اللعب بأحلام وطموحات الشباب ربما يكون أقصى جريمة يمكن أن تٌرتكب فى حق شاب مازال فى مقتبل العمر، يبحث عن فرصة عمل، فيجد نفسه أمام بائعى وهم ومخادعون، ذلك ما تفعله بعض الشركات التى تزعم توفير فرص عمل للشباب بمرتبات مجزية وتطلب منهم قبل مسوغات التعيين اللازمة وملء استمارة توظيف "أبليكيشن" بمبلغ وقدره، ويفاجئ الشاب بعد ذلك بأن الراتب الذى كانت قد أعلنت عنه الشركة غير الذى سيوقع عليه فى العقد.
آخر هذه الشركات شركة تدّعى أنها تٌلحق الشباب للعمل كأفراد أمن إدارى براتب شهرى 4800 جنيه، وفى سبيل ذلك نشرت إعلانا ممولًا على عدد من القنوات الفضائية اختتمته بأرقام تليفوناتها التى يسارع الشباب فى الاتصال عليها وتحديد موعد لإجراء المقابلة، وهناك يكتشف الخديعة الكبرى، وأنه مٌطالب بسداد مبلغ 450 جنيهًا مقابل استمارة التوظيف "أبليكيشن" يسددها الشاب على أمل الفوز بالوظيفة والمرتب الذى يحلم به.
بعد ذلك يكتشف الشاب الفاجعة الكبرى، وهى أن الراتب ليس كما أعلنت الشركة على القنوات الفضائية "4800"، وإنما هو فقط 1800 جنيه شاملة الانتقالات والوجبات، وأن الهدف الأساسى من الإعلان هو سبوبة الأبليكيشن "450 جنيها".
الشاب فى هذه الحالة لا يكن أمامه سوى محاولات الشجار مع مسئولى الشركة التى تستخدم "بودى جاردات" للتصدى لمحاولات الشباب هذه، وبعد شد وجذب ينصرف الشاب فاقدًا الأمل فى الوظيفة وفاقدًا مبلغ 450 جنيها ربما كان آخر ما يملكه.
أتمنى أن تفتح الهيئة الوطنية للإعلام تحقيقًا موسعًا فى نوعية الإعلانات التى تبث على مثل هذه الفضائيات ومدى صدقها، فمن المؤكد أنه كما أن من مهام الهيئة مراقبة ما تبثه القنوات وتصاريحها، التأكد أيضًا من مصداقية إعلاناتها خاصة إذا كانت تتعلق بالإعلان عن وظائف.
كما أتمنى أيضًا أن يكون لدى هؤلاء الشباب الشجاعة الكافية وعدم الإهمال فى المطالبة بحقوقهم القانونية ومقاضاة مثل هذه الشركات التى تتعمد بيع الوهم، ولا يكتفون بندب حظهم والبكاء على اللبن المسكوب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة