شهدت الساعات القليلة الماضية فى لبنان، اتصالات عديدة ومكثفة بين كبار السياسيين والقيادات الدينية، لمنع اندلاع فتنة مذهبية بين أبناء الطائفتين السُنّية والشيعية، الأمر الذى قد يهدد السلم الأهلى اللبنانى، والعمل على تطويق ذيول الاضطرابات العنيفة التى شهدتها البلاد على مدى الأيام الأربعة الماضية وأخذ بعضها طابع المواجهات المذهبية والطائفية.
وأجرى مفتى الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، اتصالات مع رئيس مجلس النواب نبيه برى، ورئيس المجلس الإسلامى الشيعى الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن.
وشدد كبار رجال السياسة والدين الإسلامى من المذاهب المتعددة، على وحدة الصف الإسلامى من ضمن الوحدة الوطنية اللبنانية، وضرورة التنبه من الوقوع فى "فخ الفتن المتنقلة".
وأشاروا، إلى أهمية جمع الكلمة والوعى الكامل والحذر مما يتم التخطيط له بهدف تمزيق وحدة المسلمين واللبنانيين، والعمل على حماية لبنان انطلاقا من اتفاق الطائف "وثيقة الوفاق الوطنى اللبنانى التى أنهت الحرب الأهلية" والذى يمثل دستور لبنان.
كما قال برى، خلال اجتماعه اليوم مع عدد من أعضاء المجلس النيابى، "إننا قد نُعطى الأوامر بأن ننتحر، ولا نُعطى أوامر بالفتنة"، محذرا من خطورة المشاهد المخيفة والشعارات المذهبية والمناطقية التى شهدها لبنان خلال الساعات والأيام القليلة الماضية، ومؤكدا أن من يطلقها هم مندسون ومتلاعبون بمصير الناس والبلاد.
ودعا رئيس مجلس النواب، كافة الأجهزة الأمنية والقضائية إلى ملاحقة مثيرى الفتن ومؤججيها، مضيفا "من موقع انتمائنا إلى المدرسة التى ترتكز على أن السُنّة والشيعة هما مذهبان لدين واحد، نؤكد أن لا غطاء سياسى أو تنظيمى على كل من يسيء إلى الوحدة والسلم الأهلي".
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريرى، ورئيس المجلس النيابى نبيه برى، قد أصدرا بالأمس، بيانا مشتركا تناولا فيه مسار تشكيل الحكومة الجديدة، وشددا خلاله على وجوب تحلى اللبنانيين جميعا بالوعى واليقظة، وعدم الانجرار نحو الفتنة، ومواجهتها عبر الحفاظ على السلم الأهلى والوحدة الوطنية ونبذ التحريض.
ويشهد لبنان، منذ نحو 4 أيام توترات واشتباكات اتسمت بالعنف وأخذ بعضها منحى طائفيا ومذهبيا مسلحا، على خلفية تداول مقاطع مصورة سجلها أشخاص ونشروها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتحمل تهجما وعبارات تنطوى على تطاول وإهانة مذهبية متبادلة.
ووقعت فجر اليوم، اضطرابات فى العاصمة بيروت وكذلك فى مدينة طرابلس (شمالا) تمثلت فى قيام مجموعات من الأشخاص بقطع الطرق باستخدام الإطارات المشتعلة وصناديق النفايات وترديد الهتافات وحاول البعض انتزاع مجموعة من اللافتات التى تحمل صورا كبيرة لزعماء سياسيين والاعتداء على منزل مفتى طرابلس والشمال (للطائفة السُنّية) الشيخ مالك الشعار، فى ما سُمع دوى إطلاق الرصاص بصورة متقطعة بعض شوارع بيروت، وشوهد أشخاص مسلحون يتنقلون فى عدد من الطرقات، على نحو استدعى تدخل الجيش لضبط الأوضاع وإنهاء مظاهر الاضطراب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة