السوشيال ميديا باتت مؤخراً بيئة خصبة لتداول الشائعات بشكل كبير، وتداولها على نطاق واسع، لا سيما في ظل ثقافة سهولة الـ"كوبي" "بست"، دون تدقيق للمعلومات أو التأكد منها من مصادرها الرسمية، ودون الإلتفات لخطورة ما نتداوله على صفحاتنا.
وبالرغم من أن الجهات الرسمية والعديد من الوزارات تتبارى في نفي الشائعات والخروج ببيانات رسمية تحمل الحقائق، إلا أن البعض مازالوا يقودوا خطط ممنهجة لترويج الشائعات، وإعادة تدويرها بشكل جديد ونشرها.
وفي واحدة من أهم التحركات العاجلة والسريعة للقضاء على خطر الشائعات في مصر، سارعت النيابة العامة بقرار من المستشار الجليل "حمادة الصاوي" نائب عام مصر، بإصدار القرار رقم 2376 لسنة 2019، بشأن إنشاء إدارة البيان والتوجيه والتواصل الاجتماعي بمكتب النائب العام والمكونة من ثلاثة وحدات "وحدة التواصل مع وسائل الإعلام، ووحدة الإعلام الإلكتروني والتواصل الاجتماعي، ووحدة الرصد والتحليل".
وتكمن أهمية هذه الوحدات في تحقيق التواصل الفعال بين النيابة العامة والمواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، لتوضيح الحقائق للرأي العام، ودحض الأخبار والبيانات والشائعات الكاذبة حول ما تباشره النيابة العامة من اختصاصات، في إطار من الشفافية والمصداقية، وتعمل على التوجيه الإجتماعي لتوقي أسباب الجرائم وتحقيق الأمن والسلم الاجتماعي بما فيه صالح المجتمع.
الأمر لا يتوقف عند حد التواصل مع المواطنين ودحض الشائعات، وإنما يمتد وصولاً لتعريف المواطنين بواجباتهم وحقوقهم القانونية المتعلقة باختصاصات النيابة العامة والإجراءات المنظمة للتعامل معها، والإعلان عما تقوم به النيابة العامة من إجراءات وما تتخذه من قرارات متعلقة باختصاصاتها، وتقديم الدعم الإعلامي اللازم كلما اقتضته ضرورة التحقيقات التى تجريها النيابة العامة، ورصد وتحليل المضمون الإعلامي اليومي، لدعم الإدارة فى اتخاذ قراراتها، فضلاً عن إبداء الرأي ـ فى ضوء الرصد والتحليل ـ في القضايا التى تستوجب إعداد مرافعات فيها من النيابة العامة، وتقديم الدعم اللازم لأداء المرافعات لدورها المنشود.
بدون أدنى شك، تسطر النيابة العامة تاريخ جديد، وجهود مضنية تهدف لإنارة الرأي العام، وسرعة التواصل مع المواطنين، وعدم ترك فرصة أو مجال لمرضى القلوب للتدخل والتلاعب بعقول المواطن خاصة البسطاء منهم.
هذه التحركات الواعية في هذا التوقيت الدقيق، والجهود الضخمة المبذولة من النيابة العامة، باتت محل تقدير لدى الجميع، وستؤتي بثمارها المرجوة، جعلهم الله يقدمون "ما ينفع الناس ويمكث في الأرض".