرادته أن يصطفى الأزهر الشريف وعلماءه منذ أكثر من ألف عام لخدمة الدين وعلومه الإسلامية ، حيث فتح الأزهر أبوابه العلمية في علوم الدين وشريعته الإسلامية لكل قاصد من العلماء وطلاب العلم من كل بلاد العالم بدون قيد أو شرط أو وسيط حيث ، كانت حلقات العلم المتعددة متاحة لكل من يطلبها ويأخذ من شيخها حتى الإجازة العلمية التي تجيزه بعد الحصول عليها ليكون أهلاً لتوصيل العلم لطلابه والإجازة فيه.
وقد قام الأزهر الشريف بنشر رسالة الإسلام وعلومه الدينية والدنيوية على أكمل وجه في شتى بقاع العالم وأصبح علماء الأزهر وشيوخه هم القلعة الشامخة التي حفظت بعد حفظ الله تعالى للقرآن لغته العربية التي نزل بها وحياً من السماء، وللحديث النبوي والسنة الشريفة مكانتها من كتاب الله في الدين والتشريع لأمور العباد في الدين والدنيا معاً، وللشريعة الإسلامية أحكامها العامة والخاصة المحلية والعالمية وللفقه الإسلامي أصوله وضوابطه الشرعية وللأمة الإسلامية تراثها الثقافي والحضاري المتفرد في أصالته الفكرية التي مصدرها وحي السماء.
وقال واصل ، استمر الأزهر بعلمائه كجامع وجامعة علمية حرة ومفتوحة لطلاب العلم في العالم وسادت نظم التعليم العلمي والدراسة فيه لعدة قرون سيراً فطرياً سلساً دون تقنين أو تعقيد إلى أن ظهرت الحركة الإصلاحية في الجامع الأزهر نتيجة دعوات بعض علمائه وشيوخه لتنظيم العملية العلمية والتعليمية بالأزهر بما يوافق العصر والأساليب الحديثة في نظم التعليم والدراسة بمواكبة روح العصر ليحتفظ الأزهر الشريف بمكانته العلمية العالمية كجامع وجامعة عالمية إسلامية كمركز رئيس تنفرد بتدريس العلوم الشرعية والعربية والإنسانية والعقلية في العالم الإسلامي وكان من مظاهر هذا الإصلاح القانون الصادر في 1288هـ/ 1872م والخاص بتنظيم العملية التعليمية والإدارية للتدريس في الجامع الأزهر حتى ظهر قانون الإصلاح الجديد في الأزهر للجامعة الإسلامية الحديثة بصدور القانون رقم 10 لسنة 1911م في 14 جمادي الأولى 1329هـ الموافق 13 مايو 1911م لتنظيم الدراسة بالأزهر حتى نهاية العقد السادس من القرن العشرين الميلادي 1960م والذي به نشأت هيئة كبار علماء الأزهر الشريف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة