أكرم القصاص

تحولات ساخنة تبحث عن مؤلف.. العراق لبنان الجزائر أسئلة الاقتصاد والسياسة

السبت، 02 نوفمبر 2019 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الصعب فى زمن المعلومات الكثيفة الحديث عن رأى واحد فى قضية محددة، فالخلاف واسع والتحولات الجارية فى الإقليم من حولنا تتفاعل بشكل كبير وتنتقل كرات اللهب تتناقلها طيور غامضة تحمل الشرر والنار من مكان لآخر من دون قدرة على السيطرة، وربما تكون المنطقة العربية طوال تسع سنوات غارقة فى صراع وتفاعلات ساخنة، لكن الجديد أننا أمام كرات لهب تتنقل فى مناطق مختلفة من العالم، وإن كانت بدرجات وأشكال مختلفة، فقد واجهت سوريا أحداثا تجاوزت الحراك السياسى، إلى حروب بالوكالة وتم توطين تنظيمات إرهابية خاضت حربا بالوكالة وخلفت فوضى تحتاج سنوات لعلاجها، ولم تبتعد اليمن وليبيا عن تداعيات الفوضى ما بعد سقوط الدولة. 
 
واليوم انتقلت التداعيات بأشكال مختلفة إلى الجزائر والعراق ولبنان، الجزائر ما تزال الدولة قادرة على مواجهة تداعيات ما بعد الرئيس بوتفليقة، وتقترب الانتخابات وسط زخم من الاعتراض الجماهيرى، فيما يطالب العراقيون باستعادة ثرواتهم ودولتهم، ويخوض لبنان اختبار الاقتصاد والسياسة فى واقع شديد الدقة والخصوصية، وعلى الجانب الآخر من المتوسط تتواصل احتجاجات وتوترات على عناوين الاقتصاد، فى فرنسا تراجعت الاحتجاجات، وتستعد بريطانيا لخروج من الاتحاد الأوربى وسط أزمة سياسية، لكن تظل هذه الدول أكثر استقرارا من غيرها فى الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.
 
فى العراق فإن 16 عاما على الغزو الأمريكى للعراق بحجة امتلاك أسلحة دمار لم يتم العثور عليها، وإصرار إدارة جورج بوش على تفكيك المؤسسات العسكرية والسياسية من دون بدائل إصدار دستور طائفى، فضلا عن استنزاف ثروات العراق الصخمة وغياب الأمن، وهو ما دفع العراقيين للخروج فى مظاهرات يرفضون فيها الطائفية ويطالبون بدولة قوية تعيد للعراقيين دولتهم وثرواتهم. من بين نظام طائفى ولد بعد الغزو الأمريكى، ويخرج الشعب العراقى مسلحا بثقافته وحضارته وتراث لدولة قوية، ليعترض على واقع أصبح العراق فيه مفعولا به ونهبا لقوى إقليمية، مثل إيران وتركيا.
 
وهناك نقاط اختلاف وتشابه بين ما يجرى فى العراق وما يدور فى لبنان، لبنان له خصوصيته الاجتماعية والسياسية التى تكونت عبر تفاعلات منذ منتصف سبعينيات القرن العشرين، واستقرت نهاية الثمنانيات على بنيان سياسى معقد، ونجح لبنان طوال من 8 سنوات فى النجاة أحداث سوريا، وبقى مستقرا فى محيط ساخن، وهو إنجاز يحسب للبنانيين، لكن تحديات الاقتصاد أيقظت أسئلة السياسة، مع الأخذ فى الاعتبار أن السلطة موزعة بين أطراف وطوائف مختلفة، وتركيبة السلطة لها خصوصية، لكن هذه الصيغة تواجه تمردا من أجيال لبنانية، تعترض على فساد الطبقة السياسية بمجملها، وتتهمها بالفساد ونهب الثروات وإفقار اللبنانيين، ثم إن حزب الله والذى كان رمزا للمقاومة طوال أكثر من عقدين، أصبح محلا للتساؤل والاعتراض، وربما عليه وسط واقع جديد أن يغير خطابه، طريق لبنان نحو شكل جديد أمر معقد وطريقه صعب، ويظل الاقتصاد أكثر الأسئلة المطروحة. 
 
نحن أمام صيغ محددة، أساسها الإبقاء على نواة الدولة، وهناك مخاوف من الانجراف نحو الفوضى، خاصة أن النماذج متاحة من حولنا، وتظل أسئلة الاقتصاد والسياسة مطروحة بشكل أساسى فى كل مجال من مجالات السخونة، وهو واقع معقد ومن الصعب اختصاره أو التعامل معه بعيدا عن تفاعلات إقليمية ودولية قابلة للاشتعال،  وتحتاج فى معالجتها إلى الكثير من الفهم والتفهم من أطراف عديدة يعلب فيها الفرد دورا مهما.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة