يحاول النظام التركى شرعنة إرسال قوات عسكرية تركية إلى الأراضى الليبية، وذلك بذريعة تفعيل الاتفاق الأمنى والعسكرى الموقع بين أردوغان مع رئيس حكومة الوفاق الوطنى فائز السراج نهاية نوفمبر الماضى.
واستمرارا لسياسة استفزاز الشارع الليبى ومؤسساته العسكرية والأمنية، طالبت أنقرة الجيش الوطنى الليبى بوقف هجماته على العاصمة طرابلس، لافتة إلى إمكانية استصدار مذكرة من البرلمان التركى لإرسال قوات عسكرية تركية لدعم حكومة الوفاق الليبية إذا اقتضت الحاجة.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين، فى مؤتمر صحفي الثلاثاء: "على حفتر وقف هجماته، وإلا سيتصاعد الوضع فى مناطق مختلفة في ليبيا.. سنواصل دعمنا لحكومة الوفاق الوطنى الليبية".
وأشار المتحدث باسم الرئاسة التركية إلى أن بلاده قد تحتاج لإصدار مذكرة من البرلمان لإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا وفقا للحاجة.
وتحاول أنقرة كسر العزلة الإقليمية المفروضة على نظام أردوغان عبر التدخل بشكل سافر فى الشئون الداخلية لعدد من الدول وخاصة فى ليبيا وسوريا، وهو ما يقابله الشعب الليبى والسورى برفض كبير للاستعمار التركى لتلك الأراضى العربية.
بدوره أكد مجلس النواب الليبى أن ليبيا لن تكون إلا مقبرة للمستعمرين كما كانت عبر التاريخ.
وأشار البرلمان الليبى خلال بيان تهنئة لجموع الشعب الليبى بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لاستقلال البلاد التى توافق 24 ديسمبر من كل عام، إلى أن استقلال ليبيا تحقق بإيمان الشعب الراسخ بوحدة بلاده واستقلالها وسيادتها حتى تحقق لهم فكان لهم ما أرادوا.
وأوضح مجلس النواب الليبى، أن هذه الذكرى الخالدة العطرة في تاريخ نيل ليبيا وشعبها لاستقلالها الذى ما كان ليتحقق إلا بعزيمة أبناء الشعب الليبى وإيمانهم الراسخ بوحدة ليبيا واستقلالها وسيادتها، مضيفا: "فكان لهم ما أرادوا بعد مسيرة من العمل والجهد والكفاح والنضال في مثل هذا اليوم."
ولفت البرلمان الليبى إلى أن هذه الذكرى الخالدة تمر اليوم في الوقت الذي تواجه فيه الدولة الليبية تحديات جسام من أطماع خارجية عدة في ثروات ليبيا وخيرات شعبها من الحالمين بعودة المستعمر والعملاء ومَن باعوا ليبيا.
وأكد أن "أحفاد المجاهدين الأوائل من أبناء الشعب الليبي الذين سطروا ملاحم العزة والشرف في مواجهة الإرهابيين والمتطرفين قادرون على التصدى لأي مشروع استعمارى والحفاظ على سيادة ليبيا وكرامتها وسلامة أراضيها."
يذكر أن الدكتور عارف علي النايض، رئيس مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة، يرافقه المستشار السياسي بالمجمع محمد بوصفيطة، قد بحث مع ميخائيل بوجدانوف، ممثل الرئيس الروسى الخاص لشؤون الشرق الأوسط وافريقيا، ونائب وزير الخارجية الروسي، المستجدّات في الساحة اللّيبيّة، والاتفاقيات الباطلة التى عقدها السرّاج مع الأتراك، وخطورة التدخل التركى العسكرى، وسبل توحيد الجهود لدرئه.
وتم التطرق خلال اللقاء لضرورة الوقوف مع الشعب الليبي بكامل نسيجه الاجتماعي، دون عنصرية أو تفرقة، وكذلك دعم البرلمان الليبي صاحب الشرعية المنتخبة في ليبيا وحكومته المؤقتة وجيشه الوطني.
كما أكد النايض على خُطورة ما يجري من اتفاقات غير مشروعة تُنفق عليها ثروات الشعب الليبي وتهديد هذا لوحدة ليبيا وسيادتها ومجتمعها، خاصة مع التصريحات المشبوهة الصادرة أخيرًا لتأجيج الفتنة العرقية بين الليبيين، وأهميّة التحرك العاجل من خلال جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي، والاتحاد الأوروبى، ومجلس الأمن لتأكيد انتهاء صلاحية المجلس الرئاسى للسراج وحكومته والمناصب السيادية المختلفة وسحب الاعتراف الدولى بها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة