أكرم القصاص - علا الشافعي

أستاذ علوم سياسية من منتدى شباب العالم: 3 أحداث كبرى أسهمت فى تشكيل النظام العالمى الجديد "انتخاب ترامب فى أمريكا وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وثورة 30 يونيو بمصر".. ويؤكد: القاهرة خلقت توازنًا غير مسبوق

الأحد، 15 ديسمبر 2019 08:00 ص
أستاذ علوم سياسية من منتدى شباب العالم: 3 أحداث كبرى أسهمت فى تشكيل النظام العالمى الجديد "انتخاب ترامب فى أمريكا وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وثورة 30 يونيو بمصر".. ويؤكد: القاهرة خلقت توازنًا غير مسبوق جانب من الحوار
حوار: سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من بين الوجوه المصرية الشابة التى يستضيفها منتدى شباب العالم فى نسخته الثالثة يبرز اسم الدكتور عادل ماهر العدوى رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط بالجامعة الأمريكية فى القاهرة، إذ يطل كمتحدث رئيسى فى جلسة بعنوان "الأمن والسلم الدولي" إثر الصراعات الدولية على مستقبل الشرق الأوسط.

العدوى الذى يبلغ من العمر 31 عامًا حصل على درجة الدكتوراة فى شئون الشرق الأوسط العام الماضى من كلية كنجز العسكرية ببريطانيا بعد أن حصد درجة الماجستير من الجامعة الأمريكية بواشنطن كما عمل باحثا فى أكاديمية حلف الناتو ومعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى

فى هذا الحوار الذى أجرى على هامش مشاركته بمنتدى شباب العالم، يرسم العدوى خريطة جديدة للسياسات الدولية إذ يرى أن الصراع الأمريكى الصينى سيعيد تشكيل النظام العالمى الجديد وإلى نص الحوار

1- قلت أن الصراع الأمريكى الصينى سيعيد تشكيل العالم فى المرحلة القادمة فلماذا؟

الصراع الأساسى الذى سيعيد تشكيل اللحظة القادمة فى العالم هو الصراع الأمريكى الصينى وليس الأمريكى الروسى الذى رسم ملامح الخريطة العالمية فى القرن الماضى هناك تيار فى أكاديميات العلوم السياسية العالمية يرى أن الشرق الأوسط سيصبح حلبة للصراع الصينى الأمريكى مستقبلًا فالصين بدأت فى تدشين مبادرة طريق الحرير التى ستمر بشكل أساسى عبر الشرق الأوسط لتربط بين الاقتصاد الصينى وآسيا وأمريكا وأوروبا وذلك من خلال دول أساسية هى إيران ومصر مرورا بقناة السويس، وفى المقابل أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية الشهر الماضى عن مبادرة مماثلة تجابه بها مبادرة التنين الصينى تسمى " شبكة النقطة الزرقاء" “Blue dot network إذ تشترك الولايات المتحدة مع اليابان واستراليا فى تلك المبادرة العالمية وذلك بعد 7 سنوات كاملة من إطلاق الصين لمبادرة طريق الحرير، بينما تعول الصين كثيرا على مصر وإيران كدولتين أساسيتين فى هذه المبادرة.

 

2- ألا ترى أن الوجود العسكرى الأمريكى فى الشرق الأوسط وتحالفات واشنطن مع الخليج كافية لإحباط الطموحات الصينية؟

المصالح الاقتصادية الصينية فى الشرق الأوسط أقوى بكثير من فكرة وجود قواعد عسكرية أمريكية فى الخليج العربي، الصين دخلت على الخط بقوة تستثمر بأرقام ضخمة فى إيران وإفريقيا وفى مصر وهى مصالح ستزيد مع الوقت مع الأخذ فى الاعتبار ارتباطها بمبادرة طريق الحرير مما قد يدفع بكين لحماية هذه المصالح بشتى السبل الممكنة كذلك فإن إيران شريك أساسى فى مبادرة طريق الحرير وهى أكثر دولة فى المنطقة تعتمد فكرة "حروب الوكالة" وأظن أن المستقبل الذى سيشهد بالفعل زيادة فى المصالح الاقتصادية الصينية سوف يؤدى بالتبعية لاستخدام إيران كدرع عسكرى واقى لها بطريقة حروب الوكالة، ومن ثم فإن هذا الصراع سوف يعيد تشكيل الشرق الأوسط مستقبلًا.

3- كيف ترى موقع مصر فى الصراع الأمريكى الصينى مستقبلًا؟

مصر دولة أساسية فى مبادرة طريق الحرير إذ تعتبر قناة السويس عنصرا فاعلا فيه ومن ثم فإن الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطًا كبيرة على مصر حتى تضمن بقائها فى التحالف الأمريكى خوفا من انضمامها للمعسكر الصيني، وبالتالى أرى أن مستقبل صراعات الشرق الأوسط سوف يتشكل كنتيجة للتنافس الصينى الأمريكي. يعيب الولايات المتحدة الأمريكية اتباعها سياسة التدخل فى الشئون الداخلية للدول من بينها مصر بينما تتبنى الصين سياسات اقتصادية لا تتدخل بموجبها فى الشئون الداخلية للدول الحليفة مما يطرح تساؤلات عن الصين: هل ستتدخل مستقبلا فى الشئون الداخلية للدول الأخرى أم ستبقى على الحياد

4- لكن هناك آراء أكاديمية ترى أن التدخلات الغربية فى شئون الشرق الأوسط ضمانة لاستقراره؟

لا اتفق مع ذلك، لدينا ثلاثة أمثلة صارخة حول التدخلات الغربية فى الشئون الداخلية لدول الشرق الأوسط وجميعها منيت بالفشل التام أولها التدخل العسكرى فى ليبيا من خلال حلف الناتو وما زالت ليبيا فى معضلة سياسية وأمنية، والثانى هو التدخل فى شئون سوريا عبر أجهزة المخابرات العالمية وثالثا النموذج اليمنى وهو التدخل الغربى الدبلوماسى من خلال نقل السلطة برعاية دولية وفشل أيضا، بينما يظل النموذج المصرى هو الوحيد الذى استطاع أن يثبت نجاحه ويمر بمرحلة الانتقال السياسى بعد ثورة 30 يونيو وذلك بالاستجابة للمعطيات الداخلية دون النظر لما تفرضه التدخلات الغربية والابتزازات الدولية، نجاح النموذج المصرى اعتمد على الجيش الذى حمى مصر من هذه التدخلات.

 

5- بناء على ذلك.. كيف ترصد تغير العلاقة بين مصر والولايات المتحدة بالنظر لإدارتى أوباما ثم ترامب؟

هناك فروق جوهرية بين سياسات ترامب وأوباما فى الشرق الأوسط، إدارة أوباما كانت ترى أن المصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط تتركز فى يد دولتين هما إيران وتركيا دون النظر للسعودية ومصر وهما لاعبان أساسيان فى المنطقة، بينما ترى إدارة ترامب أن مستقبل الشرق الأوسط فى يد دولتين هما المملكة العربية السعودية ومصر ومن ثم أثر ذلك على علاقات ترامب بتركيا وإيران. لا يمكن خلق استقرار فى الشرق الأوسط دون وجود عنصر عربى على الساحة وهو أمر لم تعيه إدارة أوباما جيدا ولا يمكن رسم خريطة الشرق الأوسط دون التواجد المصري، مصر دولة أساسية فى الشرق الأوسط عسكريا وديموجرافيا فتضم نصف عدد سكان المنطقة، وهى معطيات لها وزنها فى العلوم السياسية، لكن سياسات أوباما أهملت كل ذلك واعتمدت على دعم الإخوان ورأت فى جماعات الإسلام السياسى مستقبل المنطقة وقد شكلت تلك المرحلة تعاون غير مسبوق مع الإخوان، بينما ترامب يواجه حرب داخلية فى أمريكا من المؤسسات التى لا تؤيد علاقة ترامب بالسيسي.

6- هل ترى أن فترة أوباما أثرت على العلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة ومصر؟

كانت علاقة أمريكا بمصر استراتيجية ولكن فى السنوات العشر الأخيرة تغيرت السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط لاسيما بعد الربيع العربي، ولا أظن أن هذه العلاقة إستراتيجية فى الوقت الراهن بل أعتقد أن السياسات المصرية الحالية التى تسعى لخلق توازن بين الدول الكبرى فى العالم أمريكا والصين وروسيا هى أفضل خيار متاح لمستقبل العلاقات الخارجية المصرية.

 

7- على ذكر التوازنات الدولية.. كيف تقيم الوجود المصرى الراهن فى إفريقيا؟

بعد محاولة اغتياله فى أديس أبابا فى التسعينات ابتعد الرئيس حسنى مبارك عن إفريقيا وبعدها تم تحجيم العلاقات المصرية الإفريقية رغم التاريخ المصرى الكبير فى القارة إذ ساعدت مصر الكثير من الدول الإفريقية على نيل حريتها، ثم جاءت ثورة 30 يونيو لتضع تحديا جديدا فى تلك العلاقة بعد إسقاط عضوية مصر فى الاتحاد الأفريقى ولكن أحد نجاحات الرئيس السيسى فى آخر خمس سنوات هو عودة مصر للاتحاد الأفريقى وتواجدها فى القارة بشكل غير مسبوق اجتماعيا وسياسيا ورياضيا وتقدم مصر تدريبات ودورات ومنح كبيرة للقادة الأفارقة الشباب عبر مؤسساتها السياسية والتعليمية، والرئيس السيسى قام بجولة ناجحة فى إفريقيا أبريل الماضى، وهى كلها نجاحات ستصب فى صالح مصر اقتصادى وثقافيا وسياسيا رغم محاولات تركيا تحجيم هذا الدور.

8- على ذكر تركيا.. كيف تنظر لدورها فى تلك المعادلة خاصة بعد تحركاتها الأخيرة فى ليبيا؟

مصر لديها مصالح هامة جدا فى منطقة حوض البحر المتوسط ومن بعد 30 يونيو أصبحت سياسات تركيا عدائية تجاه مصر وتحاول محاربة مصر فى أكثر من ملف من بينها التحركات الأخيرة فى ليبيا ومحاولات تحجيم دورنا فى إفريقيا وهى جزء من الحرب الباردة بين مصر وتركيا بالإضافة إلى شرائها لجزيرة سواكن فى السودان، كذلك فإن التدريبات البحرية الأخيرة التى شاركت فيها البحرية المصرية بالبحر المتوسط رسالة لتركيا ومع ذلك فإن تركيا تعلم جيدا إمكانات الجيش المصرى ولا أظن أن المجتمع الدولى يقبل بما فعلته تركيا فى ليبيا، أما فى إفريقيا فإن أكبر سفارة فى الصومال هى السفارة التركية، لكن السياسات الخارجية التركية فى الفترة الأخيرة أصبحت تميل للعداء أكثر من التحالفات وموقفها معقد للغاية فى الغرب بشكل عام، ولكن هناك تساؤلات عن دعمها لجماعات إرهابية فى ليبيا هل تمت هذه التحالفات بعيدا عن حلف الناتو الذى يضم تركيا فى عضويته أم إنها تحركات بتنسيق خفي

 

9- انتخب البريطانيون منذ أيام جونسون كرئيس لوزراء المملكة المتحدة. كيف يسهم ذلك فى تشكيل النظام العالمى الجديد؟

هناك ثلاثة أحداث أساسية تسهم فى تشكيل النظام العالمى الجديد، أولها انتخاب ترامب فى الولايات المتحدة، وقرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروربى "بريكسيت" وقد عزز الإنجليز خيارهم بالفعل بعد انتخاب جونسون بما لا يدع مجالا للشك أن بريطانيا سوف تخرج رسميا من الاتحاد، أما العامل الثالث فى هذه المعادلة هو ثورة 30 يونيو التى تعيد تشكيل المنطقة العربية، بالنظر إلى كل حدث بشكل منفصل فإن ترامب مندفع تماما تجاه الحرب الباردة مع الصين، أما خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى فسوف يكون له أثر بالغ على أوروبا، بينما يتغير الشرق الأوسط بعد 30 يونيو، وهذه الأحداث الثلاثة الكبرى سوف تعيد تشكيل مستقبل العالم.

 
WhatsApp Image 2019-12-14 at 2.59.29 PM
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة