يستخدم المجرمين عادة أنظمة مشفرة للتواصل بشكل آمن مع بعضهم البعض، كما يرغب الآخرون الذين يعملون بمفردهم فى إخفاء مذكراتهم أو دفاتر ملاحظاتهم حتى لا يقرأها أى شخص آخر.
وعلى مر التاريخ، استخدم المجرمين الشفرات والألغاز لتضليل رجال الشرطة، فأغلبية القضايا الجنائية التاريخية التى تمت مناقشتها وتتضمن رسائل مشفرة وجد بداخلها العديد من الألغاز، تم حل بعضها فى حين لا يزال البعض الآخر يحير الخبراء فى العالم حتى يومنا هذا.
وأوضح الخبراء، أن جميع الرسائل المشفرة مرتبطة بخسائر فى الأرواح، معظمها عن طريق القتل أو الانتحار، ونتذكر بعض هذه القصص، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع "هيستورى".
هنرى دبوسنيس
فى عام 1883، أدين هنرى ديبوسنيس، بقتل زوجته بيتسى، حيث أطلق النار عليها، ولم تكن بيتسى زوجته الوحيدة التى توفيت فى ظروف غامضة، فبالبحث والتحريات من قبل الشرطة، عرف أن الزوجة الأولى لهنرى غرقت، والثانية توفيت من الجوع، ولكن لم تتمكن الشرطة فى وقت سابق أن تثبت العلاقة بين الوفيات الثلاثة أبدًا .
وقال الخبراء، إن الشرطة وجدت فى بيته قصائد غير واضحة وقاتمة المعانى كما عثرت على رسومات شخصية ورموز ذات شكل رياضى ورموز توضيحية، وأيضا صورة ذانية لهنرى ورسومات لنساء جميلات ربما كن ضحاياه، وتساءل الخبراء، هل يمكن لهذه الألغاز التى لم تحل بعد أن تخفى أسرار هنرى الأكثر فزعا حول العالم.
الشفرات القديمة
بول روبن
فى عام 1953 ، تم العثور على جثة لشخص فى خندق بالقرب من مطار فيلادلفيا، وفى جيده ما يكفى من "سيانيد البوتاسيوم السام" لقتل 10 أشخاص، كما وجدت بعض الشفرات مكتوبة على بطنه، وكانت لديه بندقية ومحفظة جلد تحتوى صورة لطائرة نازية ونظاره سميكة.
حاولت الشرطة فك الشفرات المتواجدة على بطنه، وتمكنت من معرفة كلمات مثل Dulles و Conant لكنها غارقة بين كلمات وأرقام غير ذات معنى.
وفى النهاية تمكنت الشرطة من تحديد هوية الضحية على أنه بول روبن، طالب جامعى يعيش فى أحد الأحياء اليهودية فى بروكلين، لكن لم يتم فك الشفرات حتى اليوم.
الرسائل الغامضة
زودياك (أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات)
قام القاتل المتسلسل الذى يطلق على نفسه "زودياك" بتنفيذ جرائمه بمفرده، وفى الوقت نفسه أنشأ رسائل مشفرة، على ما يبدو لغرض وحيد هو السخرية من رجال الشرطة والسلطات.
هذا المجرم لم يقبض عليه قط، رغم أنه قام بإرسال جمل مشفرة إلى الصحف، لكن تم حل واحدة فقط منها والبقية لا تزال غامضة، وثبت بعد ذلك أن زودياك قتل 30 ضحية، ويحاول الخبراء فك شفرات الرسائل الباقية على أمل فى إلقاء ضوء جديد على هذا الغموض.
الشفرات و الالغاز
العقرب 1991
فى عام 1991، أطلق مجرم مجهول على نفسه اسم "العقرب" وكان هدفه هو إيذاء "جون والش"، الإعلامى صاحب البرنامج التلفزيونى "المطلوبين في أمريكا"، والذى أدى إلى القبض على أكثر من 1000 من الهاربين، لكن العقرب احتفظ بمسافة آمنة، حيث أرسل بريدًا إلكترونيًا إلى "والش" يهدده فيها مستخدما كلمات ملغزة.
بعد سنوات، قام فريقه بنشر بعض الاتصالات على أمل إيجاد خيط ما، ورغم أن الرسائل كانت تشبه حروف "زودياك"، إلا أنها مختلقة، حيث يوجد عدد كبير من الرموز المميزة التي تظهر فى النصوص.
رجل ملثم فى ألمانيا 2011
ومؤخرا، صار المجرمون يستطيعون فى جميع أنحاء العالم الوصول إلى أساليب تشفير أقوى بكثير من السابق، وفى عام 2011 ، قبض على "مارتن ناى" وحكم عليه بالسجن المؤبد، وجاء قرار القبض بعدما اشتبهت الشرطة فى محركات أقراص الكمبيوتر المشفرة التى يملكها القاتل الألمانى لكن "ناى" رفض الكشف عن مفاتيح تشفيره لمدة خمس سنوات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة