قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن ما يقرب من 14 ألف شخص في كندا توفوا بسبب جرعات زائدة من المواد الأفيونية في السنوات الأربع الماضية ، وتم نقل أكثر من 17 ألف شخص إلى المستشفى فيما وصفه المسؤولون بأنها أزمة متفاقمة.
فى تقرير بعنوان الأضرار المرتبطة بالمواد الأفيونية فى كندا صدر هذا الأسبوع ، حددت وكالة الصحة العامة الكندية نطاق الأزمة.
وقالت الدكتور تيريزا تام ، كبير مسئولى الصحة العامة في كندا، والدكتور ثاقب شهاب، كبير مسئولي الصحة الطبية في ساسكاتشوان، في بيان مشترك: "لا تزال أزمة الجرعات الزائدة من المواد الأفيونية تدمر العديد من الكنديين وعائلاتهم ومجتمعاتهم من الساحل إلى الساحل ". وصدر البيان جنبا إلى جنب مع التقرير.
المواد الأفيونية
وقالت الدكتورة أنيتا سريفاستافا، أستاذة الطب فى جامعة تورنتو: "من المقلق للغاية رؤية هذا النوع من الأرقام، وأن أكبر محرك للأزمة هو الفنتانيل، وهو عقار اصطناعي قوي وغالبًا ما يتم خلطه مع الهيروين لتضخيم آثاره.
ونظرًا لأن جميع الوفيات المسجلة تقريبًا كانت مصادفة ، يخشى المسئولون الصحيون أن تكون الأدوية الموجودة في الشوارع ملوثة بالمواد السامة والقوية غير مفهومة بشكل جيد من قبل الجمهور.
الافيون
وفى الوقت نفسه، أدى انتشار الوصفات الأفيونية على مدى العقد الماضي إلى تفاقم المشكلة: لا تزال كندا واحدة من أكبر مستهلكي الفرد من الأفيونيات الموصوفة في العالم.
وقالت سريفاستافا إن نظام الرعاية الصحية "مجزأ" وغير مجهز لتخفيف حدة الأزمة المتفاقمة: غالبًا ما يقتصر علاج المواد الأفيونية على العيادات المتخصصة ، مما يعني أنه لا يتم تجهيز جميع المراكز الصحية بشكل صحيح لتحديد المرضى الذين يعانون من أعراض الإدمان والتعامل معها.
وتابعت: "إذا ظهر شخص ما في غرفة الطوارئ مصابًا بعدوى ذات صلة بتعاطى المواد الأفيونية عن طريق الحقن ، فعلى الأرجح لن يحصلوا على علاج لإدمان المواد الأفيونية".
فى حين أن بعض الأماكن في البلاد قد نجت من الأزمة ، إلا أن غرب كندا لا يزال موقع الإحصاءات الأكثر إثارة للقلق. يبلغ معدل وفيات مقاطعة كولومبيا البريطانية 22 حالة وفاة لكل 100،000 شخص مما يمثل ضعف المعدل الوطني، يوجد فى ألبرتا المجاورة ثاني أعلى معدل في البلاد ، حيث بلغ عدد الوفيات 16.2 حالة.
ووفقًا للتقرير، فإن الرجال يشكلون ثلاثة أرباع جميع الوفيات المرتبطة بمواد الأفيون، مع تعرض الأشخاص فى الثلاثينيات من العمر لخطر الجرعة الزائدة المميتة.
وخلال الصيف، وعد الحزب الليبرالي الحاكم في كندا بزيادة التمويل لمواجهة الأزمة ، ورفع المبلغ الإجمالي الذي تم التعهد به إلى 100 مليون دولار. جزء من الجهد يشمل موارد أكبر للمجتمعات الريفية - من بين الأكثر تضررا - وكذلك نشر مجموعات النالوكسون المنقذة للحياة والمزيد من الموارد للمستشفيات.
المواد الأفيونية
كما أصدرت كندا أيضًا تشريعًا لزيادة عدد أماكن الحقن الآمن، وهى خطوة رحب بها الناشطون فى مجال الإدمان وسط انتقادات من السياسيين المحافظين.
في حين يعترف مؤلفو التقرير بتعقيد الأزمة، فإنهم يؤكدون على أهمية التغلب على العديد من الوصمات المرتبطة بالإدمان.
وكندا ليست الدولة الوحيدة التى تواجه هذا النوع من المشكلات، ففى عام 2017 حذرت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة فى المملكة المتحدة أن نوعين من المخدرات شديدا الخطورة - والذين تسببا فى العديد من الوفيات فى الولايات المتحدة فى الفترة الماضية - أصبحا ينتشران الآن فى الشوارع البريطانية، وهما فينتانيل وكارفينتانيل.
المواد الافيونية
وقالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن الشرطة تعتقد أن موجة الوفيات التى شهدتها شمال إنجلترا سببها هيروين ممتزج بمخدر الفينتانيل، وهو أفيون أقوى بمعدل 100 مرة من الهيروين الذى يباع فى الشارع، وبمخدر الكارفينتانيل، وهو كذلك أقوى 100 مرة ويستخدمه البيطريون لتهدئة الأفيال.
وتخشى الوكالة أن كلا المخدرين، الذين يعرفان فى الشوارع الأمريكية بـ"القاتل المتسلسل" أو "السفاح" و"أسقط ميتا"، باتا منتشران فى أماكن متفرقة من البلاد وليس فقط فى يوركشاير، وهامبرسايد وكليفلاند، الأماكن التى شهدت وفيات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة