تستمر احتجاجات لبنان فى ظل استمرار الضبابية بشأن المناقشات غير الرسمية الجارية بين القوى السياسية للتوافق على مرشح يتولى تشكيل حكومة جديدة بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريرى، بينما جانبها نفت وزيرة الداخلية اللبنانية بالحكومة المستقيلة قيام الأمن باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن وزيرة الداخلية في الحكومة المستقيلة، ريا الحسن، نفيها "نفياً قاطعاً" أن تكون القوى الأمنية قد أفرطت باستعمال القوة لتفرقة المتظاهرين".
وقالت الحسن إن "التعليمات كانت واضحة جداً بعدم استعمال القوة مع المتظاهرين"، و"بضرورة فتح الطرقات وعدم إغلاقها".
وكشفت الحسن أنه "تم فتح تحقيق في بعض الأماكن التي شهدت اضطرابات" مثل جسر الرينغ وساحة رياض الصلح في بيروت.
من جانبه قال مفتى الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، إن مناسبة ذكرى استقلال البلاد تأتى هذا العام "وفيها غصة لأن الوطن والدولة ليسا بخير"، مشيرا إلى أن الأزمة السياسية والاقتصادية والمعيشية وصلت إلى مستوى كبير يتسم بالخطورة.
وأشار مفتى لبنان إلى أن فرحة اللبنانيين باستقلال بلادهم لا تكتمل إلا باستكمال بناء دولة القانون وحسن سير المؤسسات الدستورية والعدالة وحقوق الناس حتى يبقى لبنان.
وأكد أن انتفاضة الشباب والشابات فى الميادين والساحات اللبنانية، تعبر عن الوحدة الوطنية والعيش المشترك، مشيرا إلى أن الشباب اللبنانى تجاوز الحواجز الطائفية والمناطقية ليعبروا عن رأيهم فى مستقبل بلادهم. من ناحية أخرى، ندد مفتى الجمهورية اللبنانية بالموقف الأمريكى المنحاز لـ "الأطماع الإسرائيلية" فى الأراضى الفلسطينية، وخاصة ما يتعلق بالقدس ومناطق الضفة الغربية، مشددا على الحق الفلسطينى الثابت فى إقامة الدولة المستقلة.
جعجع يحذر
من جانبه نشر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على حسابه الرسمى فى على "تويتر" بمناسبة عيد الاستقلال صورة لمسيرة تحمل الاعلام اللبنانية وكتب عليها:"ثورة حتى الاستقلال".
وسبق أن حذر جعجع من أن الأوضاع المالية والاقتصادية للبنان تتدهور بشكل متسارع، وأن هناك انكماشا كبيرا في الاقتصاد ترتب عليه تخفيض الرواتب في القطاع الخاص وتسريح موظفين، لاسيما على مستويي الصناعة والزراعة، فضلا عن الوضع غير المستقر لسوق المحروقات في ظل شُح العملات الأجنبية وهو الأمر الذي سيؤثر حتما على سوق استيراد الأدوية والقمح.
تعدد الاحتجاجات
ومن جهة أخرى تعددت الاحتجاجات في بيروت والمناطق، حيث عمد عشرات اللبنانيين إلى التظاهر أمام مركز جمعية المصارف في بيروت، لينددوا بالسياسات المالية المتبعة في لبنان.
ورفع المتظاهرون أعلام لبنان ورددوا شعارات منددة بالفساد وسط دعوات للإضراب العام يوم الاثنين المقبل.
وفي صيدا، أفاد مركز "التحكم المروري" بقطع المتظاهرين السير عند تقاطع إيليا، الذي يحتج فيه اللبنانيون منذ أكثر من شهر في هذه المدينة الجنوبية.
ومنذ 17 أكتوبر يعيش لبنان على وقع تظاهرات غير مسبوقة ضد كل المسؤولين السياسيين الذين يصفونهم بأنهم فاسدون وغير أكفاء.
واندلع التحرك بعد الإعلان عن ضريبة جديدة أدى إلى استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري. لكن المباحثات لتشكيل حكومة جديدة تراوح مكانها ما يثير غضب المحتجين على خلفية أزمة اقتصادية ومالية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة