تمر اليوم ذكرى ميلاد الشاعر الفرنسى "رامبو" الذى ولد فى 20 أكتوبر من عام 1854 ورحل فى 1891، المشهور بقصائده ورحلاته وتحولاته أيضا.
كان "رامبو" شاعرا وتاجرا ومغامرا وأحيانا يرسم اللوحات، زار مدنا عربية كثيرة منها القاهرة وعدن وبيروت، وفى بيروت حدثت قصة لطيفة، غير مؤكدة حتى الآن، تتعلق بـ 3 لوحات فنية منسوبة إلى الشاعر الفرنسى.
فى عام 2002 أصدر متحف الشاعر الفرنسى، كتابا تضمن ثلاث لوحات مائية، قال بأنها من إبداع رامبو خلال اقامته المجهولة فى بيروت سنة 1887 ، الكتاب بعنوان "رامبو مجنحا" تأليف الكاتب الفرنسى جان لوك باران.
والكتاب، حسبما ذكر تقرير فى صحيفة الحياة، ارتبط بفكرة العثور على 3 لوحات تعود لعام 1887 رسمها رامبو فى بيروت، أوردها المؤلف فى الكتاب مرفقة بنص يشرح كيفية اكتشافها والتاريخ، واللافت أن إحدى اللوحات نشرت بالألوان، وقد حملت فوق التوقيع وبخط رامبو اسم البلدة اللبنانية "بيت مري".
ويكتفى جان لوك باران بالإشارة الى أن رامبو أقام فى بلدة بيت مرى "تلك الرابية من روابى بيروت"، كما يقول، ويرجّح أنّ الشاعر الذى وجد نفسه بلا مال، اضطر إلى رسم تلك اللوحات وبيعها ليوفر مبلغاً ما.
وذكر التقرير الذى أعده الناقد عبده وازن، أن الفترة التى قضاها رامبو فى بيروت غير مسجلة، فرامبو لم يرسل أى رسالة من بيروت على غرار الرسائل الكثيرة التى بعث بها الى أمه وأخته وبعض أصدقائه والمؤسسات التى عمل معها، فقد كتب من عدن وهرر ومرسيليا وحتى من القاهرة وقبرص لكنه لم يكتب أى رسالة من بيروت، بل هو لم يذكر بيروت فى أى من رسائله. أما المراجع والمصادر المعروفة والمتوافرة فلم تأتِ بدورها على ذكر اقامته فى بيروت.
المرجع الوحيد وربما اليتيم الذى أشار الى تلك الرحلة - عَرَضاً - هو كتاب الناقد الفرنسى بيار بوتى فيس وعنوانه: "رامبو، سيرة 1854 - 1891" وهو عبارة عن سيرة مفصلة وموثقة وشاملة لهذا الشاعر - الأسطورة. إلا أن المؤلف لا يورد رحلة رامبو الى بيروت إلا فى مقطع يتيم فى القسم الأخير من كتابه، مشيراً الى أن رامبو قرّر فى نهاية سبتمبر 1887 أن يذهب الى سوريا ليبتاع أربعة بغال قويّة ويعود بها الى شوا التى تندر البغال فيها، وكانت القوافل التى يقودها فى تلك الفترة محمّلة بالسلاح والذخيرة وكانت تحتاج الى البغال لاجتياز الصحارى والمناطق المقفرة. لكنّ سفره الى سورية اقتضى عليه الحصول على جواز سفر من القنصلية الفرنسية فى بيروت.
ويقول المؤلف إن وثيقة السفر تلك عثر عليها، وهى لا تخلو من التشويق فى ما تذكر عن رامبو الطول: متر وثمانون سنتم. وعلى رغم حصوله على الجواز عدل رامبو عن السفر الى سورية وسافر من بيروت الى عدن.
الشك
بينما نجد الكاتب "عقل العويط" يشكك فى هذه اللوحات، ويرى أن جان لوك باران وقع فى خطأ كبير ناسباً الى رامبو لوحات رسمها بحّار فرنسى يُدعى أنطوان ــ جان رامبو، جاء الى لبنان وعاش فيه وصار أستاذاً للرسم فى الليسيه الفرنسية ورسم بيت مرى وعين المريسة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة