قالت قوات سوريا الديمقراطية إن تركيا تنتهك وقف إطلاق النار فى شمال شرق سوريا بمواصلة مهاجمة بلدة رأس العين منذ يوم أمس الخميس.
وأكد المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالى فى تدوينة له عبر "تويتر" الجمعة أنه على الرغم من الاتفاق على وقف القتال، تواصل الهجمات الجوية والمدفعية استهداف مواقع المقاتلين ومنازل المدنيين والمستشفيات فى بلدة رأس العين.
وأشار مصدر فى قوات سوريا الديمقراطية إلى استشهاد 9 مدنيين من المدنيين خلال قصف جوى تركى استهدف قرية أم الخيرفى بلدة رأس العين على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار.
فيما اتهمت منظمة العفو الدولية اليوم الجمعة القوات التركية والفصائل السورية المتشددة بارتكاب "جرائم حرب" فى هجومها ضد المقاتلين الأكراد فى شمال شرق سوريا.
وذكرت المنظمة فى تقرير لها أن القوات التركية وتحالف المجموعات المسلحة المدعومة من قبلها أظهرت تجاهلاً مخزيا لحياة المدنيين، عبر انتهاكات جدية وجرائم حرب بينها عمليات قتل بإجراءات موجزة وهجمات أسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين.
وتحدثت منظمة العفو الدولية مع 17 شخصاً، بينهم عاملون فى مجالى الصحة والإغاثة، ونازحون، كما تحققت من أشرطة فيديو جرى تداولها وراجعت تقارير طبية.
وأكدت المنظمة أن "المعلومات التى جرى جمعها توفر أدلة دامغة حول هجمات دون تمييز على المناطق السكنية، بينها منزل وفرن ومدرسة"، فضلاً عن عملية قتل بإجراءات موجزة وبدماء باردة بحق السياسية الكردية هرفين خلف على يد عناصر مليشيا أحرار الشرقية.
ونقلت المنظمة عن صديق لخلف قوله إنه حاول الاتصال بها هاتفياً، ورد عليه شخص عرف عن نفسه بأنه مقاتل في المعارضة المسلحة، وقال له: "انتم الأكراد خونة"، وأبلغه بمقتلها.
وقال الأمين العام لمنظمة العفو الدولية كومى نايدو إن تركيا مسؤولة عما تقوم به المجموعات السورية المسلحة التي تدعمها، وتسلحها، مضيفاً: "تركيا أطلقت العنان لهذه المجموعات المسلحة لارتكاب انتهاكات جدية في عفرين"، موضحا أن المنطقة ذات الغالبية الكردية التي سيطرت عليها تركيا والفصائل الموالية لها في العام 2018.
ودعا نايدو تركيا لوقف تلك الانتهاكات، ومحاسبة المسؤولين عنها.
ونقلت المنظمة عن أحد المتطوعين في الهلال الأحمر الكردي مشاهداته أثناء عمله على نقل ضحايا غارة جوية تركية استهدفت منطقة قريبة من مدرسة في قرية الصالحية في الـ12 من أكتوبر الجارى.
وقال المتطوع: "لم أتمكن من تحديد ما إذا كانوا فتيان او فتيات لأن الجثث كانت متفحمة"
كان مسؤول أمريكى كبير قد أكد أن الولايات المتحدة أبرمت أمس الخميس اتفاقا مع تركيا لوقف إطلاق النار فى شمال سوريا لعدة أسباب منها قناعتها بأن الأكراد لن يكونوا قادرين على السيطرة على تلك المنطقة عسكريا بأى حال من الأحوال.
وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري للصحفيين المسافرين معه: "لا يوجد شك في أن وحدات حماية الشعب الكردية ترغب في البقاء في تلك المناطق.. في تقييمنا أنهم لا يملكون القدرة العسكرية للسيطرة على تلك المناطق ومن ثم فإننا نعتقد أن وقف إطلاق النار سيكون أفضل... من أجل محاولة الحصول على نوع من السيطرة على هذا الوضع الفوضوى".
ووافقت تركيا اليوم الخميس على وقف هجومها في سوريا لمدة خمسة أيام للسماح بانسحاب القوات الكردية من "منطقة آمنة" سعت تركيا طويلا للسيطرة عليها وذلك في إطار اتفاق أشادت به إدارة ترامب ووصفته تركيا بأنه انتصار كامل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة