فى محافظة قنا يعيش الحمام الجبلى نحو 100عام، جاء مهاجرًا إلى جنوب الصعيد يجد أوانى الفخار مصدرا لجذبه للعيش فى أبراج شيدت خصيصا فى السنوات التى كانت يشهد الصعيد زراعة مساحات كبيرة من القمح والأغلال باحثا عن مصدر للطعام، لكنه أصبح مصدرا لإنتاج السماد العضوى الذى يستخدم فى الزراعة.
وتنتشر تلك الأبراج فى العديد من القرى بمحافظة قنا، وتحديدا مركز الوقف وقرية المراشدة، ومركز نجع حمادى، يتنافس الفلاحون فيما بينهم لجذب الحمام للعيش فى أبراجهم، ويقوم كل شخص بتعلية الأبراج باستخدام الفخار، والذى يتم جلبه من صخور الجبال، نظرا لقدرته على تحمل درجة الحرارة، وهو يميل للهجرة عند نقص الغذاء أو تعرضه للإزعاج، ويطلق عليه فى الصعيد الحمام الجبلى أو البرجى نسبة لتربيته فى الأبراج، ويتميز بكثرة التكاثر، فهو حاضن جيد لبيضه، ويعتنى بتربية أفراخه حتى تكبر.
وأثناء المرور على الطرق الزراعية بمركز الوقف بمحافظة قنا تنتشر الأبراج بداية من الطريق الزراعى وصولا إلى منطقة "البهاجة- والدندراوية- والمعوجة- وكوبرى الخمسين" فهم الأشهر فى تربية الحمام الجبلى، أبراج الحمام تعلوا أسطح المنزل المبنية يسكنها المئات من أنواع الحمام المهاجرة والتى تنجذب للمكان عندما تراه صالح للتعايش والتزاوج.
وجذب الحمام الصخرى مصدر الإعاشة الكاملة التى تتلخص فى انتشار الزراعات ووجود الترع لشرب الماء، وتدخل عملية الجذب فى البداية بوضع كميات كبيرة من الحبوب داخل "أكنان" الفخار وهى البيوت التى سيعيش فيها الحمام، ويقبل على العيش فى تلك الأماكن.
ويعود تاريخ بناء تلك الأبراج نحو 100 عام لصاحب أقدم "تفويجة" أبراج وهى أشهر عائلة بقرية المراشدة بمركز الوقف عائلة الحاج "أبو الشيخ" وعمل الأحفاد أيضا على استقطاب الحمام بوضع الحبوب والماء لجذب أسراب الحمام من الجبال، والتى يجنون منها الخير من إنتاج السماد العضوى الذى يستخدم كيماوى للعديد من الزراعات والمحاصيل، فضلا عن تقوية الأرض التى تعانى من ضعف.
وتمثل عملية اصطياد الحمام الجبلى اهتمام العديد من الشباب والكبار والمزارعين، نظراً لقيمتها فهى متعدد القيم فهناك من يجد فيها عدة استخدامات وفق الاعتقادات الموروثة لديهم، فهناك من يحرص على تناولها وجبة طعام دسمة نظرا للحمها "الطازج" وهناك من يستخدمها لفك طلاسم السحر والأعمال، وهناك سيدات تطعمها لأبنائها الصغار عن علاجهم من "الخضة" والقيام من الفزع أثناء النوم.
وتنتشر عملية اصطياد الحمام الجبلى بصورة كبيرة نظرا لقيمته المعددة وتمُثل الأراضى الزراعية والحقول خطراً كبيراً على الحمام نظرا لنصب الكثير من "الفخ" وسط الحبوب خاصة عند انطلاق الحمام الجبلى مع خروج الشمس، فتبدأ أسراب الحمام فى التطاير، والانطلاق لرحلته اليومية فى البحث عن الغذاء الأوفر والماء، وتبدأ بقطع مسافات كبيرة للوصول إلى الحقول والمزارع وتستمر رحلته الطيران للبحث فى الحقول الزراعية لكنها رحلات يحاصرها الكثير من المخاطر وتنتهى رحلة العودة عقب غروب الشمس، ولكن بعض أصحاب الأبراج يقوم بوضع الكثير من الطعام لمنع الكثير من الحمام من المغادرة فى الحقول لكن تكلفة طعام أقل برج يحتوى على 500 حمام بأفراخهم يمثل صعوبة كبيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة