أسهم الأنبا أنجيلوس أسقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بلندن في دفع الكنيسة خطوة جديدة تجاه محافل الحوار الكنسي المسكوني العالمية بعدما نجح في استضافة مؤتمر لوزان للحوار الكنسي بالكاتدرائية منذ أيام، حيث جمع ما يقرب من 20 شخصية كنسية دولية على مائدة واحدة ضمت الكنيسة الإنجليكانية البريطانية والكنيسة الأسقفية بمصر والكنيسة السريانية وكنائس معمدانية ومن الروم الأرثوذكس أساتذة لاهوت وعقيدة من جنسيات مختلفة.
المشاركون بمؤتمر حركة لوزان
المطران منير حنا رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية الانجليكانية بمصر وشمال إفريقيا يقول إن مؤتمر حركة لوزان تأسس بفعل جهود الواعظ الانجيلي بيللي جراهام الذى ذاع صيته بشكل واسع في أمريكا وأوروبا خلال القرن الماضي ، حيث أطلق أول مؤتمر عالمي للحركة عام 1974 أقيم في مدينة لوزان بسويسرا، تحت عنوان "لوزان 1" ، وذلك لتدارس كيفية تنفيذ الوثائق الستة عشر الصادرة عن مجمع الفاتيكان الثانى (1965) ، وتولى بيلى جراهام (B. Graham) قيادة 2700 قيادى إنجيلى، قادمين من 150 دولة ، كان هدفهم فى هذا اللقاء تناول الجانب العملى واللاهوتى للكرازة والتبشير المسيحي حول العالم وانتهت الجلسات بإصدار وثيقة "تحالف لوزان" ، وهى وثيقة تتضمن التفاصيل اللاهوتية اللازمة للدعوة المسيحية.
ويوضح المطران منير حنا، إن حركة لوزان عقدت مؤتمرها الثاني في كيب تاون بجنوب إفريقيا ثم انضمت لها الكنيسة الأرثوذكسية عام 2010 متمثلة في الانبا انجيلوس أسقف لندن الذى نجح في استضافة المؤتمر بمصر هذا العام، حيث جمعه حوار ثنائي مع قادة حركة لوزان نتج عنه تعاون مشترك بين الكنيسة القبطية والكنائس الموقعة على وثيقة لوزان التي شاركت في المؤتمر الأول، بينما يعد اللقاء الذى اختتم أعماله في الكنيسة القبطية بمصر منذ أيام هو المؤتمر السابع لهذه الحركة العالمية.
وعن فعاليات المؤتمر الذى استضافته الكنيسة القبطية، قال المطران منير حنا إن المؤتمر تضمن تقديم دراسات وأبحاث في اللاهوت والكتاب المقدس إذ قدم هو بدوره ورقة عن الإصحاح الأول من رسالة بولس الرسول لأهل فيلبي وفحواها المحبة والعطاء بينما رحب البابا تواضروس بالمشاركين من كافة أنحاء العالم وأعطاهم فكرة عامة عن دور الكنيسة القبطية في العالم المسيحي وتاريخها ووجودها في مصر إذ كان لها الفضل في إطلاق الحركة الرهبانية من الصحاري المصرية لكافة أنحاء العالم على يد القديس انطونيوس في القرن الرابع كما قدم قسا إنجليزيا دراسة عن القديس بولس الرسول الذى بشر بالمسيحية في مصر.
وثمن المطران حنا أهمية الحوار اللاهوتي في العلاقة بين الكنائس المسيحية باعتبارها طريقة فعالة للقضاء على تاريخ من العنف والدم بين المسيحيين ضاربا المثل بما جرى للاهوتي الإنجليزي جون ويكلف في القرن الرابع عشر الميلادي حين أطلق حركة لترجمة الانجيل من اللغة اللاتينية إلى اللغة الإنجليزية حتى يفهمه المؤمنون فثارت الكنيسة عليه بسبب ذلك ومنعت نشر الكتاب لاحقاً، إذ آمن بأن سلطة الكتاب المقدس هي فوق كل سلطة أخرى،و بعد موته أدين بالهرطقة، وأحرقت كتبه بل وحتى عظامه أخرجت من القبر وأحرقت بأمر من البابا قبل أن يخسر وظيفته كأستاذ جامعي بأوكسفورد.
وأشار رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية إلى إن حركة الإصلاح هي التي خلقت حوارا بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة البريطانية يمتد عمره إلى نصف قرن حاليا يقوم على المحبة والاحترام وتبادل وجهات النظر مضيفًا: الحوار أنقذ المسيحية من أفكار "داعشية" كانت تسيطر على المسيحيين قبل أن يحل الفهم وتبادل وجهات النظر.
أبرز بنود وثيقة حركة لوزان
المسئولية الاجتماعية للمؤمن
نُؤكّدُ بأنّ الله هو الخالق وهو أيضًا ديان كُلّ البشر. لذا يَجِبُ أَنْ نشاركه اهتمامه بتحقيق العدالة والمصالحة في كافة أنحاء المجتمع البشري، ولتحرير البشر جميعًا مِنْ كُلّ أنواع الظلمِ والاضطهاد.
الكنيسة والكرازة بالإنجيل
إن الكنيسة هي جماعة شعب الله وليست مؤسسة، ويجب ألا تنحاز إلى أي نظام ثقافي أو اجتماعي أو سياسي، أو أي إيديولوجية بشرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة