بمجرد أن يكتب شيئا على صفحات التواصل الاجتماعى تنقلب الدنيا رأسا على عقب، نظرًا لخوضه فى أمور دينية وعلمية، ولكنه لا يبالى ويستمر فى استعراض رأيه كما يشاء، فعلى حد قوله إنه تعود على تلقى الشتائم وتدرب على تجاهلها، هو الدكتور والكاتب خالد منتصر، الذى التقى به "اليوم السابع" خلال فعاليات معرض الشارقة الدولى للكتاب بدورته الـ 38، وإلى نص الحوار الذى دار معه:
فى البداية نريد أن تحدثنا عن كتابك الأخير "لكم سلفكم ولى سلفى"؟
أعتقد أن الكتاب سيحدث جدلا كبيرًا، لأنه يتحدث عن كلمة السلف ككلمة عريضة جدًا وأنا اختلف مع السلفيين لكن المسألة أعمق من ذلك، فهل السلفيون كمبدأ وكلمة عامة مرفوضة تمامًا وهل هما السلف الذى نختلف معهم؟ الإجابة "لا" على الإطلاق، اختيارى للسلف يختلف عن التيار الذى يسمى "السلفى"، فالمعتزلة سلف بالنسبة لى لأنهم حراس العقل، لكن بن تيمية ليس من السلف بالنسبة لى، فهنا يكمن الاختيار، فالأهمية هى أهمية الاختيار، والكتاب يتحدث عن هذه المنطقة، المناطق المضيئة فى التراث الإسلامى وهناك مناطق مضيئة كثيرة وهناك مناطق مظلمة أيضًا، والمشكلة لدينا الآن إننا اختارنا تلك المناطق المظلمة وانصرفنا عن مناطق الاستنارة فى التراث العربى.
ــ هل تتوقع الهجوم عليك؟
فى الحقيقة أنا تعودت بشكل شبه يومى أن أتعرض لتلك المشاكل وأدرك أن المسألة تربص، وهناك عدد من الكتاب يكتبون مثلى وفى الاتجاه نفسه، لكن الهجوم على شخصى أكثر وصار الهجوم "سفالة" من أشخاص كل صفحاتهم أدعية وأذكار.
ــ وكيف تفسر هذا الهجوم المتزايد؟
أعتقد أننى عرفت السبب وأدركت واحدا من الأسباب وهو أننى مشتبك مع وسائل التواصل الاجتماعى، وذلك سر الفزع والتربص فى اللجان الإلكترونية والسلفية.
ــ ما الذى تسببه لك التعليقات الهجومية؟
فى الحقيقة اعتدت عليها، لكنها تسبب نوعا من الضيق بالنسبة لأولادى عندما يقرأون الشتائم، لكننى دربتهم على الانصراف عنها.
ــ هل ترى أن من يهاجمك يدافع عن دينه؟
لا يدافع عن الدين أو الله على الإطلاق، لكنه محصن نفسه ضد التفكير، هو لا يريد أن يفكر، فالأكاذيب المريحة أكثر تأثيرًا، وبالطبع المسألة لديه هو أن يدخل الصدفة ويطمئن بدلا من أن يزعجه هذا المزعج المستفز.
ــ ما فكرة كتابك الجديد الذى تعكف عليه الآن؟
كتابى الجديد "وهم الإعجاز العلمى" وقد صدر من قبل لكن يتم العمل على تحديثه الآن، ويتناول البزنس الحادث من الإعجاز العلمى، وسوف يتم طرحه خلال فعاليات معرض القاهرة للكتاب بدورته 51.
ــ كيف ترى الوضع الثقافى فى الوطن العربى؟
الحقيقة أن الوضع يتفاوت ولكن المشكلة التى تعم الوطن العربى هى تجديد الفكر الدينى وليس الخطاب الدينى، وهذا هو العيب والنقص الأساسى.
وما آليات علاج ذلك من وجهة نظرك؟
العلاج أن نؤمن بأن العلمانية قبل الديمقراطية، فلا يمكن لمجتمع أن يبنى نفسه ديمقراطيًا بدون أن يبنى نفسه علمانيا، والعلمانية لا تعنى أنك خصم للدين لأنها ليست دينًا بديلا على الإطلاق، فالعلمانية هى أن تحترم كل الأديان أو تحمى الأديان وليست الدين الوحيد الذى تنتمى إليه، فإذا تم احترام الآخر وألغيت كراهية الآخر سواء المرأة أو الدين المختلف من ناحية الجنس والعرق والدين فمن هنا تبدأ الديمقراطية.