- الواحة تضم آثار إسلامية وفرعونية ورومانية
- أهالى الواحة يتمسكون بالتقاليد التراثية وزوارها يعشقون الحياة الفطرية والطراز المعمارى البيئى
واحة سيوة.. لوحة فنية طبيعية من أشجار النخيل والزيتون والبحيرات وعيون المياه الطبيعية، تتوسط صحراء منبسطة التضاريس، تخطف عقول وقلوب زوارها بمجرد رؤيتها من بعيد وهم على مشارف الواحة، عقب قطع مئات الكيلومترات فى صحراء لا زرع فيها ولا ماء، قبل أن تفاجئهم الواحة بسحرها من الداخل، ببكارتها وتعدد تفاصيلها المدهشة وطيبة أهلها وتمسكهم بتراثهم والحفاظ على الطراز المعمارى القديم والآثار المتنوعة التى تمثل مختلف العصور، إلى جانب طقسها القارى الدافئ خلال فصل الشتاء.
وتتبع واحة سيوة محافظة مطروح إدارياً، وتقع جنوب غربى مدينة مرسى مطروح بنحو 320 كيلو مترا، وتعد من أجمل وأشهر المقاصد الشتوية العالمية، ويتردد عليها آلاف السياح من مختلف الدول، إلى جانب الكثير من مشاهير العالم، للاستمتاع بمقوماتها الطبيعية والسياحية والأثرية المتعددة والفريدة، وممارسة سياحة السفارى والتزلج على الرمال، فى بحر الرمال العظيم، والتخييم والرحلات الخلوية.
وتتميز معظم فنادق ومنتجعات واحة سيوة، بالطابع البيئى التراثى من حيث الشكل والمكونات الداخلية، وتتردد أعداد كبيرة من السياح خلال موسم السياحة الشتوية بسبوة، لتميزها بطقس دافئ، وهناك عدد من السياح، يقيمون فيها بشكل دائم أو شبه دائم، لعشقهم وتعلقهم بالطبيعة البكر للواحة، وبعدها عن صخب المدنية والحداثة.
وتعد واحة سيوة محمية طبيعية، ويتم الحفاظ على وحدة الطراز المعمارى وجميع المبانى مكونة من طابق أو طابقين، وكذلك الفنادق والمنتجعات مقامة على الطراز المعمارى السيوى القديم، من حيث توحيد مظهرها وألوان واجهاتها، وتتفاوت أسعار الإقامة لتناسب جميع المستويات.
ويقبل السياح على واحة سيوة، بحثا عن الراحة والهدوء والاستمتاع بجوها الساحر وعيون مياهها الساخنة والكبريتية، المتدفقة من باطن الأرض، أو بحثا عن العلاج والاستشفاء، حيث تضم الواحة أكثر من 200 عين مياه طبيعية متنوعة الخصائص، إلى جانب البحيرات المالحة.
وتغطى أشجار النخيل والزيتون أراضى الواحة الواقعة فى قلب الصحراء، وتتدفق عيون المياه الساخنة من باطن الأرض التى يعود تاريخها الى العصور الرومانية القديمة، إلى جانب البحيرات الطبيعية، كما تضم العديد من الآثار الإسلامية مثل قلعة أو حصن شالي، إضافة إلى الآثار الرومانية والفرعونية مثل معبد الوحى أو التكهنات وقاعة تتويج الإسكندر الأكبر وجبل الموتى ومعبد آمون.
ويحرص كثير من المسئولين ومشاهير العالم على زيارة واحة سيوة، من بينهم الأمير تشارلز أمير ويلز وزوجته كاميلا دوقة كورنوال، حيث زارا واحة سيوة وأقاما فى فندق على الطراز البيئى وخالٍ من الوسائل الحديثة، وهو فندق ادرار املال، فى شهر مارس 2006.
وزار سيوة، العام الماضي، المغنى الأمريكى الشهير أشر ريموند، الذى نشر صور زيارته على صفحاته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتابعه 42 مليون على فيسبوك و13 مليون على تويتر و 8 ملايين على انستجرام.
كما أقامت فى نفس الفندق، المطربة العالمية كاتى بيرى، خلال زيارتها لواحة سيوة، فى شهر أكتوبر الماضى، ويزور الواحة كثير من الفنانين المصريين والعرب والأجانب، للاستمتاع بالطبيعة الفريدة أو لتصوير أعمال فنية.
ويقول عبد العزيز زكريا أحد أبناء سيوة والمهتمين بالنشاط السياحي، إن سياح وزوار سيوة، يحرصون على الاستمتاع بالسباحة فى البحيرات المالحة والعيون العذبة وعيون المياه الكبريتية وعيون المياه الساخنة، للاستفادة من خصائصها العلاجية، إلى جانب السياحة الترفيهية، ومشاهدة منظر غروب الشمس على البحيرات المنتشرة حول الواحة.
وأشار عبد العزيز إلى أن عيون المياه الطبيعية ذات المياه الجارية والمتجددة من باطن الأرض، تحتوى على عناصر صحية مثل الكبريت، ومن أشهر عيون المياه بسيوة، عين الشمس أو عين جوبا ويطلق عليها أيضًا عين كليوباترا، وتبعد حوالى كيلومتر عن معبد آمون بقرية أغورمى، وعين أبو شروف، وتقع على بعد 25 كم من وسط الواحة وبها نسبة كبريت تساهم فى علاج الأمراض.
وأضاف عبد العزيز، أن عين بيريزى بمياهها كبريتية من أشهر عيون المياه، وتعد مقصداً للعلاج من الأمراض الجلدية، وتعد عين فطناس، من أشهر عيون سيوة، ويحرص السياح على زيارتها للاستحمام بها، ومشاهدة الغروب من جزيرة فطناس وسط أشجار النخيل والزيتون وبحيرات الملح.
وقال محمد عمران جيرى عضو مجلس إدارة جمعية أبناء سيوة للخدمات السياحية والحفاظ على البيئة، إن واحة سيوة تعتبر درة واحات الدنيا، لما فيها من مقومات سياحية وثقافية وبيئية، تجعلها مقصداً للسياح من كافة أقطار العالم، طلبا للاستجمام والهدوء والاستمتاع بأجوائها الخلابة خلال فصل الشتاء، وللسياحة العلاجية خلال فصل الصيف.
وأشار "جيرى" إلى أن واحة سيوة هى إحدى أهم المشاتى المصرية والعالمية، لطبيعتها المناخية، إضافة إلى سياحة السفارى والسياحة الثقافية والترفيهية.
واحة سيوة (18)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة