25 عامًا من عمرها قضتها أنجيلا كيلى المساعدة الشخصية للملكة إليزابيث الثانية، داخل قصر باكنجهام فى خدمة العائلة الملكية البريطانية، بينها ما يزيد عن 12 عامًا متصلة كانت خلالها المساعدة الأولى ومصممة أزياء الملكة إليزابيث، بعدما عينتها صاحبة الجلالة عضوًا فى الأمر الملكى الفيكتورى خلال العام 2016.
أنجيلا كيلى، البالغة من العمر 61 عامًا، حصلت على الضوء الأخضر لأول مرة إذنًا غير مسبوق لكتابة كتاب عن الملكة فى عام اليوبيل الماسى، حيث نشرت كتابها باسم "الوجه الآخر من العملة.. الملكة وصانعة الثياب والخزانة" أو " The Other Side of the Coin: The Queen, the Dresser and the Wardrobe"، وتم نشره خلال نوفمبر الماضى، لترصد فيه أسرار 25 عامًا من العمل داخل القصر الملكى البريطانى.
أنجيلا كيلى المساعدة الشخصية للملكة إليزابيث الثانية
وفى تقرير نقلته "سكاى نيوز" عن صحيفة "تليجراف" البريطانية، كشفت تفاصيل جديدة من أسرار الملكة ليقول التقرير، "يقولون حتى إنها تقوم بتدليك قدمى الملكة أثناء مشاهدتهما للتلفاز سويًا.. لقد بلغت أنجيلا كيلى بالفعل ما يراود أحلام الكثيرين، حيث أصبحت تلك الفتاة التى نشأت وترعرعت فى ليفربول، حاليًا، كاتمة أسرار الملكة إليزابيث الثانية".
قالت رئيسة قسم تصميم الأزياء والمساعدة الشخصية للملكة - التى تتولى المنصب منذ عام 2006 – لـ"تليجراف"، "نحن امرأتان متطابقتان تمامًا.. نتحدث عن الأزياء، الماكياج والمجوهرات"، مضيفة "أحيانا نتناقش حول أمور مثل مدى تناسب هذه الحلية مع هذا الثوب".
وتضيف الصحيفة "ما يقرب من ثلاثة عقود وعالمين مختلفين اجتماعيًا تفصل بين هاتين المرأتين المتحمستين للأزياء.. كان والد كيلى يعمل سائق ونش رافعة فى أرصفة ميناء ليفربول، وكانت والدتها ممرضة"، وتابعت "عندما تلقت أنجيلا كيلى، وهى أم مطلقة، الدعوة لإجراء مقابلة عمل فى القصر الملكى، باعت غسالة ملابسها حتى تتمكن من شراء الثياب الملائمة لهذه المناسبة، ومع ذلك، فقد أصبحوا مثل الأصدقاء، بشكل معتدل، وتقول كيلى "بالطبع، أنا أعرف مكانى.. لن أتحدث مع الملكة حول شؤون الدولة"، وتتابع "أتيت من أصول متواضعة وأعتقد أننى حافظت على تواضعى".
الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا
من ناحية أخرى، تعتبر حقيقة موافقة الملكة على نشر الكتاب مؤشرًا حقيقيًا على مدى ثقتها فى مساعدتها، مع مراعاة أن العاملين بالقصر الملكى يتعين عليهم التوقيع على بند ينص على الالتزام بالمحافظة على سرية أمور البلاط الملكى.
يذكر أن جليسة أطفال الملكة إليزابيث الثانية كانت قد نشرت "أمورًا غير لائقة" فى كتابها "الأميرات الصغيرات" فى خمسينيات القرن الماضى، مما عرضها للمساءلة وجاءت العواقب فى غير صالحها، لكن هذه المرة منحت الملكة شخصيًا مباركتها إلى أنجيلا لكى تشارك العالم طبيعة ارتباطها التى لم يسبق لها مثيل بربة التاج البريطانى - وفقًا لما صرحت به دار هاربر كولينز للنشر - ويبدو أنه أمر ليس مستغربًا، فقد أثبتت كيلى مدى حرصها على كتمان الأسرار وولائها للملكة خلال أول لقاء بينهما فى مقر إقامة السفير البريطانى فى برلين عام 1992، كما أن مظاهر احترامها وتقديرها للتاج البريطانى واضحة تمامًا من أول الكتاب إلى آخره.
أنجيلا كيلى تجلس مع الملكة إليزابيث الثانية
لكن مصادر من القصر - لم تفصح عن هويتها وخبراء، بما فيهم الكاتب روبرت جوبسون - يصورون كيلى أيضًا على أنها موظفة تنفيذية طموحة و"وصية" على الملكة، تحرص على أن تدافع بشدة عن نفسها إزاء غيرة الخدم الآخرين.
وفيما يبدو أن زملاءها يطلقون عليها لقب الرشاش "AK47"، فى إشارة إلى بنادق الكلاشينكوف الروسية، وفى مقابلتها مع "تليجراف" - التى حصلت للقيام بها أيضًا على موافقة من الملكة -تضحك منسقة ومصممة الأزياء الملكية على مثل هذه الشائعات، وتقول "لم يعد لدى مجال فى ظهرى لمزيد من السكاكين".
ويوجد تفاهم كبير بينها وبين الملكة كما يتضح من التفاصيل الصغيرة التى ترويها فى الكتاب حول الحيل الصغيرة الطريفة التى تدبرها لها بشكل معتاد، حيث هناك توازن حقيقى قائم على حبل واه، لأنه يجب احترام التسلسل الهرمى دائمًا، أخذًا فى الاعتبار أن كيلى تعد واحدة من الأشخاص القلائل الذين يُسمح لهم برؤية إليزابيث الثانية كل يوم تقريبًا على انفراد والاحتكاك بها بشكل مباشر بحكم وظيفتها.
الملكة إليزابيث في إحدى المناسبات في قصر وندسور
ويقول التقرير "يوجد مخطط دقيق وخفى وراء كل هذه الأزياء الملونة التى يتم اختيارها بعناية للعديد من الالتزامات العامة التى تقوم بها الملكة وفقًا لجدول أعمالها، بالإضافة إلى ذلك، يجب مراعاة جميع مشكلات البروتوكول، ومن ثم تجدر الإشارة إلى أن كيلى تدير خزانة الملابس الملكية بمساعدة فريق مكون من سبعة أشخاص".
يعد سباق الفروسية الملكى "رويال أسكوت" أحد أهم الأحداث الرئيسية، حيث تعقد رهانات قوية على لون الحلة والقبعة التى سترتديها الملكة اليزابيث الثانية، وتحتفظ كيلى عادة بالأزياء فى شقتها الفخمة فى وندسور وتترك دلائل كاذبة حتى لا يتم تسريب أية معلومات عن الموديل أو الهيئة التى ستظهر بها الملكة، لكن على الرغم من أنه يبدو أن لقب "المساعد الشخصى والمستشارة ومنسقة ثياب ومجوهرات صاحبة الجلالة الملكة (المجوهرات الأوسمة الخاصة بكل مناسبة والأزياء)"، تم ابتكاره خصيصًا لكيلى، فإن مهام وظيفتها تشمل أيضًا عادات البلاط القديمة والعريقة للغاية.
تصف كيلى فى كتابها مدى التفانى وروح الخدمة التى تتحلى بها وتقول "أحرص على تليين أحذية صاحبة الجلالة الملكة الجديدة، لكى تكون مريحة حين ترتديها وتكون دائمًا جاهزة للاستعمال"، وتضيف منسقة الأزياء الملكية، "صاحبة الجلالة لديها وقت ضئيل للغاية لنفسها، وليس لديها أى وقت على الإطلاق لتليين حذائها، ولما كنا نرتدى نفس المقاس، كان من الطبيعى أن أقوم أنا بتلك المهمة".
غلاف كتاب أنجيلا كيلى عن أسرار حياة الملكة إليزابيث الثانية
ويشار هنا إلى أن كيلى استغرقت تسعة أشهر لتصنع فحسب، نسخة طبق الأصل من العباءة الفيكتورية الرقيقة التى تعود إلى عام 1841، والتى استخدمت فى تعميد الملكة اليزابيث الثانية، والأمير تشارلز والأمير ويليام، وكان يجب أن يكون الرداء مصفرًا ليبدو قديمًا، وتقول كيلى: "للتأكد من أنه يبدو أصليًا، قمنا بصبغه بشاى من مقاطعة يوركشاير (الأقوى، كما نعلم جميعًا).. منذ ذلك الحين، تم تعميد جميع أبناء الأمير ويليام والدوقة كاتارينا، وكذلك مؤخرًا نجل الأمير إنريكى والدوقة ميجان، بذلك الرداء".
أما ذروة تجلى أهمية دور أنجيلا كيلى، فتبرز فى حفل افتتاح البرلمان البريطانى الذى تترأسه الملكة بنفسها، حيث تقوم بمساعدتها فى وضع العباءة الملكية على كتفيها وتقوم برفع التاج الإمبراطورى من فوق الوسادة التى يوضع عليها لتضعه فوق رأس الملكة"، وعن هذه اللحظة تؤكد كيلى "إن روعة هذه اللحظة تتركنى دائمًا مبهورة الأنفاس"، وتضيف "أراقب بإعجاب بينما أنتظرها للتأكد من اطمئنانها إلى التاج.. ثم تستدير جلالتها وتبتسم فى وجهى ويسمح لى ذلك أن أعرف أنها مستعدة للمغادرة".
ووفقًا لجريدة "ذا صن"، تقوم أنجيلا كيلى فى الوقت الراهن بكتابة كتاب جديد حول كلاب الملكة إليزابيث الثانية، ويتم هذا بالتأكيد بعد الحصول على موافقة الملكة أيضًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة