شهد اللقاء الحواري الأول الذي نظمه منتدى مجمع البحوث الإسلامية للحوار، نقاشات حوارية قوية بين ضيف اللقاء الدكتور عمرو شريف أستاذ الجراحة العامة والمفكر الإسلامية من جانب وبين وعاظ وواعظات الأزهر الشريف والطلاب الوافدين من جانب آخر، حيث استعرض الحوار مجموعة من الأسئلة والشبهات الإلحادية التي تدور في أذهان الشباب ومبرراتها التي يستندون إليها، ثم الإجابة عليها بمنطق عقلي وعلمي.
اللقاء الذي حضره الأمين العام وعُقد في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، يعكس اهتمام الأزهر بقطاعاته المختلفة، ويؤكد على أهمية أن يكون الخطاب، موافقا لحال المخاطب يناقشه بأسلوب يناسبه وبرؤية علمية ومنهجية تحقق نتائج إيجابية وتحفظ على الشباب عقيدتهم وتحصنهم من الوقوع في شبهات المضللين.
وفي الإجابة على سؤال كيف ندعم فكرة أن الدين سبب رئيس للسعادة وللرفاهية ولحياة كريمة وفقا لقول الله تعالى: "طه ما أنزلنا عليك القران لتشقى"، أجاب شريف قائلا: "يمكننا أن نقدم السؤال في شكل آخر ونقول ما هو الخطاب الذي يجب أن يقدم به هذا الدين؟، وهنا ينبغي أن نشير إلى أن هناك ثلاثة بدائل الأول منها جانب الجلال الله وهو أن نعرض دائما في خطابنا عذاب النار وعذاب القبر، والثاني أن نعرض جانب الجمال الإلهي والذي يتمثل في عطاء الله للبشر، وثالثهما وهو الجانب الوسط وهو ما التزم به القران الكريم، لذلك من الأفضل أن نتبع في دعوتنا وخطابنا المنهج الذي أبلغنا ربنا به في كتابه، فلم يذكر العذاب وفقط.
كما أجاب المفكر الإسلامي على سؤال يتمثل في: هل الإنسان كائن مادي فقط أم أنه مركب من المادة والروح؟، فقال: إن الإنسان كائن ثنائي مركب من مادة وروح، وهذا المفهوم مفهوم إسلامي خالص أشار إليه القرآن الكريم والسنة النبوية ونجده في واقعنا المعاصر فمثلا الحب، هل يمكن أن نفسره على أنه أمر مادي أم يتعلق بالروح كحب الأم لولدها، ويحضرني الآن قصة تحول الدكتور عبد الوهاب المسيري من الإلحاد إلى الإيمان عندما اكتشف الثنائية في حبه لأولاده وزوجته وخرج منها في أن الإنسان كائن ثنائي مركب من المادة والروح، وهنا نصيحتي للمشتغلين بأمر الدعوة أن يوجهوا خطابهم من خلال دعوة الناس للتفكر في كل ما يحيط بهم من خلال هذه الثنائية.
أما ما يتعلق بسؤال حول: هل وجود الله أمر مادي يمكن التأكد منه أم أنه أمر مبني على التخمين؟، قال شريف: في كثير من الحوارات مع الملاحدة فإنهم يقولون إن العلم لا يمكن أن يثبت وجود إله لأن العلم مبني على التجربة وكذلك لا ينفي العلم ذلك، أيضا العلم لا يبحث في جوهر المادة وإنما يبحث في آثار المادة مثل قانون الجاذبية فنحن نبحث فيها عن آثار الجاذبي، إذًا نحن في قضية الربوبية نتعامل مع مستوى الأفعال فالعلم أثبت يقينا أن كل قضايا الوجود لابد ورائها من عامل مرجح.
واستطرد قائلًا: أن العلم أكد أنه لابد في كل ذرة تتحرك في هذا الكون من عامل مرجح، فوجود كون يحتاج إلى مصدر وحافظ ومحرك له مطلق العلم والقوة والقدرة، وفي وآية سورة فصلت "سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق"، أحالنا القرآن الكريم إلى أهمية العقل والعلم في التعامل مع القضايا فآيات الأفاق والأنفس بمفردها تؤكد وتدل على صدق القرآن الكريم ووجد إله لهذا الكون.