الحاج عبده دبور: بقيت شهر كامل فى عملى لم أرى خلاله زوجتى حتى ليلة العيد ودخلت بها
- شاهدت الرئيس جمال عبد الناصر فى القطار خلال زيارته الشرقية وخرجنا فى مسيرات بعد خطاب التنحى ليعود لنا من جديد
- الحاج "دبور": حضرت موسم هجوم الجراد على القطن ولكن الله كان كريم وأثمرت العيدان من جديد
- عن ذكريات نكسة 1967: ظللنا عدة سنوات فى حزن وقهر حتى عبور خط بارليف ونصر 73
- تزوجت 3 مرات أنجبت خلالها 5 أبناء وأسرتى وصلت حالياً 40 فردا
- مناشدا الجيل الجديد: لديكم كل وسائل الراحة والسعادة والترفية أشكروا الله فغيركم عاش فترات من الزمن بلا أى مظاهر للحياة قديماً
رغم كبر سنة وإقترابه من دخول نادى المائة (100 عام)، إلا أنه يتمتع بصحة جيدة وحباه الله بذاكرة فولاذية، الحاج "عبده عبد الله دبور" مواليد 22 يوليو عام 1920.
ولا يزال الحاج دبور يتذكر ضمن ذكرياته القديمة، هجوم "الجراد" على محصول القطن ثم زيارة الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر إلى محافظة الشرقية ونزوله من القطار ليشاهد أنفار جنى محصول القطن وهم يتناولون وجبة الغداء بقرية أبو الشقوق مركز كفر صقر.
"اليوم السابع" إلتقى الحاج عبده دبور البالغ من العمر 99 سنة، وقال فى بداية حديثه: "إن الفقر والغنى موجود منذ خلق الله ابن آدم، وطول عمرنا صابرين ومعتمدين على الله وعشت أصعب الظروف طول عمرى، ولن أفرط ابدا لحظة فى وطنى ولم اتكاسل عن العمل، وأول زواج لي كان فى عام 1950، وأعطتني والدة زوجتى وقتها 4 جنيهات ومسكن".
المعمر مع احفاده
ويضيف الحاج "عبده دبور" أنه عاش عدد من الأزمات أولها هجوم الجراد على مصر في عهد الملك فؤاد، مؤكداً أنه بفضل تماسك المصريين ونقاء قلبهم - ربنا عوض على الفلاحين والمزارعين - وعوضهم عن مصيبة هجوم الجراد، قائلاً: "لأننا بعد ما زرعنا محصول القطن وبدأت ثماره تظهر وجدنا الجراد يأكل أوراق وثمر القطن ويترك عيدان القطن وحدها، وقامت الحكومة برش الجراد وانتهى وبفضل البركة وقلوب الفلاحين الطيبة، أثمرت العيدان وكساها الورق وجمعنا القطن وبعناه رغم تأخر نضجه، حيث كان ذلك فى عهد الملك فؤاد، وبعدها بعام توفاه الله وتولى حكم مصر الملك فاروق وعشت أصعب أيام فى حياتى، لأنه كان لا يوجد تليفونات ولا تلفزيونات ولا كهرباء ولا أى شئ ورغم ذلك لم نشتكى من الفقر بعكس هذه الأيام".
الحاج عبده دبور
وأشار إبن الـ99 سنة، أنه عقب حكم الملك فاروق جاءت ثورة التصحيح فى عام 1952 لتكون بمثابة النور الذي عم مصر كلها، حيث تم تفتيت الإقطاعيين ووزع الرئيس جمال عبد الناصر أراضى على فقراء المزارعين وأصبح الأجير صاحب ملك في بلاده، وعن أول زواج له يقول أنه تزوج عقب ثورة يوليو 1952 وحصل علي دعم من والدة زوجته 4 جنيهات وذلك لكى يشترى ملابس - كسوة جديدة – كما كان يقال وقتها، وعن طقوس الزواج والأفراح في تلك الفترة، يؤكد الحاج "عبده دبور" أنه كان لا توجد أفراح ضخمة وصاخبة كما يحدث حالياً، ففي يوم زفافه تم إعلامه بأن العروسة جاهزة وفتحوا غرفة وتركوها داخلها لحين عودته من عمله، حيث أنه تزوج في أول أيام شهر رمضان المبارك.
