أكد الكاتب المغربى محمد المعزوز أن بعض اللجان التى تقوم بنقد واختيار النصوص الأدبية فى الجوائز الأدبية، تفتقر إلى التخصصية، إضافة إلى تفشى ما وصفه بالبعد الانتسابى، والعلاقات التى تغولت فى تقدير الأعمال الأدبية، فأضعفت العمل وظلمت الكاتب.
جاءت ذلك ضمن الندوة التى ناقشت مفهوم صيادى الجوائز، ودور الجائزة فى تحفيز الكاتب أو تثبيطه، إلى جانب سلبيات الجوائز، وإيجابياتها، ومدى قدرة لجان التحكيم وخبرتها فى اختيار الأفضل من الأعمال الأدبيّة المقدمة، ضمن معايير تعتمد التخصص والشفافية، والتى أدارتها الكاتبة الإماراتية صالحة عبيد، بمشاركة كل من الكاتبة والناقدة اللبنانية يمنى العيد، والكاتب والباحث فى الأنثربولوجيا السياسية المغربى محمد المعزوز، والروائية والأكاديمية السورية شهلا العجيلي، والروائية العراقية ميسلون هادى، ضمن فعاليات اليوم الأول من معرض الشارقة الدولى للكتاب، الذى انطلق أمس بتنظيم من هيئة الشارقة للكتاب، فى مركز إكسبو الشارقة، والذى يستمرحتى 9 نوفمبر المقبل، تحت شعار "افتح كتاباً تفتح أذهاناً، جلسة حوارية بعنوان "صيادو الجوائز".
وقال "المعزوز"، أن الاعتراف بالكاتب من خلال جائزة، هو بمثابة إخراجه من منطقة الغربة إلى منطقة الألفة، مشيراً إلى أن العديد من كبار الفلاسفة والمفكرين شاركت أعمالهم فى الجوائز، ومنهم من تحصل عليها ومنهم من لم يظفر بها.
ودعا الروائى المغربى إلى الارتقاء بالجوائز الأدبية بلفظ ما وصفه بالانتسابية، والزبونية، وإتاحة الفرصة للصوت الآخر الذى يمثله الكتاب المبتدئين الموهوبين، وتعزيز إنصاف الأثر الفكرى، عبر لجان متخصصة، وتحويل الجائزة إلى طقس إبداعى من خلال نقد محايد لها، باعتماد الشفافية وقول الحقيقة.
بدورها أكدت الروائية يمنى العيد، أن الجوائز تؤثر بصورة أو أخرى على الحراك الثقافى، غير أن هناك من يحصدها دون أن يستحقها، متسائلة حول ما إذا كان الكتاب هو السبب، أم الجائزة بحد ذاتها، أم لجان التحكيم. وبينت أن هذه التساؤلات تطرح ذاتها فى ضوء ظهور ما بات يعرف بصيادى الجوائز، مشددة على ضرورة أن يقوم الأديب والمفكر الحقيقى بدوره، الذى يشمل إلى جانب الكتابة، قيمتا الأخلاق والسلوك، وأن يمارس كتابته دون التفكير بجائزة أو غيرها، معرفة الجائزة الحقيقية بالأثر الذى تتركه الرواية فى نفوس القراء.
وأوضحت الروائية يمنى العيد، أنها من خلال احتكاكها بالعمل التحكيمى بشكل مباشر، عبر اختيارها فى أكثر من لجنة تحكيم لجوائز أدبية، اكتشفت أن بعض اللجان تلعب دوراً فى توجيه الجائزة نحو عمل ما، مؤكدة فى الوقت ذاته أن مفهوم الجائزة والهدف من منحها هو من المظاهر الراقية لا سيما أنها تسهم فى خدمة الثقافة والأدب.
من جانبها قالت الأديبة شهلا العجيلى إن إشكالية بعض الجوائز، تكمن فى انطوائها على براغماتية، حيث تحتاج الجوائز إلى كتاب جادّين، ومخلصين، ذوى مصداقية، فى كتاباتهم، مفترضة حسن النية فى مختلف الجوائز.
وأكدت الأديبة شهلا العجيلى، أن ترشيح بعض الأعمال لجائزة ما يعرض الكاتب لمغامرة نقدية كبيرة، وبالتالى فإنه أمام تحديات تتجاوز قيمة الجائزة المادية والأدبية، لا سيما إذا تعرضت أعماله للترجمة، باعتبارها ناقلاً لثقافة مجتمعه وتاريخه، نظراً لأن المؤلف العربى عادة ما يستمد نصوصه من واقع أو تاريخ بلده.
وتابعت"العجيلى"، الكاتب الحقيقى هو من يتوحد مع نصوص روايته، وشخصياتها، دون أن يفكر بالجوائز، لأن انحراف تفكيره عن الإبداع الأدبى يشوه الرواية، لافتة إلى أهمية وجود المصداقية والأخلاقيات فى اختيار الأعمال الفائزة، وعدم الاكتراث فى حال غيابها أحياناً ومواصلة الالتزام بشغف الكتابة، وتقديم ما يستحق القراءة.
وكان للروائية ميسلون هادى رأياً مخالفاً لزملائها، فيما يتعلق بلجان التحكيم التى ترى أن أعضائها عادة ما يكونون خبراء ومتخصصين فى مجال نقد الرواية وتقييمها، لافتة إلى أن هامش الخطأ فى تقييم النصوص الأدبية قد لا يتجاوز 5 فى المئة.
وحول تكرار ترشيح أسماء بعض الكتاب لنفس الجائزة، أوضحت أنه من الإنصاف الأدبى تكرارها، فى الحالات التى يواصل الكاتب تقديم أعمال متميزة، لافتة إلى أن جميع الأعمال التى فازت بجائزة البوكر خلال السنوات الماضية، كانت أعمالاً متميزة، ولاقت صدىً أدبياً واسعاً.
واختتمت بقولها: "إن الجوائز التى تقدم للأديب والمفكر، أسهمت فى تعزيز الحراك الثقافي، وأعادت إلى حد ما المجتمع العربى إلى اقتناء الكتب، لا سيما تلك التى فازت بجائزة ما، بعد العزوف عن القراءة الذى أحاط بمجتمعاتنا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة