حروب العملة.. أثينا وإسبرطة 27 عاما من القتال بسبب "البومة ".. الحروب الصليبية تنقص عيار العملة لمواجهة الإفلاس.. العثمانيون لجأوا لـ "الورقية" لحرب أوروبا.. وإيطاليا تستعد لاحتلال مصر بعملة جديدة

الإثنين، 28 أكتوبر 2019 06:30 م
حروب العملة.. أثينا وإسبرطة 27 عاما من القتال بسبب "البومة ".. الحروب الصليبية تنقص عيار العملة لمواجهة الإفلاس.. العثمانيون لجأوا لـ "الورقية" لحرب أوروبا.. وإيطاليا تستعد لاحتلال مصر  بعملة جديدة الحروب الصليبية - أرشيفية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كلما بدأت الحرب تحسس كل شخص جيبه وتحسست الدول ميزانياتها، فأول المتأثر بالحرب هى العملات، الاقتصاد، ويمكن القول إن الحروب تبدأ بسبب المال وتنتهي بخسارته أو باكتسابه.

فى البداية، قاتل الإنسان أخاه الإنسان لأنه أخذ منه شيئا مثل بالنسبة إليه "ملكية" وعندما تلوثت يداه بالدم، صار ذلك الشيء أكثر "أهمية" وبعدما كان يدافع عن حقه تعلم بعد ذلك فنون الاعتداء، من أجل الحصول على "المال" أو ما يساويه، وأطلق على ذلك اسم الغنائم.

إسبرطة وأثينا 27 عاما من الحرب بسبب البومة


يقول كتاب "قواعد السطوة" لـ روبرت جرين في الوقت الذي كانت ترسخ فيه إسبرطة ثقافتها العسكرية، كانت تذدهر مدينة أخرى هى أثينا، كان الأثينيون على عكس الإسبرطيين يتوسعون فى البحار ليس بالأساس لتكوين مستعمرات لكن للتجارة، أصبحوا بالفعل تجارا كبارا، وانتشرت عملتهم النقدية عملة "البومة" فى اتجاه البحر المتوسط، على عكس جمود الأسبرطيين، وفى عام 432 قبل الميلاد اشتعلت الحرب التي كانت تختمر كثيرا بين أثينا وأسبرطة، واستمر القتال 27 عاما.

العالم القديم والغزو


ويمكن القول إن الحروب القديمة التى قامت على فكرة الغزو كانت الحصول على الممتلكات أبرزها، فكل ما وثقه التاريخ القديم عن فتح العالم على يد الإسكندر الأكبر  كان من أجل الحصول على الدول، وكان أول ما يتم هو فرض العملة الجديدة التى تصك فيها صورة أو رمز الحاكم المنتصر.

غنائم المسلمين حق شرعي


ويقول كتاب قواعد الحرب الأصلية والمستجدة فى الإسلام  لـ محمد طي، "كان المنتصر فى الحرب يستولى على الأموال العامة للمهزوم وما يريد من الأموال الخاصة، فتكون أموالا مغنومة، وكان المنتصر كذلك يفرض غرامات على المهزوم، يعدها تعويضات حرب"، وكان العرب يفرضون نقودهم على الدول التى يفتحونها.

نقص عيار العملة فى الحروب الصليبية


والحروب الصليبية فى العصور الوسطى كان الغرض منها  السيطرة على خيرات الشرق، وقد كان الغرب يتأثر بقوة بسبب الإعداد لهذه الحروب، ولو رجعنا إلى كتاب "الموسوعة الشاملة فى تاريخ الحروب الصليبية  مشاريع ما بعد الحملة السابعة" سوف نجد  رسالة تتحدث عن الواقع فى تلك الفترة تقول "عندما تبدأ الحرب تبدأ الحاجة إلى إنقاص عيار العملة فى الممملكة التى يتسلم كل إنسان فى المملكة بها دخله، فإن الأكرية سوف تفقد فى البداية ربع قيمتها ودخلها ثم الثلث وبعد ذلك النصف وأخيرا الثلثين، ولقد حسبت أنا كاتب الرسالة الحالية، وعرفت من خلال تناقص سعر العملة المستمر أنني قد فقدت على الأقل 500 ليرة تورية، وكان هذا بعد الشروع فى إنقاص عيار العملة". 

بريطانيا تقهر الأمريكان


وقد لعبت العملة دورا كبيرا فى حروب العالم الحديث،  حيث تلاعب الملوك القدماء بنسب المعادن الثمينة في كل عملاتهم المعدنية لإنشاء المزيد من المال وذلك لحشد الجيوش كما حاول أسياد الإقطاعيين تقويض خزائن منافسيهم من إقطاعيين آخرين وحاول المزورون تقليدها عبر التاريخ، ومع ذلك فإن أشهر حرب للعملات جرت بين الإمبراطورية البريطانية ومستعمراتها في أمريكا.

وفي القرن السابع عشر كانت إنجلترا مصرة على السيطرة على كل من المستعمرات الأمريكية والمصادر الطبيعية التي تسيطر عليها، وللقيام بذلك حدد الإنجليز المعروض من المال وأقروا أنه من غير القانوني للمستعمرات القيام بصك أو طباعة نقود معدنية خاصة بهم وبدلاً عن ذلك أُجبِرَت المستعمرات على التجارة باستخدام أوراق العملات الإنجليزية للتبادل بحيث لا يمكن استبدالها إلا بالبضائع الإنجليزية، حيث كان يتم الدفع للمستعمرين مقابل بضائعهم بذات الأوراق المالية وبالتالي فعلياً لم يتمكنوا من التعامل بالتجارة مع دول أخرى.

ورداً على ذلك عادت المستعمرات مرةً أخرى إلى الوراء مستخدمةً نظام المقايضة من خلال الذخيرة والتبغ والمسامير والفراء وكل ما يمكن أن يتم التداول به وأيضا جمع المستعمرون كل ما يستطيعون من عملات أجنبية الأكثر شعبية لتبدو أكبر مثل الفضة والدولار الإسباني الكبير الحجم، حيث كانت تسمى ثُمانية الأجزاء لأنه عندما كان يريد أحد ما دفع "فراطة " كان يتوجب عليه أن يسحب سكينته ويقسمها إلى ثمانية قطع صغيرة، ومن هنا جاء تعبير (قطعتان صغيرتان) والمقصود بها ربع من الدولار.

كانت ماساشوستس أول مستعمرة تتحدى بريطانيا، حيث قامت في عام 1652 بسكِّ نقودها المعدنية الفضية الخاصة بها متضمنة شجرة الصنوبر وشجرة السنديان وتحدّوا من خلالها القانون البريطاني الذي كان يرفض أن يتم إصدار العملات إلا من قبل إمبراطور بريطانيا وقاموا بوضع كل عملاتهم بتاريخ 1652 – وهي الفترة التي لم يكن في حينها أيّ ملك-، وفي عام 1690 أصدرت ولاية ماساشوستس أول ورقة مالية خاصة بها أطلقت عليها اسم أوراق الدين.

الدولة العثمانية تلجأ لـ العملة الورقية


وقد حاولت الدولة العثمانية منذ عام 1839 التحول عن نظام الثنائية المعدنية (الفضة والذهب) والدخول فى تقليد النظام النقدي الأوروبي وإصدار العملة النقدية الورقية، حيث كانت العملة الورقية منتشرة فى أوروربا، ويرى بعض المؤرخين بأن الأسباب التي دعت الدولة العثمانية لإصدار العملة الورقية هي إصلاح النظام الاقتصادي والمالي، وذلك من أجل تمويل الحروب التي كانت تخوضها الدولة العثمانية مع الدول الأوربية بما فى ذلك الحرب العالمية الأولى التى أدت إلى انهيار الاقتصاد العثماني.

إيطاليا خطط لاحتلال مصر بـ عملة عليها صورة قيصر


ومن القصص الطريفة فى هذا الشأن  أن إيطاليا أصدرت عملة نقدية سنة 1942 لتحل محل الجنيه المصرى فى حالة انتصارها في احتلال مصر خلال الحرب العالمية الثانية, لكن ذلك لم يحدث فتم إعدام العملات المطبوعة.

" منذ عام 1940 حاول الإيطاليون الاستيلاء على مصر وشمال إفريقيا ، في محاولة للوصول إلى قناة السويس. في اجتماع عُقد بين وزيري خارجية إيطاليا وألمانيا ، قسموا المناطق التي سيستولون عليها . ووفقاً لهذه الاتفاقية ، التي ذكرت أن الإيطاليين سيحكمون مصر وشمال إفريقيا ، أصدر الإيطاليون سلسلة من ثمانية أوراق نقدية خاصة، والتي كان من المقرر أن تحل محل العملة المحلية لمصر مع الاحتلال. تم إصدار 500 مليون ورقة نقدية في معهد بوليترافيكو في روما تحت اسم كاسا ميديتيرانيا دي كريديتو و كتب عليها اسم العملة المحلية باللغتين الإيطالية والعربية بالإضافة إلى صور قيصر روما القديمة. في 16 يوليو 1942 ، تم نقل الأوراق النقدية في طائرة خاصة إلى ليبيا . في يناير 1943 ، نتيجة للهجوم المضاد الذي شنته القوات البريطانية بقيادة المارشال مونتغومري، أدرك الإيطاليون أنه يجب إحباط خطة توزيع الأوراق النقدية. تركت القوات الإيطالية الأوراق النقدية في صناديق حديدية داخل حصن، وهناك ، تحت قيادة المستويات العليا ، أحرقت جميع العملات من أجل عدم ترك أي دليل على هزيمتهم ، وحتى لا يتم الكشف عن خطتهم الأصلية. أحد الجنود المسؤولين عن حرق العملات احتفظ بمجموعة منها سراً للذكرى. تم بيع المجموعة الكاملة من ثمانية أوراق نقدية في مزاد في لندن مقابل 90،000 يورو, بينما بيعت العملة في الصورة ف احد المزادات بمبلغ 12600 دولار أمريكي."










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة