يحيى لبنان اليوم، الخميس، الذكرى الثالثة لانتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون، وسط أزمة أصابت منتصف عمر الولاية البالغ سنواتها 6 سنوات، وأزمة اقتصادية طاحنة، وحكومة مستقيلة بضغط حراك شعبى اندلع فى 17 أكتوبر الماضى، بسبب فشل السياسات الاقتصادية، ولن يطفئ بذلك رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريرى الشمعة الثالثة للتسوية السياسية فى لبنان.
3 سنوات مرت على تسويات سياسية في لبنان أفضت إلى التوافق على انتخاب ميشال عون رئيسا للبلاد فى نهاية اكتوبر 2016 وذلك بعد فترة شغور فى منصب رئيس الجمهورية استمرت قرابة عامين ونصف العام عقب انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، حيث أبرم التيار الوطنى الحر آنذاك خلالها مجموعة من التسويات مع القوى السياسية التى كانت مناوئة وعلى خصومة سياسية معه، لا سيما مع تيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة سعد الحريري، وحزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع.
وبمناسبة ذكرى انتخابه الثالثة، يترقب اللبنانيون اليوم، الخميس، كلمة يوجهها الرئيس اللبنانى ميشال عون عند الساعة الثامنة من مساء، من المقرر أن يتناول فيها التطورات الراهنة، وعشية الخطاب صرح عون "أمام وفد من الرابطة المارونية "ستكون للبنان حكومة نظيفة، والحراك الذي حصل فتح الباب امام الإصلاح الكبير، واذا ما برزت عوائق امامنا، فالشعب يعود من جديد الى الساحات".
فى غضون ذلك قالت تقارير إن سعد الحريري مستعد لتولي رئاسة الوزراء في حكومة لبنانية جديدة بشرط أن تضم وزراء تكنوقراط قادرين على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة بسرعة لتجنب انهيار اقتصادي، لاشيما وأن الحراك الشعبى اللبنانى الذى بات فى الساحات لمدة 13 يوملن يقل سوى بحكومة خالية من مجموعة من الساسة البارزين الذين شملتهم الحكومة المستقيلة.
والآن أصبح لبنان أمام المعادلة الصعبة إما الإنحياز للشارع وتشكيل حكومة تكنوقراط لا نيابية ولا حزبية تبتعد عن المحاصصات الطائفية والخروج ببيروت من أسرها المتمثل فى الصراع السياسى المتوقع على تركيبة الحكومة الجديدة أو الانهيار الاقتصادى، على نحو ما دعا رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى، إلى سرعة تأليف الحكومة الجديدة للبلاد، مشددا على أن لبنان لا يتحمل مطلقا المزيد من المتاعب والمخاطر اقتصاديا وماليا.
وجاءت استقالة الحريرى فى الأزمة، على خلفية تعنت بعض التيارات السياسية المكونة للتسوية والرافضة لإجراء تعديل حكومة يلبى رغبة الشارع، ففضل الحريرى أن ينحاز هو لمطالب الجماهير وينقذ رصيده المتبقى من ثقة اللبنانيون، هكذا يرى أنصاره، وفى حال قرر ألا يعود للحكومة، فلدى قصر بعبدا أسماء عدّة مرشحين من الوسط السياسي يتم تداولها، فى مقدمتها تمام سلام رئيس وزراء لبنان الأسبق، فهو الأوفر حظاً، للحلول مكان الحريري، إذا ما أصرّ على البقاء خارج الحكومة، الشخص الثانى الذى تردد بقوة أيضا اسم نائب بيروت فؤاد مخزومي، بحسب صحيفة اللواء اللبنانى.