تخيل عزيزى القارىء لو قنوات العار، عاصرت حرب أكتوبر المجيدة، والتى يحتفل المصريون بذكراها الـ46، كيف كانت تغطيتها لأحداث الحرب؟ وما هو موقفها من إسرائيل؟.
تساؤلات لم تمر على المصريين مرور الكرام، بل تذكروها بقالب من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعى، وخاصة بعد موقف تلك الأبواق الإرهابية من الاحتفالات بانتصارات أكتوبر المجيدة، ومحاولة تكدير مزاج المصريين أثناء الاحتفال بعيدهم، من خلال التفنن فى الإساءة للانتصار التاريخى، ليؤكدون خيانتهم وحقدهم الدفين للدولة المصرية.
فها هى قناة الجزيرة تتعمد مع سبق الإصرار على تزييف التاريخ، مدعية أنه تم تحرير شريط ضيق على الضفة الشرقية لقناة السويس من أراضى سيناء وجزء من الجولان بعد احتلالهما عام 1967، وهذه هاربة متحالفة مع الإخوان تُدعى "آيات عرابى" تصف على صفحتها الخاصة على الفيس بوك، انتصارات أكتوبر بأنها هزيمة.
والأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل خرجوا حلفاء الإخوان بالاحتفاء باغتيال بطل الحرب والسلام الرئيس أنور السادات، فهذا عاصم عبد الماجد يكشف أسرار اجتماعاته مع قيادات الجماعة الإسلامية للتدبير لعملية اغتيال الرئيس الراحل، بل يزداد الأمر وقاحة بأنه يدافع عن الواقعة ويقدم لها التبريرات وكأنه يخرج لسانه للمصريين أثناء الاحتفال بعيدهم، وليثبتون بالدليل القاطع، أن الخيانة فى دمهم.
ولم يكتفوا بذلك، بل خصصت قنوات العار ساعات وساعات أثناء احتفالات المصريين بنصرهم العظيم، خلال الأيام الماضية، لبث إشاعات وأكاذيب عن الأوضاع فى سيناء، فى محاولة خبيثة ومسمومة للنكد على كل مصرى والتقليل من نصر كان وما زال فخرا لكل مصرى وعربى، متناسين أن تلك الحرب وقف العالم أجمع من ساسته وقادته وخبرائه العسكريين أمامها كثيرا، ليصفونها بأنها الحرب الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، لقدرتها فى قلب موازين القوى وإبهار العالم بعد أن أجمع خبراؤه العسكريون على استحالة العبور.
لكن الأجمل، أن المصريين ردوا على تلك المواقف المخزية من خلال استخدام "فن السخرية"، متداولين عدة صور تكشف تضليل وكذب تلك القنوات، متسائلين فى منشوراتهم، "ماذا لو قناة الجزيرة القطرية موجودة فى فترة حرب أكتوبر، وما هى الأخبار التى كانت ستبثها للجمهور الذى يشاهدها فى ذلك الوقت.
وتبقى حقيقة تتضح يوما بعد أخر، وهى عدم مصداقية تلك القنوات وعدم موضوعيتها وفقدان حيادها، وعداءها الدفين للشعب المصرى ولدولته، وأن هذا ليس بجديد عليها، فهى ما زالت ألاعيبها رخيصة ومكشوفة تجاه مصر وشعبها، وتبقى أيضا شهادات القادة الإسرائيليين أنفسهم عن هذا الحرب محل فخر لكل عربى ودليل دامغ على عظمتها مهما قال المغرضون وأنكر الجاحدون، فها هو موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى يقول "حرب أكتوبر كانت بمنزلة زلزال تعرضت له إسرائيل"، وهذا كر ديفيد اليعازر رئيس الأركان الإسرائيلى: "لا شك أن السادات حقق مبتغاه بشكل كامل، في ظهر يوم السادس من أكتوبر"، وتلك عساف ياجورى قائد لواء المدرعات يتساءل فى شهادته على الحرب: "كيف حدث هذا لجيشنا الذى لا يقهر وصاحب التجربة العريضة؟ وكيف وجدنا أنفسنا فى هذا الموقف المخجل؟ وأين ضاعت سرعة حركة جيشنا وتأهبه الدائم؟".