تمر اليوم ذكرى محاولة اغتيال القنصل الأول لفرنسا، نابليون بونابرت، فى 24 ديسمبر 1800، وهى مؤامرة عرفت باسم شارع سان نيكيز.
تعود محاولة الاغتيال إلى 17 ديسمبر 1800، عندما خطط عدد 7 من المتآمرين على اغتيال نابليون بونابرت فى باريس، فقام عدد منهم (كويوانوس كربون، ليمولان وسان ريجانت) بشراء عربة وحصان من تاجر حبوب، بحجة أن أحدهم بائع متجول وكان قد اشترى كمية من السكر البنى الذى كان يحتاج إلى أن ينقله إلى لافال فى بريتانى للمقايضة بالقماش، وأعرب عن رغبته فى شراء العربة والفرس القديم لهذا الغرض، ثم تم شراء برميل نبيذ خشبى كبير وربطه إلى عربة مع عشر حلقات حديدية قوية، وذلك لملء البرميل بالبارود، وتفجيرها بالقرب من نابليون.
وأطلقوا على ما فعلوه "الآلة الجهنمية" وهى آلة تم استخدامها لأول مرة فى حادثة وقعت خلال القرن السادس عشر، وهى الثورة ضد الحكم الإسبانى فى فلاندرز، وبالتحديد فى 1585، وكان مهندسا إيطاليا فى خدمة الإسبان هو من صنع عبوة ناسفة من برميل محزم بأطواق من الحديد، ممتلئ بالبارود والمواد القابلة للاشتعال والرصاص، وجعله ينطلق من قاذف مثل المقلاع من مسافة بخيط، وقد أطلق المهندس الإيطالى على نلك الأداة "الآلة الجهنمية "، حسب ما جاء بموقع الأقباط متحدون.
وبدأ المتآمرون على نابليون فى البحث عن مكان لوضع الآلة الجهنمية، وتم اختيار موقع فى شارع سانت نيكبز، شمال قصر التويلرى.
وفى ليلة 24 سبتمبر 1800،وضع مدبر العملية الذى يدعى "كربون" الآلة الجهنمية، وبينما كان نابليون عائدا فى طريقه نائما من التعب، متوجها إلى دار الأوبرا لمشاهدة أداء دينى لجوزيف هايدن التى تعزف فى فرنسا للمرة الأولى، وكان العربة يقودها رجل فى حالة سكر يدعى سيزار، اخترقت شارع سان نيكيز ودخلت شارع فوبورج سانت أونوريه، واستقرت فى دو كاروسيل، وهنا فطن سان ريجانت وأشعل الفتيل وهرب، وانفجرت الآلة الجهنمية مما أسفر عن قتل وجرح العديد من المارة الأبرياء الأخرين، يعتقد أن عدد القتلى 9 أفراد والمصابين 26 بجروح
اهتز نابليون بونابرت بشدة، لكنه نجح فى الفرار من الانفجار ولم يصب بأى إصابات على الإطلاق، بينما ذهب نابليون إلى دار الأوبرا واستقبل بحفاوة بالغة.