"الدم بقى مية".. جرائم العنف الأسرى عرض مستمر.. شاب يقتل زوجة عمه وابنتها طمعا فى أموالهما.. نقاش تخلص من والده "عشان المخدرات" ودفن جثته فى غرفة النوم.. وخبير نفسى: انهيار القيم أدى لانتشارها

السبت، 26 أكتوبر 2019 02:30 م
"الدم بقى مية".. جرائم العنف الأسرى عرض مستمر.. شاب يقتل زوجة عمه وابنتها طمعا فى أموالهما.. نقاش تخلص من والده "عشان المخدرات" ودفن جثته فى غرفة النوم.. وخبير نفسى: انهيار القيم أدى لانتشارها جثة - أرشيفية
كتب أحمد الجعفرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انتشرت خلال الفترة الأخيرة عدة جرائم ارتبطت بالعنف الأسرى، ولم يراعى فيها الجانى صلة القرابة والدم التى تربطه مع المجنى عليه، حيث سيطر عليه شيطانه ودفعه لارتكاب جريمته بكل بشاعة، ولم يفوق من غفلته إلا حينما وجد نفسه أمام القانون متهمًا بجريمة قتل أو اغتصاب أو سرقة أقرب الناس إليه.

قتل مرات عمه بسبب اتهامه بالسرقة

فى مركز أبو النمرس بجنوب الجيزة قتل شاب فى العقد الثالث من عمره زوجة عمه وابنتها وشرع فى قتل ابنها بعدما ألقاه من شرفة المنزل، بسبب اتهام المجنى عليها الأولى له بسرقة مبلغ 20 ألف جنيه من منزلهم، لم يراعى الشاب الذى فى مقتبل حياته حرمة الدم وصلة القرابة، ولم يشفع للضحايا أنهم ابناء شقيق والده، وقتلهم بدم بارد.

قتل والده ودفنه تحت فى غرفة النوم

بعد أيام قليلة من جريمة "مذبحة أبو النمرس"، أجهز شاب فى العقد الرابع من عمره ويعمل مبيض محارة على والده، بعدما رفض أعطائه المال لشراء المخدرات، قتله بدم بارد ولم يكتفى بذلك، فقرر دفن جثته داخل المنزل، فحفر حفرة داخل غرفة النوم ووضع جثة والده وغطاها بالتراب، وخرج يبحث عنه مع أهالى المنطقة، إلى أن اكتشف الأمن جريمته، بعدما خرجت رائحة الجثة الكريهة من المنزل، فقرر الشاب الانتحار، وقتل نفسه أسفل عجلات إحدى القطارات.

فتاة تتهم والدها وأعمامها باغتصابها

جرائم العنف الأسرى لم تتوقف عند القتل، ففى مركز كرداسة بشمال محافظة الجيزة، اتهمت فتاة قاصر والدها وأعمامها بالاعتداء عليها جنسيًا، وتهديدهم المستمر لها إذا لم تستجب لهم، فتحت النيابة العامة تحقيقات فى الواقعة، وقررت حبس الأب والأعمام على ذمة التحقيقات، وعرضت الفتاة المجنى عليها على الطب الشرعى.

خبير نفسي: انهيار القيم وانتشار المخدرات أدت إلى انتشار الجرائم الأسرية

يقول الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، إن المجتمع يعانى من حالة انهيار ثقافي، ورغم حالة التدين البادية عند البعض إلا أن تلك الحالة لا تخرج عن كونها نوعا من أنواع المظاهر، وفى حقيقة الأمر أو فى الجوهر فإنها تخفى فى داخلها إنسان مخرب نفسيًا، يمكنه أن يقتل أو يسرق أو يزنى أو يرتكب أى جريمة دون أن يردعه دين أو قيم أو أخلاق.

وتابع "فرويز" فى حديثه لـ"اليوم السابع"، أن انهيار القيم الدينية والاجتماعية خلال العقود الماضية، أدى إلى وجود اختلال تماسك المجتمع، ولم يعد الأب يشعر بالأبن أو الزوجة تشعر بالزوج، ولم يعد كل فرد من أفراد المجتمع يحافظ على القيمة التى من المفترض أن يحملها كل فرد، ففقد الأب قيمته لدى الأبناء وفقد الأبناء قيمتهم لدى الآباء وهكذا حتى فقد الجميع قيمته، وأصبح كل شيئ مباح.

وأضاف "فرويز"، أن ذلك التفكك الحادث فى المجتمع جعل الجريمة سهلة، وما زاد الطين بلة انتشار المخدرات، التى باتت عنصر رئيسى فى كل الجرائم التى ترتكب مؤخرًا، فالإنسان لا يكون فى وعيه حينما يرتكب جريمته تحت تأثير المخدر، وهذا ما حدث فى قضية مقتل الأب على يد والده فى بولاق الدكرور، وغيرها من الجرائم الأخرى.

خبير اجتماعي: مواقع التواصل الاجتماعى والإنترنت صدرت سلوكيات سلبية

فيما يقول الدكتور عبد الله السيد أستاذ علم الاجتماع، إن سبب انتشار الجرائم الأسرية، هو التفكك الحادث فى نسيج الأسرة المصرية خلال العقود الماضية، والذى حدث فى الأساس نتيجة المؤثرات السلبية التى تعرض لها النشء طوال حياتهم، عن طريق الأفلام السينمائية والأعمال التلفزيونية التى تروج لفكرة التمرد والتفكك الأسرى، وعدم احترام الصغير الكبير، باعتبارها نوع من أنوع البطولة التى يتم التفاخُر بها.

وتابع "السيد"، القيم والمبادئ التى تحكم المجتمع اندثرت، وأصبح الانترنت وانتشار مواقع التواصل الاجتماعى هما المحركان الرئيسيان للسلوكيات، وتلك المواقع لا تصدر سلوكيات إيجابية بقدر تصديرها العنف والتطرف، هذا بالإضافة إلى المخدرات التى تعد المحرك الرئيسى للجريمة، ليس فى مصر فحسب ولكن فى العالم أجمع.

وأضاف "السيد"، أن الأب الذى يعتدى جنسيًا على ابنته لا يمكن أن يكون إنسانا سويا، فهو شخص سلبت منه كافة مشاعر الإنسانية والنخوة، حتى جعلته ينهش فى لحم أقرب الناس إليه، فبدلًا من أن يدافع عن ابنته ويحافظ عليها، اعتدى عليها وهتك عرضها، ولا يوجد أى مبررات لفعلته، سوى أنه اختار طريق الإجرام لنفسه، فى الوقت الذى تخلى فيه عن القيم والمبادئ والأخلاق، واتجه فيه إلى المخدرات.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة