وأعطت منظمة التجارة العالمية، واشنطن الضوء الأخضر للتعريفة الجمركية على البضائع المستوردة من الاتحاد الأوروبى مقابل 7.5 مليار دولار (6.8 مليار يورو)، بسبب الدعم غير القانونى الذى قدمته الكتلة الأوروبية إلى شركة إيرباص، حسبما قالت وكالة "نوفا" الإيطالية.
وأثار هذا الاعلان ردود فعل الساسة الأوروبيين، وقال رئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى إن "قرار منظمة التجارة العالمية بشأن الرسوم يمثل مشكلة خطيرة للغاية" ولكن فى الوقت نفسه "أثق فى الولايات المتحدة لإعطاء الاهتمام لمنتجاتنا الاستراتيجية".
وأضاف أن "إيطاليا تدرك تمامًا وجود توتر تجارى على المستوى العالمى.. نثق في الحصول على الاهتمام من أحد حلفائنا التقليديين، الولايات المتحدة، فيما يتعلق ببعض منتجاتنا التى نعتبرها استراتيجية على المستوى الدولى".
وفى باريس، قال وزير الاقتصاد والمالية الفرنسى، برونو لومير، إن الولايات المتحدة "سوف ترتكب خطأ اقتصاديا وسياسيا" إذا قررت فرض عقوبات جمركية على الاتحاد الأوروبى بعد حصولها على هذا الحق من منطقة التجارة العالمية فى إطار النزاع القديم بين بوينج الأمريكية وإيرباص الأوروبية.
ويأتى الحكم الصادر عن منظمة التجارة العالمية فى لحظة حاسمة حول المعركة بين إيرباص وبوينج، والتى استمرت 15 عامًا فى المنظمة، وتهدد بجعل العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى أكثر توتراً.
وسيطال هذا الإجراء أيضًا إيطاليا، وتشمل القائمة التى يتم عليها فرض الرسوم الأمريكية، الجبن المحلي، مثل جبنة البارميزان والبيكورينو ولحم الخنزير، أما النبيذ والزيت فهما خارج القائمة،وقد تصل الرسوم إلى مليار يورو.
وبحسب مذكرة للاتحاد الوطنى للمزارعين (كولديريتى)، ستكون نصف الكمية مخصصة للطعام والنبيذ ، فيما ستتأثر أيضًا الموضة ومواد البناء والمعادن والدراجات النارية ومستحضرات التجميل.
وأوضح كولديريتى أن إيطاليا يمكن أن تكون البلد الأكثر تضرراً بعد فرنسا، ومن المرجح أن يكون دفع أعلى فاتورة من نصيب صناعة المواد الغذائية من النبيذ والجبن واللحوم والمكرونة وزيت الزيتون الممتاز وفواكه الحمضيات والزيتون والعنب والمربى وعصائر الفاكهة والخوخ المعلب والكمثرى والماء والمشروبات الكحولية والقهوة.
ويمثل الحكم لحظة رئيسية فى النزاع الذي استمر عشر سنوات بين الكتلتين الاقتصاديتين حول حرب العمالقة. ويتعلق الأمر بأثقل الإجراءات المضادة التى تفرضها المنظمة فى أى نزاع تجارى، ومن المتوقع خلال الأشهر المقبلة صدور حكم مماثل، وهذه المرة بطلب من أوروبا ضد المساعدات التى تمنحها واشنطن لشركة بوينج.
بدورها، قالت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون التجارة سيسيليا مالمستروم، فى تصريحات، إنه "حتى لو حصلت الولايات المتحدة على إذن من منظمة التجارة العالمية، فإن اختيار تطبيق التدابير المضادة سيكون الآن قصير النظر ويؤدى إلى نتائج عكسية".
وأضافت مالمستروم: "سنظل مستعدون لإيجاد حل عادل، لكن إذا قررت الولايات المتحدة فرض تدابير مضادة بتصريح من منظمة التجارة العالمية، فلن يتمكن الاتحاد الأوروبي من فعل الشىء نفسه".