قالت المديرة التنفيذية للهيئة الأرمنية الوطنية فى الشرق الأوسط فيرا يعقوبيان ، إن قرار مجلس النواب الأمريكى الاعتراف بجريمة إبادة الأرمن هو حصيلة جهد سنوات بذلته الجالية الأرمنية فى الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن هذا القرار انتصار للحق والعدالة والتاريخ الذى حاولت تركيا طمسه خلال السنوات الماضية ولم تنجح، وهو فى الوقت نفسه صفعة كبيرة لتركيا التى تستمر فى انتهاج السياسة الإجرامية ضد الشعب العربى والكردى فى شمال سوريا.
وأكدت فيرا يعقوبيان ، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من بيروت أن قرار مجلس النواب الأمريكى الذى تزامن مع تأسيس الجمهورية التركية الحديثة عام 1923 يجب أن يضع تركيا أمام مسؤولياتها التاريخية بالاعتراف بجريمة الابادة الجماعية بين الأعوام 1915 و1923 وهى لا تزال تقض مضاجع الأتراك.
فيرا يعقوبيان
وأشارت يعقوبيان ، إلى أن قرار مجلس النواب الأمريكى رغم كونه غير ملزما من الناحية القانونية إلا أنه بمثابة ضغط معنوى على تركيا للاعتراف بجريمة الإبادة، لافتة إلى أن قرار مجلس النواب الأمريكى ليس الأول من نوعه بل هو الثالث الذى يتبناه المجلس بأغلبية ساحقة ففى عامى 1975 و1984 تبنى مجلس النواب الأمريكى قرارين مماثلين لكن مع الأسف استمرت الإدارات الأمريكية المتعاقبة التغاضى عنه وعدم استخدام مصطلح الابادة عند الحديث عن الجرائم المستخدمة ضد الأرمن.
وأعربت فيرا يعقوبيان ، عن أملها الكبير فى أن يصل القرار لمجلس الشيوخ والرئيس الأمريكى لتبنيه، وذلك نتيجة تردى العلاقات بين تركيا وأمريكا جراء السياسات التركية الحالية وتوغلها إلى عمق الأراضى السورية وقتل الأكراد بدم بارد، موضحة أن هذا القرار ثمرة جهود استمرت 35 عام وهذا انتصار للأرمن فى العالم وسيضع تركيا أمام التزامات انسانية وتاريخية وقانونية.
وأوضحت المديرة التنفيذية للهيئة الأرمنية الوطنية فى الشرق الأوسط أن الاعتراف بالإبادة ضد الأرمن، يعد اعترافا بالإبادة والاعتذار للشعب الأرمنى وتعويضه، مشيرة إلى أن هذا القرار يعنى كافة الشعوب التى كانت ضحية السياسة العثمانية وتركيا الحديثة فى القتل والتهجير والتطهير العرقى ضد العرب والكلدان واليونانيين والسريان والشركس وغيرهم من الشعوب غير التركية التى كانت تعيش كرعاية فى السلطنة العثمانية.
وشددت يعقوبيان ، على أن هذا القرار يجب أن يجبر العالم المتحضر للوقوف بوجه تركيا لمنع جرائمها ضد البشرية بذريعة محاربة الارهاب، موضحة أن تركيا منذ التاريخ عرفت بجرائمها وإرهابها تحت اسم بناء العقيدة التورانية وسياسة التتريك والتوسع باتجاه البلقان وآسيا الوسطى.
وأكدت فيرا يعقوبيان ، أن الجرائم التى ارتكبتها تركيا بين أعوام 1915 و1923 كان لابد أن تعاقب عليها تركيا فى حينها كما تم معاقبة المانيا بسبب جرائمها ضد اليهود وشعوب آخرى بأوروبا، مشيرة إلى أن سياسات الدول العظمى ومصالحها الحيوية بالمنطقة جعلت من تركيا التى تنتهج السياسة العثمانية القائمة على اضطهاد كل ما لا يمت بصلة للعرق التركى.
وأشارت المديرة التنفيذية للهيئة الأرمنية الوطنية فى الشرق الأوسط ، إلى أن القرار يجب أن ينشر الوعى بين الدول ويثقف الشعوب على احترام الآخر فالتاريخ الأسود سيلاحق المجرم طالما أن ذاكرة الشعوب حية فلن يفلت المجرم، مؤكدة أن ذاكرة الشعب الأرمني حية وستطالب بحقوقها وستطالب تركيا بالاعتراف بالإبادة، مضيفة "نحن نتحدث عن تعويض ما خسره الشعب الأرمنى من ممتلكات وإرث ثقافى وتاريخى".
يذكر أن قرار مجلس النواب الأمريكى يعد تحديًا مهمًا لسياسة تركيا المتمثلة في انكار الجريمة وعرقلة العدالة، ويساهم فى الكفاح من أجل تسوية عادلة وكاملة للجرائم التى ارتكبتها الدولة العثمانية ضد الشعب الأرمنى خلال الحرب العالمية الأولى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة