قال الأمين العام للحلف شمال الأطلسى ينس ستولتنبرج، إنه يعمل على حل النزاع مع تركيا حول خطط الحلفاء للدفاع عن دول البلطيق فى الوقت الذى بدأت فيه احتفالات قمة الناتو بالذكرى الـ70 اليوم، وفقا لما نشره موقع يورونيوز.
بينما فاجئ ترامب حلفائه الأوروبيين فى مؤتمر صحفى مشترك مع ستولتنبرج قائلا إن الاتحاد الأوروبى يتعامل بشكل غبر عادل مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالمسائل التجارية محذرا من أن يصبح الوضع أكثر صعوبة فى حال لم يعيد التحالف النظر فى سياسته التجارية مع أمريكا.
كما انتقد ترامب نظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون لقوله الشهر الماضى، أن الحلف قد مات اكلينيكيا وقال "إنه بيان مهين للغاية" مشيرا إلى أن الأوضاع الاقتصادية فى فرنسا ليست فى أفضل حالاتها حيث تعانى من ارتفاع معدلات البطالة بالإضافة لفرض ضرائب جديدة.
وأضاف ترامب خلال المؤتمر الصحفى، أنه لا يرى احدا بحاجة إلى الناتو أكثر من باريس.
وبحسب التقرير فمن المتوقع أن يوقع قادة الناتو على مجموعة من القرارات التى اتخذها بالفعل وزراء خارجية ودفاع التحالف ويشمل ذلك تقرير جديد حول الطريقة التى ينبغى أن يتعامل بها التحالف مع الصين وموقفها الدولى المتزايد.
تجاهل ترامب الإشارات الأخيرة من ألمانيا بأنها مستعدة لبذل المزيد من الجهد لمطابقة هدف الناتو المتمثل فى إنفاق 2% من الناتج القومى على الدفاع، واتهم ترامب الدول الأخرى التى تنفق أقل من ذلك الهدف بأنها "الجانحين"، كما انتقد حلفائه الأوروبيين فيما اعتبره حربًا حرة على أمريكا.
وكان مسئولين الناتو يأملون أن تؤدى سلسلة من إعلانات الإنفاق التى أصدرها الأمين العام ينس ستولتنبرج الأسبوع الماضى إلى تهدئة المخاوف الأمريكية.
وقال حلف شمال الأطلسى على موقعه على الانترنت "هذا هو العام الخامس على التوالى من الاستثمارات الدفاعية المتزايدة حيث سينفق الحلفاء الاوروبيون وكندا 130 مليار دولار اضافية بنهاية عام 2020 مع ارتفاع هذا الرقم إلى 400 مليار دولار بنهاية عام 2024."
وعلى الجانب الفرنسى أثار إيمانويل ماكرون موجة من الانتقادات عبر أوروبا الشهر الماضى بعد أن أشار إلى أن التحالف ميت اكلينيكيا فيما يتعلق بالمناخ الجيوسياسي.
وفى السياق نفسه رفضت كل من ألمانيا والولايات المتحدة وحتى الناتو نفسه انتقادات ماكرون ووصفتها أنجيلا ميركل بأنها قاسية.
واوصت ألمانيا بإنشاء لجنة خبراء للنظر فى كيفية تكييف الناتو لمعالجة المسائل السياسية بشكل أكثر فعالية بعد أن اقترح البعض أن سحب القوات الامريكية من سوريا هو ما دفع ماكرون للأدلاء بهذه التصريحات,
قام الرئيس التركى بالرد بهجوم شخصى على ماكرون قائلا "أولًا وقبل كل شيء، تأكد من موت دماغك. هذه التصريحات مناسبة فقط لأشخاص مثلك ممن هم فى حالة موت دماغية"، وأصر على أن يقول نفس الشيء مرة أخرى فى الناتو، واستدعى المسؤولون الفرنسيون المبعوث التركى فى باريس للشكوى.
ومن المقرر أن يجتمع ماكرون وأردوغان وجهًا لوجه فى اجتماع رباعى مع ميركل ورئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون.
قضية أخرى محل خلاف بين أعضاء الناتو وهى كيفية التعامل مع روسيا، حيث دعا ماكرون للحوار مع موسكو، مما أثار مخاوف من دول أوروبا الشرقية.
ورفض رئيس المجلس الأوروبى السابق دونالد تاسك الفكرة، واصفا روسيا بأنها "عدوانية" وعازمة على تقويض أوروبا.
اتخذ الأمين العام لحلف الناتو شتولتنبرج موقفا قويا ضد روسيا، حيث صرح أنه من خلال وجود قوات الناتو فى بولندا ودول البلطيق يرسل إلى روسيا إشارة قوية إذا كان هناك هجوما على بولندا أو دول البلطيق، فإن الحلف كله سوف يرد.
ووفقا لتقرير اليورونيوز حثت الولايات المتحدة تركيا على تقديم دعمها لخطة دفاع الناتو لدول البلطيق وبولندا، وقد رفضت تركيا حتى الآن قائلة إن على الناتو منح أنقرة مزيدًا من الدعم السياسى فى قتالها ضد الميليشيات الكردية فى سوريا.
وتأتى القمة أيضًا فى الوقت الذى تمر فيه بريطانيا بانتخابات عامة غير مسبوقة مع تصدر جونسون لاستطلاعات الرأى، يسعى رئيس الوزراء إلى تجنب أية تكاليف يتسبب فيها ترامب قد تؤثر على انتخابات 12 ديسمبر.
وعلى الجانب الأخر فى واشنطن يواجه ترامب محاولة يقودها الديمقراطيون الذين يسيطرون على مجلس النواب الأمريكى لعزله من منصبه بسبب ضغوطه على أوكرانيا للتحقيق مع منافسه الديمقراطى جو بايدن.
وردا على سؤال حول التحقيقات الكونجرس قال ترامب، إن أمر العزل هو مجرد خدعة، مضيفا أنه تم تحقيق ذلك من أجل تحقيق مكاسب سياسية بحتة.