فتيات يهربن من منازل أسرهن، تارة بسبب الزواج العرفى والإقامة لدى الحبيب، وتارة أخرى هربًا من جحيم الأسرة بسبب سوء المعاملة، فتسرع الأسر لتحرير محاضر بغيابهن.
وفى ليلة وضحاها يتحول الأمر لواقعة "خطف" تروج لها أسر الفتيات المتغيبات، وتنطلق "الهاشتاجات" على السوشيال ميديا، ويتم تداول صور الفتيات على أنهن ضحايا لاختطاف، و"تقوم الدنيا ولا تقعد"، ويصدروا مشاهد سلبية عن وجود جرائم خطف، فيتسلل الخوف والذعر للجميع، لتظهر الحقيقة عقب ذلك، ويتبين أن الفتيات تركن المنازل برغبتهن، وأن الأمر مجرد خلافات ومشاكل أسرية.
واقعتان فى أسبوع واحد حجزتا مكانًا كبيرًا فى مواقع التواصل الاجتماعى، الأولى بـ"اختفاء فتاة فى المرج" وترويج أسرتها لاختطافها، وتبين بعد ذلك أنه تركت منزل الأسرة برغبتها وأنها متزوجة عرفيًا من شاب قبل عام من الآن دون علم أسرتها، حيث دخلت طالبة الجامعة فى قصة حب مع سائق ميكروباص، أقنعها بالزواج العرفى، حيث كان يلتقيان فى شقة بمنطقة العبور.
لم تختلف هذه الواقعة كثيرًا عن واقعة "فتاة الهرم"، التى روجت أسرتها وأقاربها لاختطافها، لا سيما بعدما وجدوا عبارات تهديد مكتوبة بغرفة نومها ومجوهرات وأموال مسروقة من الشقة، وأطلق رواد السوشيال ميديا صراخات يطالبون فيها الشرطة بإعادة الفتاة المختطفة، ليتبين بعد ذلك أنها تركت منزل أسرتها بمحض إرادتها بعد سرقتها للشقة وكتابة عبارات التهديد، والتوجه لمسقط رأس حبيبها الذى تقدم قبل ذلك لخبطتها ورفضت أسرتها زواجها، فضلًا عن الانتقام من والديها لتعديهما باستمرار بالضرب عليها لرسوبها فى الثانوية العامة.
هذه الوقائع والبلاغات الكاذبة تمثل صداعًا حقيقًا فى رأس الشرطة، وتكبد رجال المباحث جهودًا ضخمة ووقتًا طويلًا كان من الأولى توجيه لجرائم أخرى، فى ظل جنوح البعض لترويج الأكاذيب وعدم تدقيق المعلومات، وتداول "البوستات"
على الفيس بوك دون التأكد من حقيقتها، مما يمثل ضغط على رجال الأمن، ويتبين فى النهاية أنها وقائع واهية لا أساس لها.
الأمر جد خطير، ويدق ناقوس الخطر من جديد، ويستلزم جلوس الأب والأم مع البنات والحديث معهن، وعدم تركهن للسوشيال ميديا، ولشباب يتلاعبن بعقولهن، ويتطلب حرص ودقة من المواطنين بعدم تداول قصص واهية على السوشيال ميديا على أنها حقيقة مطلقة، حتى لا نشغل "العيون الساهرة" فى مشاكل أسرية كان من الأولى على الأسرة تداركها من البداية، استقيموا يرحمكم الله.