تعتبر جميع التيارات السلفية، بدون استثناء أن الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله نوعا من البدعة السيئة، ويحرمون مراسم وفعاليات الاحتفال بهذه المناسبة العطرة، كما أنهم يحرمون شراء حلوى المولد فى هذه المناسبة، وقد قالوا فيها كما قال "مالك فى الخمر"، ويثيرون أزمة كل عام تزامنا مع هذه الذكرى، حيث يفتون بالتحريم بينما يخالفهم جمع الشعب المصرى ويحتفل ويقيم الليالى على المستوى الشعبى والرسمى، لكن يبقى التساؤل مع تحريم أبناء السلفية هذه المناسبة هل يتناولون حلوى المولد البنوى؟.
الإجابة على السؤال السابق نعم يتناول السلفيون حلوى المولد النبوى ويضعون اشتراطات لتناولها إذ يأكلونها قبل يوم المولد وبعده، لكن يوم المولد النبوى يحرمونها، مبررين ذلك بأن حلوى المولد تتحول فى هذا اليوم من طعام إلى رمز للاحتفال وهذا لا يجوز، على حد قولهم.
الداعية السلفى محمود لطفى عامر يقول فى هذا الصدد: "كل بدعة ضلالة، فمن أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، هذا كلام النبوة، وبناء عليه فكل الموالد سواء مولد النبى محمد أو أى مولد بدعة، مما أحدثه الناس فى دين الله فمأواه النار.
وعن حلوى المولد النبوى قال "الحلوى فى ذاتها حلال لكن ارتباطها بطقوس دينية فلا، فمن يرغب فى أكلها يفضل شراؤها فى غير أيام الموالد، خاصة إذا كان المشترى داعية أو عالم فى الدين.
وتابع قائلا "الاحتفال بالمولد مسألة والحلاوة مسألة، فالأولى حرام، والثانية حلال طالما لا ترتبط بطقوس دينية لذا قلت الأفضل شراءها فى غير أيام الموالد".
واتفق مع الرأى السابق سامح عبد الحميد القيادى بالدعوة السلفية، قائلا "نحن نأكل الحلوى المكونة لعلب حلوى المولد النبوى كالسمسمية والحمصية والفولية طوال العام، حيث إنها متوفرة لدينا بمحافظة الإسكندرية، لكننا نحرص على عدم تناولها خلال أيام الاحتفال بالمولد النبوى".
وأضاف "تناول الحلوى فى أيام المولد النبوى لا يصح لأنها خرجت من فكرة أنها طعام وأصبحت رمزا للاحتفال"، مضيفًا "الاحتفال بالمولد بدعة محدثة؛ ويجب الابتعاد عن المشاركة فيه بأى وجه من الوجوه، فلا ينبغى الاشتراك فى أى فعاليات تختص بهذه المناسبة مثل الاشتراك مع المحتفلين فى إقامة احتفالهم، أو بالجلوس معهم على موائدهم أو أكل الحلويات التى يوزعونها، وشراء حلوى المولد في زمن الاحتفال به يُعتبر نوعًا من المشاركة فيه ؛ وكذلك هو من الإعانة والترويج له"، مشددا على أن أكل من الحلويات قبل الاحتفالات أو بعدها لا مانع منه لأنه طعام عادى بدون احتفال معين.
واتفق أيضا مع الرأيين السابقيين الداعية السلفى حسين مطاوع رغم اختلافه مع منهج الدعوة السلفية وتوجيه انتقاد شديد لها، قائلا "أنا عن نفسى بعشق الحلويات، لكن تخصيصها فى يوم محدد ليس من السُنة".
وأضاف "الحلوى فى حد ذاتها ليست محرمة لكن تخصيصها فى يوم بعينه اعتقادا بفضل هذا اليوم ليس من السنة"، مشيرا إلى أنه يتناول هذا النوع من الحلوى طوال العام، مضيفًا "لو هناك اعتقاد بأن أكلها فى هذا اليوم تحديدا له فضل عن غيره فهذا ليس من السنة، لكن الحلويات بذاتها ليست محرمة طبعا إنما المخالفة هو اعتقاد فضل أكلها فى هذا اليوم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة