عقد معرض الشارقة الدولى للكتاب فى دورته الـ38 التى تنظمها هيئة الشارقة للكتاب، حتى 9 من نوفمبر الجاري، جلسة حوارية بعنوان" تاريخ العالم العربى والإسلامى"، تطرقت للحديث عن العلاقات التى ربطت العرب بشرق القارة الإفريقية، وحضور التاريخ العربى والإسلامى فى مؤلفات المبدعين، وكيف قرأ المؤرخون الأوروبيون هذا التاريخ وكتبوا عنه، والأثر الذى يلعبه المؤرخ فى التعريف بحضارات وثقافات الشعوب.
وقالت الروائية بشرى خلفان حول سؤال يتعلق بحضور التاريخ فى الأدب وهل توقفت الرواية والقصة الخليجية عند تاريخ المنطقة: بدأنا متأخرين بالانتباه لتاريخنا، ويمكننا القول إن الروائى السعودى عبد الرحمن منيف أول من اشتغل على تأريخ المنطقة الخليجية والعربية وتضمينها فى رواياته وأدبه.
وتابعت الروائية بشرى خلفان، الخروج من عباءة الاستعمار جاء متأخراً، هناك الكثير ممن كتبوا عن تاريخ المنطقة العربية والإسلامية، ومتخصصين محدودين فى مجال التاريخ، والأدب يقدم التاريخ وهذا لا ننكره لكنه يكون لعامة الناس وللقراء غير المهتمين بشكل كبير بتفاصيل يتطرق لها المؤرخ والباحث، ولكننى أؤكد على أن الراوى عندما يتطرق للتاريخ يقدمه بشكل مبسط وعلى نطاق أوسع، وفى الخليج ليس لدينا اعتناء بالتاريخ، فأهل البلاد أنفسهم لم يكتبوه، بل عرفناه من وثائق المستعمرين.
قال الدكتور بنيان التركى، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر فى جامعة الكويت، إن تطور العلاقات التاريخية التجارية بين الكويت ومسقط وشرق إفريقيا يعود للتاريخ من 1883 وحتى 1918، أى خلال الفترة من نهايات القرن التاسع عشر وحتى نهاية الحرب العالمية الأولى، ويمكننا القول إن أهم العوامل التى ساهمت فى تطوير وتعزيز هذه العلاقات التجارية فى تلك الفترة والتى جاوزت ربع قرن من الزمن، هو البحارة الذين صدروا وجلبوا البضائع وما تحتاجه الدولة من الخارج واستقدموها، وهذه الجهود التجارية عززت العلاقات الخليجية والافريقية على حدّ سواء".
وتابع الدكتور بنيان التركى، قامت العديد من الممالك العربية فى شبه القارة الإفريقية، هناك قبور لمواطنين كويتيين فى دول شرق أفريقية، هذه الدلالات شاهدة على حضور سكان من أصول عربية وخليجية فى تلك المناطق، وقد ساهمت القوافل التجارية التى خرجت من الكويت فى توطيد هذه العلاقات مع الدول فى القارة السمراء، وهذا عامل مهم ويجب تسليط الضوء عليه فالمكان الجغرافى الذى تمتاز به دولة الكويت أدى لأن تكون لاعباً رئيسياً فى هذا الواقع الذى تشهد عليه الدراسات الإنسانية والتاريخية بوجه عام".
وحول توقفه عند مراكز الدول والعواصم العربية وانتقاله بينها، والمراجع التى استند عليها والغاية التى دفعته للكتابة عن هذه المدن، قال الكاتب والباحث البريطانى جاستن ماروزى، ما أردت فعله هو كتابة التاريخ الكبير للعالم العربى والإسلامى منذ القرن 15 قبل الإسلام، ومروراً بهذه الفترات كلها قرناً بعد آخر، حتى وصلت إلى القرن 21، وكان لدى دافع اعتقدت أنها طريقة مهمة للحديث عن تلك المدن فى أوج ازدهارها التجارى والاقتصادى والسياسى وغيرها، لأقدم صورة مغايرة لما لدى الغرب عن هذه البلاد".
وتابع، الكثير من المدن فى العالمين العربى والإسلامى تعبر عن نفسها وتمتلك مكانة كبيرة كعواصم للإسلام وأحد أهم هذه المدن هى بغداد مهد الحضارات العالمية التى مازالت حتى اليوم تمتلك صفات مهمة ومحورية، لا سيما بيت الحكمة الذى استقطب الكثير من العلماء والباحثين من مختلف أنحاء العالم، ناهيك عن حضور قرطبة وغيرها، كما ركّزت من خلال بحوثى على التعايش بين الأديان جميعها فى أجواء آمنة ومتناغمة".