ساد التوتر أجواء العاصمة الأمريكية واشنطن يوم أمس، الأربعاء، مع توجه رئيس تركيا رجب طيب أردوغان إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس دونالد ترامب.
وفى الوقت الذى كانت الأنظار فيه متجهة صوت مجلس النواب الأمريكى لمشاهدة أولى الجلسات العلنية لمساءلة ترامب، كانت الأصوات تعلو داخل مجلس الشيوخ من قبل الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء تعبر عن رفض لاستقبال أردوغان وتواجده فى الولايات المتحدة خاصة بعد عدوانه على شمال سوريا الشهر الماضى.
وأمام عاصفة الغضب، لم يكن أمام ترامب سوى محاولة لتهدئة السيناتورات بدعوتهم للقاء مع أردوغان وتوجيه اعتراضاتهم إليه مباشرة.
وقالت الإذاعة الوطنية الأمريكية إن قرار ترامب دعوة الجمهوريين فقط كان له دلالة، فالتشريعات والقرارات التى أدانت عدوان تركيا على شمال سوريا، كانت من كلا الحزبين فى الكابيتول، لمن مجلس النواب هو من صوت ومرر هذه الإجراءات.
وقالت شبكة "سى إن إن" إن مجموعة صغيرة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين يركزون على قضايا السياسة الخارجية حضروا اجتماعا فى البيت الأبيض مع ترامب وأردوغان.
وقبل الاجتماع لم تقدم معلمات كافية لمجلس الشيوخ بشأن ماهية اللقاء، وفقا لما صرح به مصدران لسى إن إن، لكنه كان واضحا أن ترامب أراد الاجتماع فى ظل انتقاد الكابيتول لأردوغان شخصيا ولتحركاته فى سوريا.
وحضر الاجتماع كل من ليندسى جراهام وتيد كروز وجيم ريسك وجونى إرنست وريك سكوت، وتم دعوة الصحفيين لحضور اللقاء ورؤية كيف أن المشرعين أثاروا مخاوف السياسة الخارجية مع أردوغان، لاسيما ما يتعلق بشراء الأسلحة الروسية وصراعات أنقرة مع الأكراد.
ولفتت سى إن إن إلى أن بعضا من أشد المنتقدين لتركيا فى الكونجرس من أقرب حلفاء ترامب من بينهم جراهام الذى حذر أردوغان مرارا من تداعيات تصرفاته وقام بصياغة قانون صارم يستهدف فرض عقوبات على البلاد.
كذلك ظهر السيناتور ريسك الذى أطلق قانون عقوبات من كلا الحزبين يستهدف أنقرة.
وكان مجموعة من نواب الكونجرس قد أرسلوا خطابا إلى الرئيس دونالد ترامب الاسبوع الماضى يحثونه على إلغاء دعوته لرئيس تركيا رجب طيب أردوغان لزيارة البيت الأبيض.
وأعرب النواب عن قلق عميق بشأن الزيارة المقررة، وذلك بسبب الغزو التركى لشمال سوريا.
وقال النواب فى خطابهم لترامب إن قرار أردوغان بغزو شمال سوريا فى التاسع من أكتوبر الماضى كان له تداعيات كارثية على الأمن القومى الأمريكى، وأدى إلى انقسامات عميقة فى حلف الناتو وتسبب فى أزمة إنسانية على الأرض.
وأضاف الخطاب: ونظرا لهذا الموقف، فإننا نعتقد أن الآن تحديدا ليس الوقت المناسب لزيارة أردوغان للولايات المتحدة، وحثوا ترامب على إلغاء الدعوة.