المعمر على تريكته العتيقة والمفضلة له
وأضاف الحاج عبده دبور صاحب الـ99 سنة:"كنت أعمل على ماكينة فرز القمح عن التبن، وظللت شهر رمضان كامل أعمل ولم أذهب لعروستى، ولم أدخل بها وعدت ليلة عيد الفطر لها، وإستقبلتني بكل حفاوة لدرجة أنى شعرت إنني ملك وعشنا مع بعض 22سنة لم يرزقنا الله بأولاد، وفي فترة معينة وزع الرئيس جمال عبد الناصر أراضى على المزارعين، وكان نصيبى فدان، وقتها كنت مش مصدق نفسى وكان ليا بنت عمتى فقيرة فأعطيت الفدان لها لتأكل وتشرب منه، وإستمريت أنا فى استئجار الأراضى وزراعتها بجانب عملى على ماكينة فصل القمح وتنقيته".
المعمر وعدد من اسرته
ويقول إبن محافظة الشرقية عن الذكريات القديمة: "فى أحد الأيام علمنا أن الرئيس جمال عبد الناصر سيأتى إلى الشرقية، وخرجنا جميعا وانتظرنا على جانب قضيب القطار ومر القطار وبه الرئيس راكب فى إحدى عربات القطار مكشوفة، وشاهدته وهو رافع يديه ليحيينا ونحن نهتف وبعدها توقف القطار فى محطة أبو الشقوق التابعة لمركز كفر صقر، ونزل الرئيس بعدما شاهد المزارعين والمزارعات يجنون محصول القطن وترجل إليهم وتحدث معهم وكان موعد الغداء وقت الظهيرة، وكان المزارعون يحملون طعامهم ملفوفا فى منديل قماش، وأصر الرئيس عبدالناصر أن يتناول وجبة الغداء معهم وكان طعامهم عبارة عن جبن قديمة وباذنجان وفلفل، مما أثر بشكل كبير على قلوب ونفسيات المزارعين والذين كانوا يعشقون الرئيس عبد الناصر، ولذلك عندما أعلن الرئيس تنحيه خرج الجميع عن بكرة أبيهم إلى الشوارع يطالبونه بالعدول عن قراره".
المعمر ويط اسرته
وعن هزيمة مصر عام 1967 قال الحاج "عبده دبور" ابن محافظة الشرقية: "عام 1967 كانت سنة النكسة وكان الحسرة تملأ قلوبنا وكنا جميعا نتمنى أن نكون جنود بالجيش المصرى لنهزم إسرائيل الكافرة، وظل الهم والنكد معنا الى أن عبر الجيش المصري قناة السويس وحطم خط بارليف في حرب أكتوبر عام 1973، لتنطلق الزغاريد وذهبنا جميعا إلى المستشفيات للتبرع بالدماء ومساعدة المصابين والأطباء والتمريض".
واستكمل الحاج "عبده دبور" ذكريات حياته الخاصة وزواجه للمرة الثانية قائلاً:- " كانت الزوجة الثانية بعد أربعين الزوجة الأولى التي توفت عام 1974، وقامت شقيقتى بالاتفاق معها ومع أهلها، ودفعت لها مهر 25 جنية، وعاشت معى 12 شهر فقط أنجبت منها محمد وتوفيت عند وضعها له وقامت شقيقتها برعايته، وبعد أن انتهت ليلة العزاء قمت بخطبة الزوجة الثالثة والأخيرة وأعطيتها 30 جنيه مهرها، وهى الوحيدة من زوجاتى الثلاث التي أحضرت سرير فى جهازها وأصر والدها أن أشترى مخدة السرير وإضطريت لشرائها لإتمام الزواج، وعاشت معى ما يقارب من 40 سنة، وأنجبت منها أحمد 50 سنة وثريا 45 سنة وحفيدة 40 سنة وسكينة 35 سنة بالإضافة إلى محمد من الزوجة الثانية 60 سنة، وجميع أبنائي تزوجوا وانجبوا، كما أن أحفادي تزوجوا وانجبوا ووصل عدد أسرتي وأحفادي 40 فرد".
حاج عبده دبور واحد اقاربه
وأشار "الحاج عبده دبور" ابن 99 سنة من محافظة الشرقية في نهاية حديثه لـ"اليوم السابع"، قائلاً: "إن الأيام التى يعيشها حالياً في 2019 هى أجمل أيام حياته، حيث يتوفر كل شئ سواء مأكل أو مشرب أو علاجات وخلافه، بخلاف العقود التي مضت والتي كان المصريين يعانون معاناة كبيرة جداً فى كل مجالات الحياة، موجهاً النصيحة للجميع بضرورة شكر الله علي كرمه ورزقه بوجودهم في تلك الفترة السعيدة الت كل شيء متاح فيها حالياً للجميع".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة