هل ترك النبى محمد صلى الله عليه وسلم، شيئا من مقتنياته، وأين تلك هذه المقتنيات، وحقيقة نسبها للرسول الكريم، وكيف وصلت إلينا رغم وفاته عليه السلام منذ نحو 1400 عام تقريبا.
ترك النبي محمد لنا خاتم رسائل المولى عز وجل على الأرض، وكان القرآن الكريم معجزته صلى الله عليه وسلم للعالمين، كما أسس النبي الكريم دولته الإسلامية، التي كانت اللبنة الاولى لنحو مليار ونصف المليار مسلم فى جميع أنحاء العالم اليوم، يؤمنون برسالته وبوحى السماء إليه، لكن ربما تظل المقتنيات والآثار المادية لها أثر كبير فى التبرك بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، وكم يشتاق المسلم لرؤية أى شئ من أثر النبى محمد، ليشعر بهذه الروحانية الكبيرة التي تقربه من حبيبه وشفيعه طه.
وحسبما جاء فى صحيح البخارى، عن عمرو بن الحارث رضي الله عنه أنه قال: (ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته درهماً ولا ديناراً، ولا عبداً ولا أمة، ولا شيئاً، إلا بغلته البيضاء، وسلاحه، وأرضاً جعلها صدقة).
وتدعى الدولة التركية، ضمها عدد كبير من مقتنيات النبى الكريم محمد معروضة فى متحف قصر "طوب قابي" بإسطنبول في تركيا، إذ تتدعى أنقرة إن هناك مجموعة كبيرة من مقتنيات الرسول الكريم "محمد" عليه الصلاة والسلام فضلا عن عدد من مقتنيات الصحابة، ومن تلك المقتنيات النبوية: "تحتوي تلك العلبة على تراب من قبر الرسول الكريم، رسالة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام للمقوقس عظيم القبط بمصر، ختم الرسول الكريم، أحد سيوفه، مفاتيح الكعبة المشرفة من عصور مختلفة، شعر من ذقن الرسول الكريم، تحتوى تلك العلبة على بعض من أسنان الرسول الكريم، موضع قدم الرسول الكريم.
كما يوجد عدد من آثار النبي المنسوبة إليه في مسجد حفيده الإمام الحسين بن الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهما بالقاهرة، وفقا لما ذكرته الدكتورة سعاد ماهر عالمة الآثار في كتابها الذى صدر منذ 4 عقود تقريبا بعنوان "مخلفات الرسول في المسجد الحسيني"، موضحة أن المخلفات الموجودة بمسجد الحسين هي ثلاث قطع من النسيج، وقطعة من القضيب وهي التي عبر عنها الجبرتي بقطعة عصا، والمكحلة والميل "المرود" وقد ضم إليها بعض الشعر من الرأس ومن اللحية النبوية الشريفة، وقد حفظت جميعها في أربعة صناديق من الفضة، ملفوفة في قطع من الحرير الأطلس الأخضر الموشى بخيوط من الذهب والفضة.
ووفقا لكتاب "الآثار النبوية" لأحمد تيمور باشا، (لا يخفى أن بعض هذه الآثار محتمل الصحة، غير أنا لم نر أحداً من الثقات ذكرها بإثبات أو نفى)، فى إشارة إلى الآثار النبوية الموجودة فى القسطنطينية (اسطنبول حاليا).
أضاف الكتاب: "بعد أن ذكر أخبار التبرك بشعرات الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل أصحابه رضي الله عنهم: (فما صح من العشرات التى تداولها الناس بعد ذلك فإنما وصل إليهم مما قسم بين الأصحاب رضى الله عنهم، غير أن الصعوبة في معرفة صحيحها من زائفها)".
وجاء فى صحيحى البخارى ومسلم عن ابن عمر رضى الله عنهما أنه قال: (اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتماً من ورق فكان في يده، ثم كان في يد أبي بكر، ثم كان فى يد عمر، ثم كان في يد عثمان، حتى وقع منه فى بئر أريس، نقشه – محمد رسول الله)، كما ذكر فقدان البردة والقضيب في آخر الدولة العباسية حين أحرقهما التتار عند غزوهم لبغداد سنة 656هـ.
ومن الأسباب أيضاً لفقدان الآثار النبوية وصية بعض من عنده شيء منها أن يكفن فيه إن كان لباساً، كما تقدم قريباً من حديث سهل بن سعد رضى الله عنه، أو يوصى بأن يدفن معه بعد موته، إن كان ذلك الأثر شعرات مثلاً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة