تتسع الأزمة التشيلية مع استمرار المظاهرات وأعمال العنف والشغب المستمرة منذ اسبوعين تقريبا لتخرج عن حدود البلاد، حيث اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا بتأجيج الإنفسامات وإشعال الصراع فى تشيلى، وأجرى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب اتصالا هاتفياً مع نظيره التشيلى سيباستيان بينيرا، ندد خلاله بالجهود الخارجية لتقويض المؤسسات الديمقراطية والمجتمع التشيلى، بحسب صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية.
وقال رئيس الشئون الأمريكية اللاتينية فى وزارة الخارجية الأمريكية، مايكل كوزاك، "حددنا حسابات مزيفة من روسيا على الشبكات الاجتماعية فى محاولة لزرع الفتنة على شبكة الانترنت، ولاحظنا مؤشرات على أنشطة روسية تدعم التوجه السلبى للنقاشات".
وأضاف أن هذه المؤشرات تتعلق بأشخاص يستفيدون من النقاشات بغية مفاقمة الانشقاقات وتغذية الصراعات.
وطالب المتظاهرون باستقالة الرئيس سابيستيان بينيرا ، خاصة فى المظاهرات التى كانت أمس الخميس بعد اقرار بينيرا قرر الرئيس إلغاء مؤتمرين رئيسيين وقال "لن تكون تشيلى مضيف منتدى التعاون الاقتصادى الأسيوى –المحيط الهادئ (APEC) فى نوفمبر، أو مؤتمر الأمم المتحدة المعنى بتغير المناخ COP25) فى ديسمبر".
ووصل حجم الخسائر والاضرار الناجمة عن المظاهرات واعمال العنف والشغب فى تشيلى إلى أكثر من مليار دولار، فى حين أن نظام مترو سانيتياجو عانى من أضرار بقيمة 380 مليون دولار.
ومن ناحية آخرى، تحاول المعارضة التشيلية استغلال الاوضاع الغير مستقرة وغضب الشعب من الرئيس بينيرا، وقام برفع اتهام دستورى ضده بقتل المتظاهرين فى ممر مترو سانتياجو، ويمر هذا الاتهام عبر مجلس الشيوخ التشيلى ولتنفيذه يجب موافقة 29 من أصل 43 صوتا.
وقال البرلمانى فى الحزب الشيوعى كارمن هيرتز: "فى تشيلى ، ارتكبت انتهاكات جسيمة وخطيرة لحقوق الشعب الأساسية هذه الأيام"، فى حين وصف وزير الداخلية جونزالو بلوميل هذه الاتهامات بأنها "لا أساس لها ، إنه خطأ. البلد يطلب أشياء أخرى. "
وإذا تمت الموافقة على الاتهام الدستورى من خلال تلك الخطوات، فسيتم رفض بينيرا لأول مرة فى تشيلى والاطاحة به، وفى هذه الحالة سيتم الدعوة إلى اجراء انتخابات حرة فى غضون 120 يوما، بموجب المادة 29 من الدستور التشيلى، التى تهدف إلى تعيين رئيس جديد للدولة.
وارتفع عدد ضحايا الاحتجاجات فى تشيلى إلى 23 شخصا، بسبب أعمال العنف والشغب التى جرت فى الشوراع ومترو سانتياجو .
وأشار بعض الخبراء إلى أن هناك حالة من اليأس وخيبة الامل انتابت المتظاهرين فى تشيلى بسبب استمرار اعمال العنف ، وهو ما جعل الكثيرين يتوقف عن حضور الاحتجاجات.
وكان بينيرا قام باستبدال ثمانية من وزراءه ، بمن فيهم رئيس الداخلية الذى تم استجوابه ودمج حكومته مع السياسيين الشباب، وذلك بعد احتجاجات استمرت حوالى اسبوعين والتى بدأت بسبب ارتفاع اسعار تذاكر مترو الانفاق ، لكنها سرعات ما تحولت إلى أعمال عنف واشتباكات بين المتظاهرين ورجال الشرطة، والتى تسببت فى مقتل 23 شخصا واصابة اكثر من 1400 آخرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة