"تجسس الزوجين" على التليفونات من أخطر المشاكل التى تهدد الحياة الزوجية، وربما تطيح بها، فى ظل تنامى ثقافة الشك بين بعض الأزواج، مع زيادة معدلات الغيرة، وتحريض الآخرين لطرف ضد الآخر، لينتهى الأمر أحياناً بالانفصال.
ومع وجود بعض المدخلات الجديدة فى حياتنا، مثل "فيس بوك، وواتس آب" وغيرها من أدوات السوشيال ميديا فى ظل ثورة التكنولوجيا، أصبحت الحياة الزوجية فى مرمى نيران "الشك"، فى ظل عشق البعض لـ"الدردشة" ساعات طويلة عبر مواقع التواصل الاجتماعى.
ثقافة الشك وعدم الثقة بالنفس تدفع بعض الزوجات للتفتيش فى الهواتف الشخصية للزوج ـ والعكس ـ وربما يتسبب ذلك فى فقدان الثقة بين الطرفين، ويتطور لمشاكل زوجية تعصف باستمرار الحياة بين الطرفين، لا سيما أنها قائمة على عدم الثقة.
من المؤكد أن لكل إنسان منا مساحته الشخصية، التى لا يحب اقتراب أحد منها، ولديه أمور لا يفضل الإفصاح عنها، حتى لأقرب الأشخاص إليه، فيجب على الجميع احترام هذه المساحات، وعدم اختراقها بالقوة الجبرية.
ما أقوله لك هنا ليس حديثاً يُفترى، وإنما هى أموراً طبيعية وحقائق رصينة، أكد الشرع الحنيف احترامها، ورفض فكرة التجسس من أحد الزوجين على الآخر، حيث ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال حول حكم التجسس أو التفتيش فى تليفون الزوج وهل هو حرام أم حلال؟، فردت "الإفتاء" بعدم جواز تجسس أو تفتش أحد الزوجين فى تليفون الآخر، حيث منعنا الشرع الحنيف من التجسس والتحسس، لأنه "سرطان الحياة الزوجية"، ومن مصادر التشكك التربية، حيث يتَشرب الزوج والزوجة هذا التشكك من النشأة، لأن الأم أحيانا تُربى ابنتها على "خلى بالك من حركات جوزك، والرجالة عينيهم زاغية"، مما يؤسس للمعصية المتكررة، وهى سوء الظن، وهذا حرام، وقد يربى الأب ابنه على عدم الثقة فى النساء بشكل عام، فيكبر على هذا، ويكون لديه سوء ظن وتشكك".
ثقوا فى أنفسكم، وفى شركاء حياتكم، ولا تجعلوا الشك سرطان يجرى فى منازلكم، فيخرب حياتكم ويقضى على سعادتكم.