بمناسبة اختيار مصر دولة ضيف شرف معرض بلجراد الدولى للكتاب فى دورته الـ 46، الذى يحمل شعار "ملك وكتابة"، ويعد أكبر معرض للكتاب فى صربيا، يضم 500 ناشر من مختلف العالم، التقى "اليوم السابع" بسفير مصر فى صربيا عمرو الجويلى للكشف عن أسباب اختيار مصر دولة ضيف الشرف ومعرفة النتائج الإيجابية التى تعود على البلدين بعد الانتهاء من فعاليات هذا الحدث.
وقال السفير عمرو الجويلى،إنه حرص على تشكيل الصورة الذهنية عن مصر فى مختلف المجالات وبمختلف الوسائل، سواء عن طريق الإعلام أو عن طريق "المعارض" التى تعتبر ملتقى من كل قطاع سواء النشر أو الزراعة أو الرياضة أو غير ذلك، فأول لقاءات قمت بها مع هيئة المعارض فى بلجراد ومع هيئة معارض فى "نوفى ساد" ثانى أكبر مدينة فى صربيا التى بها أكبر المعارض على سبيل مثال معرض الزراعة فى صربيا.
وأوضح عمرو الجويلى، أسفرت اللقاءات على أن مصر شاركت فى معرض بلجراد الدولى للكتاب العام الماضى وصربيا شاركت لأول مرة فى اليوبيل الذهبى لمعرض القاهرة الدولى الكتاب يناير الماضى، لذا حدث برتوكول تعاون بين هيئة كتاب البلدين وبناء عليه شعر الجانب الصربى بجدية مصر فى الشراكة، وبالتالى جاءت فكرة دعوة مصر لتكون دولة ضيف شرف معرض بلجراد الدولى للكتاب، وجاء ذلك بالتزامن مع اختيار مصر ضيف شرف معرض بلجراد للسياحة فى فبراير 2020، ولذا مجرد التواصل مع هيئات المعارض يتيح أبراز مصر فى مختلف المجالات، مثال آخر أن معرض نوفيسات الزراعى الذى يعد أكبر المعارض فى شرق أوروبا، مصر شاركت فيه لأول مرة العام الماضى من خلال مجلس المحاسبات الزراعية.
أما عن النتائج المشاركات فى المعارض، أشار عمرو الجويلى، إلى أن البرنامج الثقافى التى وضعته الهيئة العامة المصرية للكتاب وسفارة مصر فى صربيا، ركز على أن عرض الكتب هو أحد أوجه أنشطة برنامج، والوجه الثانى من النشاط عقد ندوات ولقاءات مع الكتاب والناشرين وحرصنا على أن يكون المتحدث فى الندوات مصريين وصربيين، والغرض من ذلك تبادل الأفكار وتبادل التعارف التى بالتالى تؤدى لحدث شراكة بين الجانبين.
وأضاف عمرو الجويلى، أن نتائج المشاركات فى المعارض، يعقبها حدوث اتفاقيات بين البلدين، ومنها أن كلا من البلدين يتبادلان مساحة الأجنحة المشاركة فى معارض الكتب مجاناً، وهذا فيه دعم مادى بشكل متبادل، وكان على مدار سنة ونصف الماضية حدثت اتفاقيات عديدة إضافة إلى عقد مذكرات تفافهم بين المؤسسات الثقافية فى صربيا بين المؤسسات الثقافية فى مصر، على سبيل المثال بين المكتبات العامة وبين مركز السينما فى مصر ومركز الفيلم فى صربيا، إضافة إلى التبادل الفنى فى الأوبرا والمسرح.
وعن مشاركة السفير عمرو الجويلى بكتاب "صربيا بعيون مصرية" الصادر باللغة الصربية عن الهيئة العامة المصرية للكتاب، قال الجويلى إن الكتاب يدور حول "المكان الذى يضم روايات عن كل شخص عاش فيه"، فعلى الغلاف الأخير من الكتاب تتواجد عدسات لكل واحد لكى ينظر إلى نفس المكان من وجهة نظره.
وأوضح عمرو الجويلى، أن الكتاب مقسم إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول ذكريات السفراء السابقين فى بلجراد، القسم الثانى لمجموعة من كبار المثقفين الذين تفاعلوا ثقافيا مع صربيا أو زاروها منهم الدكتور زاهى حواس والروائية مى خالد، والقسم الثالث والأخير للفنانين التشكيليين الذين عبروا عن صربيا.
وحول اهتمام الشعب الصربى باللغة العربية، تحدث عمرو الجويلى قائلا: إن الصربيين لديهم قسم اللغة العربية فى كلية اللغات ويعد أكبر أقسام بالكلية، مضيفا أن الصربيين شغوفون بتعلم اللغة العربية لدراسة التاريخ وكل ما يتعلق بالحنين إلى الماضى.
وتابع عمرو الجويلى، عندما لحظنا ولع الصربيين باللغة العربية قمنا بتنظيم مسابقة للقصة القصيرة بالتعاون مع مركز الثقافة العربية، لمجموعة من الخارجين من جامعة بلجراد والثلاثة الفائزون جائزتهم "زيارة معرض القاهرة الدولى للكتاب" لمدة خمسة أيام، وقد حدث ذلك العام الماضى.
وبمناسبة اختيار مدينة نوفى ساد عاصمة الثقافة الأوروبية 2021، قال عمرو الجويلى، إن الانتقالات والمقابلات التى قامت بها وزيرة الثقافة خلال الأيام الماضية مع رئيس عمدة المدينة، ومجلس إدارة المؤسسة المنظمة لبرنامج فعاليات "نوفى ساد" عاصمة الثقافة الأوروبية، مجرد التواصل يمنح بالتأكيد وجود لمصر فى هذه الفعاليات، مضيفا أن أكدنا خلال الاجتماعات والمقابلات أن مصر مرتبطة بأوروبا لأننا نتشارك فى البحر المتوسط الذى يربط بين قارة أوروبا وأفريقيا والوطن العربى بشكل عام، وبالتالى فمن المهم الترويج للثقافة العربية من خلال الثقافة الأوروبية، لذا فهم متطلعون للغاية حول الإسهام الذى تقدمه مصر فى الأنشطة الثقافية الأوروبية.
وحول الاهتمام بالآثار المصرية فى صربيا، قال عمرو الجويلى هناك اهتمامات بالآثار الرومانية المصرية، وإحدى الأفكار التى قمنا بالعمل عليها "تجربة الصوت والضوء" التى أحيت الآثار المصرية وسوف تنتقل إلى بعض الآثار الصربية، وبالفعل آتى إلى صربيا رئيس شركة "الصوت والضوء" لتحويل الأفكار إلى نتيجة ملموسة.
وتابع عمرو الجويلى، إنه خلال العام الماضى قمنا بإطلاق حملة "المصريات للجميع"، بالتعاون مع متحف الفن الأفريقى والصربى وجامعة بلجراد، فقدمنا ورش رسم للأطفال، وأيضا قدمنا "كورس" لمن يريد معرفة الآثار مضيفا أن الصربيين يحلمون بإقامة معرض للآثار المصرية لكن هذا الموضوع فى يد وزارة الآثار.
ومن المعروف أن الأدب والسينما وسيلة تواصل بين الشعوب ولكنها وسيلة غير مباشرة، لذا كان أحد أهم الموضوعات التى وضعتها السفارة المصرية فى أولوياتها، أنه لابد أن توجد خطوط طيران مباشر ة بين مصر وصربيا، لأن مجرد العبور إلى أحد المدن يضاعف مدة الوصول إلى أربعة أضعاف، فكان التركيز مع التواصل مع شركات الطيران المدنى لاستأنف خط المباشر بين مصر وصربيا الذى توقف لمدة 14 عاما، وبعد متابعة متواصلة سافرت أول رحلة من مصر إلى صربيا يوم 4 يونيو الماضى.