أعلنت وزارة الآثار عن العثور على 5 مومياوات لقطط ضخمة فى مقبرة الحيوانات المقدسة فى سقارة، والتى رجحت الدراسات الأولية أن تكون لأشبال أسود صغيرة، وهذه هى المرة الأولى التى يتم العثور فيها على مومياوات لأشبال أسود حيث تم من قبل اكتشاف هياكل عظمية فقط لاسود.
وعرف الأسد كرمز للقوة منذ العهد الفرعونى، خاصة فى ظل وجود تمثال أبو الهول فى هضبة الأهرام أمام أهرامات الجيزة الشهيرة، وهو تمثال لمخلوق أسطورى بجسم أسد ورأس إنسان وقد نحت من الحجر الكلسى، جامعا بين قوة الأسد وحكمة الإنسان.
وبحسب الباحثة فى الآثار المصرية نورا مجدى، فإن الأسود عاشت فى مصر فى عصور ما قبل التاريخ بأعداد كبيرة ثم انحصر تواجدها فى تخوم الصحراء والوديان فى العصور التاريخية ولقد قدست الأسود فى مصر القديمة بدء من عصور ما قبل التاريخ حيث كان الأسد يرمز للقوة التى هى رمز للملك أو الحاكم وفى نفس الوقت كان الأسد رمزا من رموز الشمس وكان له علاقة بالإله رع وبمعبودات عدة مثل سخمت ومحيت، كما كانت الأسود من الحيوانات المستأنسة والمصاحبة لكن فى حالة الحيوانات الصغيرة التى يمكن الإقتراب منها وملامستها .
وقد عثر على بقايا عظمية للأسد ترجع لحضارة مرمدة بنى سلامة، كما عثر على سبعة أسود صغار (أشبال) فى المجمع الجنائزى الخاص بالملك عحا بأبيدوس ، وقد أشارت برديات إغريقية عن دفنات للأسد فى سقارة فى الجبانة الحيوانية المقدسة. ولا شك أن دفنهم هذا يدل على نوع من القدسية حيث الأسود رمزا للقوة والبطش والشراسة والنبل وأيضا رمز للشر فيما بعد بإعتبارها أقوى الحيوانات البرية .
الإله أقر على هيئة أسدين مع رمز الأفق وقرص الشمس
وبحسب ما جاء فى مجلة التراث الشعبى عدد عام 1975، ففى الميثولوجيا الفرعونية كان يرمز للأسد باعتباره حيوانا مقدسا من حيوانات المعبود المصرى أتوم والمعبود "شو" وكانت المعبودة المصرية تفنوت تمثل بشكل امرأة ولها راس أسد.
ويذكر الدكتور صالح بدير فى كتابه " مصر الفرعونية و علوم الحياة" أنه كان هناك علاقة بين الأسد وشروق الشمس وغروبها وفقا للأسطورة المصرية القديمة، فالأسود هى حامية الأفق وتتصل بآلهة الشمس، وكان الإله "أقر" إله الأرض والموت فى الديانة المصرية القديمة، يصور فى شكل أسدين فى وضع أبو الهول، يجلسان وظهريهما متقابلين، وكانت "تفنت" إلهة الهواء والرطوبة رأس لبؤة أما "شو" إله الهواء الجاف فكان له رأس الأسد.