بعد انفراد "اليوم السابع" عن بدء أعمال تجهيز ورفع 4 تماثيل للكباش من قلب الفناء الأول بمعابد الكرنك في محافظة الأقصر لنقلها إلى العاصمة، أعلنت قيادات وزارة الآثار أن الكباش التي يتم نقلها حالياً ليست تابعة لطريق الكباش الذي يصل معبد الأقصر بالكرنك، وليست أيضاً ضمن كباش واجهة معبد الكرنك، ولكنها من كباش الفناء الأول، وذلك تأكيداً لإنفراد "اليوم السابع"، حيث تم البدء في أعمال تجهيز مجموعة من الكباش في الفناء الأول بالكرنك بوالذي يقع خلف الصرح الأول للمعبد، وذلك تمهيداً لنقلها إلي العاصمة وتم العمل علي فحص وتجهيز الكباش المقرر نقلها مساء يوم الخميس وإستمرت تلك الأعمال حتي أمس الجمعة، وذلك لنقلها خلال الأيام المقبلة.
وفي هذا الصدد يواصل حالياً القيادات والعمال بمعابد الكرنك، العمل في تمثالين جديدين بعد الإنتهاء من رفع تمثالين تماماً بواسطة أوناش ضخمة لتخزينها وترميمها بصورة تحفظها خلال عملية النقل، حيث كشف مصادر بآثار الأقصر، أنه يتم العمل حالياً من رجال معابد الكرنك تحت إشراف الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، الذي زار الأقصر أمس الجمعة، لمتابعة الخدمات التأمينية داخل المعابد وكذلك متابعة عمل إزالة ورفع 4 تماثيل من الفناء الأول، وهو الذي بناء الملك شيشنق الثاني وهو ملك فرعوني من ملوك الأسرة المصرية الثانية والعشرون والذي حكم مصر في الفترة 887–885 ق.م، والذي بعد فترة حكمع أضاف لهذا الفناء مجموعة من الملوك تراثهم وحضارتهم المميزة وقتها ومنهم "طهرقه – نختنبو – ملوك الأسرة 25".
وأضاف المصادر في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه تم إختيار 4 كباش مميزة للغاية لنقلها من معبد الكرنك إلى القاهرة لتزيين "ميدان التحرير" حول المسلة التى تم نقلها من منطقة صان الحجر الاثرية بمحافظة الشرقية، حيث أن هذه الكباش تمثل جسد أسد ورأس كبش وهو الرمز المقدس للمعبود الشهير "أمون رع"، وتم نقل 2 منها فعلياً من قلب الفناء لداخل المعبد، ويجري اليوم السبت، نقل ورفع تمثالين جديدين لنقلهم لنفس الموقع تمهيداً لإتخاذ إجراءات جديدة للحفظ قبل النقل للعاصمة.
وأوضح المصادر بآثار الأقصر، أن التمثال الواحد من التماثيل الأربعة المقرر نقلها من الكرنك للقاهرة، يزن حوالي 5 طن ونصف، ويحتاج لخطوات مهمة قبل النقل وهي الترميم والتثبيت والحفظ الجيد قبل بدء عملية النقل، وأكدت المصادر علي أن الموعد الرسمي الذي صدر بالنقل يوم الخميس المقبل، ولكن التماثيل الأربعة تحتاج لفترة أكثر من ذلك للنقل للقاهرة لا تقل عن أسبوعين، وهوا ما يتم العمل عليه حالياً بالتجهيز القوي والتأمين والحماية للكباش لنقلها بآمان شديد للقاهرة.
ومن جانبه أكد الدكتور مصطفى الصغير مدير عام آثار الكرنك، أن تماثيل أبو الهول ذات رأس الكبش التى سيتم نقلها من معبد الكرنك الى القاهرة لتزيين ميدان التحرير حول المسلة التى تم نقلها من منطقة صان الحجر الاثرية بمحافظة الشرقية، وأنها ليست من التماثيل الموجودة على جانبى طريق الكباش المعروف الذى يربط بين معبدى الاقصر والكرنك، ولا التماثيل الموجودة أمام واجهة معبد الكرنك و لكن تم اختيارها من بين تماثيل موجودة خلف واجهة المعبد "الصرح الأول" على جانبى الفناء، خلف مبانى الطوب اللبن التى تركها المصرى القديم أثناء أعمال بناء الصرح الأول.
وجاء ذلك تنفيذاً لتوجيهات الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء عقب جولته الأخيرة بميدان التحرير لبحث خطط تطويره خلال الفترة المقبلة، حيث يتكون الكرنك من عشرة صروح مع بعضها تشكل المعبد كوحدة واحدة، بناها فراعنة وملوك تعاقبوا علي حكم مصر لمئات السنين، وتمشل الصروح العشرة، وسيتم نقل التماثيل الخاصة بالكباش من الصرح الأول وهو المدخل الرئيسي للمعبد والأخير زمنياً وهو أحد المداخل الثمانية للمعبد والذي بُني باتجاه الغرب، ويعتقد الأثريين أن هذا السور قد بناه الملك نختنبو من ملوك الأسرة الثلاثين والأخيرة في التاريخ المصري القديم.
وأضافت المصادر بمعابد الكرنك، أن الكباش التي ستنقل تخرج من البيلون الأول أو الفناء الأول مكتلمة ومميزة للغاية، حيث أن المتواجده في هذا الفناء جميعها بحالة جيدة تماماً وجميعها لايوجد بها أية خدوش أو تحطيم كغالبية الكباش الآخري في الطريق الشهير من معابد الكرنك ومعبد الأقصر وهو "طريق الكباش"، ويجري حالياً إختيار بعض منها لنقلها للقاهرة خلال الساعات المقبلة.
ويعتبر معبد الكرنك من أضخم معابد مصر والعالم أجمع بمساحة تفوق الـ247 فدان، ويدخل السائحون للكرنك من الصرح الأول الذي يعتبر المدخل الرئيسى للمعبد، والذي يعتقد البعض أن هذ السور يرجع الى عصر الملك نختنبو من ملوك الأسرة الثلاثين وربما شيد فى الفترة مابين الأسرة السادسه والعشرين والأسرة الثلاثين، وقبل مدخل الصرح الأول يوجد طريق صغير للكباش عبارة عن طريق بين صفين من التماثيل يتكون كل منهما من رأس كبش وجسم اسد وطوله 52 مترا وعرضه 13,1 مترا ويبتعد عن الصرح الأول بمسافة 20 متر، وكان يطلق عليه باللغه المصرية القديمه "تا ميت رهنت" أى "طريق الكباش"، حيث كان المصرى القديم يعتقد أن الكباش تحمى المعبد ومداخلة، وقد شكلت تماثيله على هيئة الكباش لأن الكبش أٌعتبر مظهر من مظاهر الأله امـــون رع وهى موضوعة على قاعده مرتفعه تحت رأس كل كبش تمثال ملكى، على إعتبار أن الإله آمون فى صورة كبش يحمى الملك، وبعد طريق الكباش الاول بالكرنك يصل السياح للصرح الأول الذي يبلغ طوله113 متر وارتفاعه 40 متر وسمكه 15 مترا وهو يرجع الى عهد الملك نختنبو الأول من ملوك الأسرة الثلاثين ولم يتم بناءه بالكامل حتى الآن، وبعد الصرح الأول يصل السائح للفناء الأول الذي الذى يرجع للأسره الثانية والعشرين طوله 80 متر وعرضه 100 متر، وقد أقيم على جانبى الفناء صف واحد من الأساطين البردية الضخمة ذات التيجان المبرعمة وترجع إلى عهد الملك شاشنق الأول، وعلي الجانب الأيمن من الفناء توجد مجموعه من الكباش التى أقامها شيشنق الثاني، ويرجح أن تلك التماثيل للكباش قد نقلت قديمهاً من مكانها، عندما أقيم الفناء الجديد فى الأسرة الثانية والعشرين، وهي الكباش التي يتم نقل 4 منها للقاهرة، وقد أطلق المصريون على هذا الفناء أكثر من إسم نعرف منها "وبا" بمعنى الفناء الامامى، "وسخت خفت حر" بمعنى الصالة الامامية، ثم "وسخت حبـيت" بمعنى صالة الاحتفالات.