يبحث الرئيس التركى رجب طيب أردوغان عن ذريعة لتبرير عدوانه وغزوه لأراضى سوريا، وذلك بعد الإدانات العربية والدولية الرافضة للعدوان الذى تشنه أنقرة شمال شرق سوريا.
لم يجد أردوغان أى ذريعة للتدخل سوى الترويج لأكاذيب حول تواجد عناصر من حزب العمال الكردستانى – المصنف إرهابيا – فى مدن الشمال السورى، بالإضافة لاتفاقية آضنة الموقعة بين النظام التركى والرئيس السورى الراحل بشار الأسد والتى تتضمن بندا يعطى أنقرة الحق فى تنفيذ عملية أمنية عبر الحدود فى شمال سوريا، وتلزم الاتفاقية دمشق بالتوقف عن إيواء أعضاء فى حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.
أردوغان والجيش التركى فى الأراضى السورية
ويعود اتفاق آسنة إلى أواخر التسعينيات من القرن الماضي، عندما ازدادت حدة التوتر بين تركيا وسوريا، لدرجة قيام الجيش التركى بحشد قواته على الحدود بين البلدين، بحجة قطع الدعم المتواصل الذي كان يقدمه الرئيس السورى الراحل حافظ الأسد لتنظيم حزب العمال الكردستانى، وإيوائه زعيمه عبد الله أوجلان، والسماح له بإقامة معسكرات على الأراضى السورية.
وكاد الأمر يتحول إلى صدام عسكرى مباشر وسط تهديد تركى حينها بالاجتياح، قبل توقيع الاتفاق فى ولاية أضنة جنوبى تركيا.
وينص اتفاق أضنة على تعاون سوريا بشكل كامل مع تركيا فى مكافحة الإرهاب عبر الحدود، وإنهاء دمشق جميع أشكال دعمها لحزب العمال الكردستاني، وإخراج زعيمه (وقتها) عبد الله أوجلان من أراضيها، وإغلاق معسكراته فى سوريا ولبنان، ومنع تسلّل عناصر هذا التنظيم إلى تركيا.
كما ينص اتفاق آضنة على احتفاظ تركيا بممارسة حقّها الطبيعى فى الدفاع عن النفس والدخول حتى عمق 5 كم لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستانى، وفى مطالبة أنقرة بـ "تعويض عادل" عن خسائرها في الأرواح والممتلكات إذا لم توقف سوريا دعمها لحزب العمال فوراً.
عناصر الجيش التركى
أكد الرئيس التركى أن بلاده استندت فى دخولها للأراضى السورية على اتفاق أضنة الموقع بين حكومة حافظ الأسد وأنقرة عام 1998 دون أن يوضح الخروقات التى وقعت فى شمال سوريا، أو العمليات الإرهابية التى تعرضت لها تركيا خلال الفترة الأخيرة.
وانخرطت تركيا فى الصراع العسكرى المسلح ضد قوات الجيش السورى بشكل غير مباشر منذ عام 2012 بتقديم الدعم لجماعات متشددة ومتطرفة فى عدد من المدن السورية، وذلك بهدف إسقاط نظام الرئيس السورى بشار الأسد وفرض الأجندة التركية إلا أن الدعم الروسى الكبير لدمشق أفشل المخطط التى بإسقاط حكومة دمشق.
وتدخلت تركيا بشكل مباشر فى الأراضى السورية بدخولها إلى عدد من المدن السورية فى عام 2016 قبل أن تحشد لعملية عسكرية تحت اسم "غصن الزيتون" ضد قوات سوريا الديمقراطية وكافة العناصر الكردية، وهو ما يؤكد زعزعة تركيا لأمن واستقرار الدولة السورية وليس العكس.
جيش الاحتلال التركى فى سوريا
ورغم رفض أردوغان الدخول فى حوار مع القوات الكردية قبيل إطلاق عمليته العسكرية لاحتلال الشمال السورى بذريعة عدم التحاور مع إرهابيين، إلا أن النظام التركى تفاوض مع الأكراد فى عدة مناسبات أولها عام 2016 عندما أعلن قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدى أنهم يتفاوضون أمنيا مع النظام التركى برعاية روسية.
وعقدت سوريا الديمقراطية وعناصر من الاستخبارات التركية اجتماعات برعاية أمريكية مؤخرا تم الاتفاق خلالها على هدم الأكراد للنقاط الدفاعية التى تم تدشينها على طول الحدود السورية التركية، بالإضافة إلى سحب القوات الكردية للمعدات الثقيلة من الأسلحة من هذه المناطق كى يطمئن الأتراك.
أردوغان يجتاح الأراضى السورية
وتخطط تركيا لتغيير ديموغرافى فى شمال سوريا بدفع اللاجئين المقيمين على أراضيها فى المنطقة الآمنة التى ترغب أنقرة فى تدشينها بطول 444 كم وعمق 35 كم، وإبعاد كافة الأكراد عن تلك المنطقة وتهجيرهم إلى الداخل السورى وهو ما يهدد سيادة ووحدة واستقلال سوريا، وذلك بإحداث تغيير ديموغرافى للبنية السكانية للسوريين فى شمال البلاد.
بدوره أكد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف على ضرورة أن تحدد القوات السورية والتركية كيفية التعاون فى شمال سوريا بناء على اتفاق أضنة الموقع عام 1998، مؤكدا استعداد بلاده للمساعدة فى ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة