"كلما أعطيت، أخذت"، بهذه الكلمات لخصت ديوا أيو لاكسمى جانابيراتى، رئيسة قسم التسويق فى مكتب السياحة الحكومى ببالي، فلسفة أبناء جزيرة بالى، أحد أشهر المقاصد السياحية حول العالم، معزية سبب شهرة المدينة واستمرار نجاحها فى جذب السائحين إلى ثقافة المدينة الدينية، فأبناء بالى لا يتوفقون أبدا عن ممارسة شعائرهم الدينية بغض النظر عن مدى ازدحام حياتهم اليومية أو عدد السائحين الذين يتجولون فى شوارع الجزيرة المعروفة بوجود ما يقرب من 20 ألف معبد هندوسى.
محررة اليوم السابع مع ديوا أيو لاكسمى جانابيراتى
وقالت لاكسمى جانابيراتى، بشغف واضح يعكس إيمانها بإمكانيات الجزيرة، إن بالى تعرف بأنها مدينة الآلهة حيث يوجد الكثير من المعابد فى كافة أنحائها.
وأوضحت أن الجزيرة لا يوجد بها مصادر طبيعية كثيرة لهذا تعتمد على قطاع السياحة والضيافة، واصفة إياه بأنه قاطرة الاقتصاد بالنسبة لهم يليه الزراعة ثم صناعة الحرف اليدوية.
وأشارت لاكسمى إلى أنه رغم شعبية بالى، إلا أنها جزيرة صغيرة للغاية، حيث تبلغ مساحتها 5.6 ألف كليومتر مربع. وتعد الهندوسية ديانتها الرئيسية حيث يدين بها 85% من أبناء "جزيرة الآلهة".
جانب من اللقاء
وقالت رئيسة قسم التسويق إن أبناء الجزيرة يدركون أن السياحة هى أهم قطاع، ومدربون جيدا على استقبال السائحين من كافة انحاء العالم، كما تعمل الحكومة على تنمية مناطق جديدة إلى جانب المناطق التقليدية وذلك حتى تناسب فئات جديدة مثل جيل الشباب الذى تتراوح أعماره من 22 إلى 37 والذى يعرف باسم "جيل الألفية".
وأكدت أنه برغم المنافع التى تعود على بالى من قطاع السياحة، إلا أن هناك ما وصفته بالواجب المنزلى الذى يتعين على الباليين عمله، مثل كيفية إدارة النفايات، وتوفير مياه نظيفة وتوفير وسائل المواصلات التى تربط بين أنحاء الجزيرة التى تعرف بازدحامها المرورى، وتعزيز البنية التحتية.
القرابين
وتابعت قائلة إن بالى مقاطعة، ولكن يتم مقارنتها بدول مثل تايلاند، وهذا يزيد من الضغوط على الجزيرة، فمثلا زارها فى عام 2019 ما يقرب من 8 ملايين شخص، وهو ما يمثل 40% من إجمالى السياحة إلى اندونيسيا ككل. ووصل عدد السياح فى 2018 إلى 6.5 مليون سائح بسبب القدرة الاستيعابية للجزيرة التى يقطنها بالأساس 4.2 مليون شخص.
ديوا أيو لاكسمى جانابيراتى
وبسؤالها عن سبب اختيار السائحين لبالى تحديدا رغم وجود مقاصد أخرى ذات السمات المتشابهة، قالت لاكسمى إن هناك 17 ألف جزيرة و300 فئة عرقية، إلا أن بالى لديها فلسفة خاصة بها، يمكن النظر إليها كمثلث، كل أضلاعه متساوية، مما يعنى وجود التناغم بين الناس وبين الآلة، وبين الناس والآخرين ، وبين الناس والطبيعة والبيئة، ونؤمن أنه عندنا نكون رحماء وجيدين مع الآخرين، فإن علاقتنا مع الآلة تصبح طيبة، وكذلك مع البيئة المحيطة.
ولفتت إلى أن أبناء الجزيرة يحافظون على هذا التناغم بالصلاة 3 مرات فى اليوم، مرة فى الصباح فى السادسة صباحا، ثم فى منتصف اليوم، وأخيرا وقت الغروب، موضحة أن أبناء بالى يقومون بطبخ شىء بسيط لتقديمه للآلهة للإعراب عن الشكر والتقدير حتى وإن كان شيئا صغيرا مثل حفنة من الأرز ويضعون معها أوراق جوز الهند أو فاكهة "البابايا" لأن الهدف إظهار أنهم يتذكرون الآلهة، حتى وإن كان ذلك عن طريق تقديم الزهور الملونة والبخور.
شوارع الجزيرة
شوارع بالى
وقالت لاكسمى جانابيراتى إن الحكومة الاندونيسية تسعى لاستغلال مميزات كل منطقة، فمثلا السياحة إلى بالى يمكن وصفها بالثقافية، بينما فى جزيرة لومبوك على سبيل، فيمكن تعزيز السياحة الحلال والدينية، وهو ما يمنح الاندونيسيين وغيرهم إمكانية اختيار المقصد المناسب لهم، بحسب المميزات الموجودة فى كل مكان.
وبسؤالها عن السائحين المصريين وعددهم فى بالى، قالت لاكسمى إن ما يقرب من 1500 مصرى يزورون الجزيرة كل عام. وأوضحت أن بالى تستعد كذلك لأن تكون مقصد صديق للمسلمين وللسياحة الحلال حتى تلبى رغبات السائحين من الدول العربية والإسلامية، من خلال توفير الأطعمة الحلال والأنشطة التى تناسب كافة أفراد الأسرة.
أحد معابد بالى اولوتوا
ومن بين دول الشرق الأوسط، تحتل السعودية المرتبة الأولى من ناحية عدد السائحين العرب تليها مصر.
وحول كيفية الحفاظ على أمن الجزيرة، قالت لاكسمى إن الحكومة الأندونيسية تطبق نظاما يدار من العاصمة جاكرتا، كما أن هناك شرطة محلية ترتدى الزى الرسمى لبالى، مسئوليتها إحلال الأمن والأمان.
الآلهة داخل الفندق
التماثيل فى كافة أنحاء الجزيرة
المعابد فى الشوارع
وبسؤالها عن تهديد تغير المناخ وكيفية مواجهة بالى لهذه التهديدات، قالت إن الجزيرة تتبنى سياسة منع البلاستيك ذو الاستخدام الواحد، موضحة أن الحاكم الجديد للجزيرة أقر قانون فى هذا الصدد، كما تنظم حملات للحفاظ على البيئة.
معابد بالى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة