أثار فيلم عن السيد المسيح، أطلقته شبكة "نتفليكس" مطلع ديسمبر الجارى، موجة غضب واسعة من الشبكة، الأمر الذى كبدها خسائر فادحة وأفقدها آلاف المشتركين فى خدمتها.
وهاجم العديد من البرازيليين فيلم The First Temptation of Christ، الذى يظهر فيه المسيح "عليه السلام"، كمثلى الجنس، ومريم العذراء تتعاطى مواد مخدرة،وفقا لصحيفة "الباييس" الإسبانية.
والقصة أصبحت أكثر جدلا ،لأن نتفليكس تعمدت عرض فيلم The First temptation of Christ قبل أيام من أعياد الميلاد التى تنطلق في جميع أنحاء العالم.
والفيلم به مغالطات على كل الأصعدة التاريخية والدينية والإنسانية، فهو يصور المسيح مثلى الجنس ومريم تدخن الماريجوانا، ويقوم على محاكاة ساخرة فى عيد الميلاد البرازيلى والذى تم انتقاده من قبل القساوسة والسياسيين.
وتعرض مقر قناة "بورتا دوس فوندوس" البرازيلية على يوتيوب، فى ريو دى جانيرو ، لهجوم بقنابل المولوتوف بعد عرض فيلم المسئ للسيد المسيح ، حسبما قالت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن حراس الأمن تمكنوا من السيطرة على "الحريق" دون إى اصابات، على الرغم من تعرض الكثير من الابرياء فى الشوارع إلى الخطر، وقال المسئولون فى مقر بورتا دور فوندوس فى عشية عيد الميلاد على تويتر "لقد ألقوا مولوتوف على مبنى القناة".
وقامت قناة بورتا دوس فوندوس، التى أسست منذ عام 2012 ، وهى قناة كوميدية، أنشأها خمسة اصدقاء،بتسليم مقاطع الفيديو التى سجلتها الكاميرات الأمنية إلى السلطات البرازيلية حتى يتم تحديد المسئولين ومعاقبتهم.
وقال المسئولون عن القناة البرازيلية فى بيان: "سنستمر للأمام أكثر توحدا وأقوى وأكثر إلهاما وثقة فى أن البلاد ستنجو من هذه العاصفة من الكراهية وأن هذا الحب سيسود جنبا إلى جنب مع حرية التعبير."
ومنذ إصدار الفيلم المسئ للسيد المسيح على شبكة البث نتفليكس أطلق النشطاء حملات متعددة عبر الإنترنت تدعو السلطات البرازيلية إلى حظره واتهام منشئيه جنائيًا بـ"تشويه الإيمان".
ووقع نحو مليونى شخص حول العالم عريضة تطالب الشبكة بوقف عرض الفيلم الذى تبلغ مدته 46 دقيقة، ودعوا إلى سحبه من العروض التى توفرها وعدم المساس بالمقدسات الدينية.
وتسببت لقطات الفيلم الصريحة والمثيرة للجدل، فى فوضى فى البرازيل ، البلد الذى يضم أكثر من 120 مليون كاثوليكى،ولذلك قدم القطاع الإنجيلى فى الدولة الواقعة فى امريكا الجنوبية، دعوى للكونجرس البرازيلى ضد الفيلم المسئ للمسيح،واتصلت لجنة تابعة لمجلس النواب بممثل لشركة نتفليكس الأمريكية لتوضيح ما اعتبرته الكتلة التبشيرية والعديد من البرازيليين هذا الفيلم "تجديفًا مبتذلاً وغير محترم".
ووفقا للمادة 208 من القانون الجنائى فقد اعتبر الكونجرس البرازيلى الفيلم "تشويه للعبادة الدينية"، وقال نائب جوليو سيزار ، من الحزب الجمهورى إن " هذا الفيلم عدوان على القيم المسيحية".
يدور الفيلم حول المسيح، الذي يجلب ضيفًا مفاجئًا "أورلاندو" لمقابلة العائلة، وذلك فى خلال فترة عيد الميلاد، لتكتشف مع مسار الأحداث أن المسيح على علاقة حميمية مع أورلاندو، كما جسدوا "الله" فى شخص حى، مما أدى إلى ظهور استياء من متابعى شبكة نيتفليكس.
ومن بين النقاد البارزين للفيلم، إدواردو بولسونارو، الابن الأصغر للرئيس البرازيلى جايير بولسونارو، وهو شخصية يمينية متطرفة، وقد كتب مؤخرًا على تويتر: "نحن نؤيد حرية التعبير، لكن هل يستحق الفيلم مهاجمة إيمان 86٪ من السكان؟"، ووصف الفيلم بأنه "قمامة" مضيفًا أنه "يرفض الوعظ بكلمة الله".
افلام أخرى عن السيد المسيح
لم يكن الفيلم البرازيلى هو الفيلم الوحيد الذى أثار جدلا قويا فى تناوله لحياة المسيح، فقد ألهمت شخصية السيد المسيح الكثير من المبدعين الذين قاموا بإنتاج الكثير من الأفلام التى تناولت حياته مثل فيلم "حياة وآلام يسوع المسيح" عام 1905، وهو فيلم صامت ويعتبر قطعة بصرية فريدة من الفن، وفيلم "من المهد إلى الصليب" عام 1912 وفيلم "ملك الملوك" عام 1927 الذى أعيد إنتاجه عام 1961 وفيلم "الرداء" عام 1953 ،وفيلم "يسوع الناصرى" عام 1977 وفيلم "يسوع مونتريال" عام 1989 وفيلم "صانع المعجزات" عام 2000 وفيلم "آلام المسيح" عام 2004 وفيلم "قصة المهد" عام 2006
أكثر الافلام المثيرة للجدل عن المسيح
ولكن أكثر الأفلام إثارة للجدل على الإطلاق التى تناولت حياة المسيح فيلم "الإغواء الأخير للمسيح" الذى أنتج عام 1988 وذلك لأنه تحدث عن علاقة عيسى ومريم ، وفيلم "المسيح سوبر ستار" الموسيقى الغنائى، وقد تم حظر عرضه فى روسيا بعد حملة من قبل الأساقفة الأرثوذكس، لأنه إهانة للمسيحيين المؤمنين، وكان هذا الفيلم من أكثر الأفلام التى قوبلت باحتجاجات كبيرة فى العالم المسيحى، والفيلم من إنتاج برودواى عام 1971 وباع سبعة ملايين نسخة، ووزع فى 41 دولة، وفيلم "زومبى مسيح" عام 2007 للمخرج ستيف ميللر ، والذى تناول المسيح عندما يعود إلى الحياة مرة أخرى يكون كالموتى الأحياء الذين يطلق عليهم اسم "زومبى" ويبدأ فى إيذاء الناس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة