قالت قوات سوريا الديمقراطية إن جيش الاحتلال التركى لم يلتزم بوقف إطلاق النار المؤقتة بوساطة أمريكية، لافتة إلى أن آلة القتل التركية ومرتزقتها عن شن الهجمات العسكرية على سوريا الديمقراطية، ما أدى لاستشهاد 25 مقاتلاً وإصابة 17 بجراح.
وأكدت قوات سوريا الديمقراطية فى بيان لها جيش الاحتلال التركى بارتكاب أفظع الانتهاكات بحق المدنيين فى مدينة رأس العين، ما أدى لسقوط 17 شهيداً نتيجة القصف الهمجى على المدينة خلال فترة إيقاف إطلاق النار فقط، مشيرة إلى أنه تم الكشف أيضاً عن عشرات الجثث المدفونة تحت الأنقاض، بالإضافة إلى الحالات التى وردت من داخل مدينة رأس العين ممن أصيبوا بحروق خطيرة ناجمة عن استعمال أسلحة محرمة دولياً كالفوسفور الأبيض.
أردوغان ينكل بالمدنيين السوريين شمال البلاد
واتهمت القوات الكردية جيش الاحتلال التركى باستمرار إدخال قوات عسكرية إلى مدينة رأس العين فى خرق واضح لبنود الاتفاق على وقف إطلاق النار المؤقت، وتصفية الفصائل الداعمة لجيش الاحتلال التركى لعدد من المدنيين، بالإضافة للخطف والابتزاز ونهب الممتلكات، فى تكرارٍ واضح لمشهد ما حصل فى مدينة عفرين وكافة الانتهاكات والجرائم التي ما تزال ترتكب هناك فى تغاضٍ واضح من قبل الولايات المتحدة الامريكية.
وحملت سوريا الديمقراطية مسؤولية خرق الأتراك لوقف إطلاق النار إلى الولايات المتحدة الأمريكية كونها القوة الضامنة بين الطرفين، معربة عن استغرابها لتصريحات الرئيس الأمريكى التى تؤكد بأن عملية وقف إطلاق النار المؤقت تسير بنجاح وبالتزام من قبل الجانب التركى، مؤكدة أن تركيا لم تلتزم مطلقاً بهذا الاتفاق وانتهكته مراراً وتكراراً.
أردوغان ينتهك سيادة سوريا
وأشارت القوات الكردية إلى أن تصريح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الأخير حول تسكين الأكراد فى مناطق جديدة يفتح المجال أمام التطهير العرقى الذى يهدف الأتراك له، لأن المدنيين الذين نزحوا من بيوتهم من مدينتى رأس العين وتل أبيض وقراها يجب أن يعودوا وبضمانات دولية وتحت حماية دولية.
ودعت قوات سوريا الديمقراطية المجتمع الدولى للضغط على الجانب التركى بضرورة سحب قواته من المناطق التى احتلها، موجهة دعوة للمجتمع الدولى لإرسال قوات دولية لحماية المدنيين من كافة أشكال الانتهاكات.
وطالبت بلجنة فورية للتحقيق باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً، وللتحقيق بجرائم التصفية والإعدامات الميدانية بحق المدنيين.
إلى ذلك، سحبت الولايات المتحدة الأمريكية أرتالا عسكرية من بعض مدن الشمال السورى قبل التوجه إلى العراق، وإخلاء عدد من القواعد الأمريكية فى الرقة وحلب، ونقل عتادها العسكرى باتجاه العراق.
ترامب وأردوغان
فيما قالت وكالة "فرانس برس" إن القوات الأمريكية خرجت من أكبر قاعدة لها مدن الشمال السورى، تطبيقا لقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بسحب العسكريين الأمريكيين من المنطقة.
يذكر أن جميع القواعد التى اتخذتها القوات الأمريكية شمال محافظة الرقة وشمال شرقى حلب خالية، فى حين لا يزال التواجد غير الشرعى الأمريكى قائماً فى عدة قواعد فى محافظتى دير الزور والحسكة، إضافة إلى قاعدة التنف جنوب سوريا.
فيما دفع الجيش العربى السورى بعدة أرتال من ألوية مدرعة تابعة للجيش إلى منطقة شرق الفرات، للانتشار فى ريف محافظة الحسكة، فى وقت يستعد فيه أردوغان لإجراء لقاء مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين غداً الثلاثاء فى سوتشى.
انتهاكات جيش الاحتلال التركى فى سوريا
وأكدت وكالة "سانا" أن جيش الاحتلال التركى احتل مدينة رأس العين، وهجر سكانها عنها، حيث نزحت مئات العائلات على مدار الأيام الماضية، بسبب كثافة القصف الذى دمر كل البنى الخدمية داخل المدينة، بالإضافة لسرقة القوات التركية لمنازل المواطنين السوريين فى رأس العين بعد احتلالها.
فيما أكد المرصد السورى لحقوق الإنسان استهداف طائرة مسيرة تركية لسيارة تقل أربعة مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية فى قرية الدبس التى تقع على بعد 3 كلم من بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالى، الأمر الذى أدى لمقتل المقاتلين جميعهم، فى خرق من قبل القوات التركية للاتفاق الأمريكى – التركى بتعليق العمليات العسكرية.
أردوغان يدمر الشمال السورى
ونشر المرصد صورا لتعزيزات عسكرية تابعة للفصائل المسلحة الموالية لتركيا دخلت فجر الاثنين عبر الأراضى التركية إلى قريتى الشكرية وجان تمر الواقعة عند الحدود شرق مدينة رأس العين، حيث توجهت مجموعات من الفصائل هذه برفقة أربع دبابات ومدفعية وآلية حفر إلى منطقة باب الخير التابعة لأبو رأسين (زركان) ريف مدينة رأس العين الشرقى.
بدوره كشف وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، عن أن بلاده تعتزم الإبقاء على عدد من جنودها قرب آبار النفط شمال شرقى سوريا، مؤكدا أن قوات أمريكية تتواجد فى بعض القرى وليست فى حالة انسحاب.
وقال الوزير الأمريكى فى مؤتمر صحفى مع نظيره الأفغانى فى كابول، اليوم الاثنين، إن عملية الانسحاب سوف تستغرق أسابيع وليس أيام، موضحا أن بعض القوات الأمريكية سوف تبقى فى القرى المحاذية لحقول النفط فى شمال شرق سوريا بهدف منع إمكانية وصول تنظيم داعش الإرهابى وغيرهم للاستفادة من هذه الموارد.