قال كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، أن تجديد الخطاب الدينى من أخطر القضايا التى تواجهنا منذ قديم الأزل، وهناك العديد من القضايا التى تندرج تحت التجديد، وأن التجديد لا بد أن يشمل الأسس دون المساس بجوهر الإسلام، خاصة بعدما وصلت المناقشات لحد الاستخفاف بالعقول، ولعل هناك بعض القضايا التى طُرحت على الساحة مؤخرا كان الهدف منها الاستخفاف بالعقول، ولهذا لابد من التصدى لمثل هذه المحاولات التى تهدف لعرقلة مسيرة التجديد والتطوير فى فهم صحيح الدين دون المساس بالنصوص.
وأوضح جبر، خلال كلمته اليوم بالمؤتمر الثانى للشأن العام والأمن القومى المنعقد الآن بمقر مؤسسة الأهرام، أن مسألة تكريم المرأة وإعلاء شأنها من الموضوعات التى نوقشت مؤخرا فى المجتمع، وفى الحقيقة الإسلام كرم المرأة بما لها من دور فى المجتمع، وهناك بعض الأفكار التى يجب التصدى بها والقضاء عليها من خلال تفسير صحيح للنصوص منها أنه من يقتل أبرياء تنتظره الحور العين وسيتناول الطعام مع النبيين والصديقين والشهداء، تلك المعتقدات الخاطئة التى تُروج لها بعض الجماعات لابد من تصحيحها وكشفها للمجتمع من خلال النصوص القرآنية، وهذا هو المقصود بتجديد الخطاب الدينى عدم المساس بالثوابت ولكن التطرق المعانى والتفسير وتوضيح المفاهيم الصحيحة، وهناك العديد من القضايا منها على سبيل المثال رفع سن الزواج، على سبيل المثال.
وأوضح عبد المحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة الأهرام، أن وزارة الأوقاف تقوم بدور مهم فيما يتمثل بتجديد الخطاب الدينى، يتمثل فى الحديث عن بناء دولة مصرية حديثة، من خلال تحديث الفكر فى كافة المجالات، فيما يتعلق بالشأن العام، وتجديد الخطاب، ولن تكون هناك حضارة حقيقة الا بثورة حقيقية للمدن، وأن أى حضارة من الممكن أن يكون هناك شكوك فى استمراريتها أن لم يكن هناك تطور فكرى، وأن الوزارة اختار الطريق الصعب، من خلال عقد سلسلة كبيرة من النقاشات فى هذا الصدد، من أجل التعاون المشترك وامتداد للحوار.
ومن جانبه قال علاء ثابت رئيس تحرير الاهرام، أن تحديد الخطاب الدينى أصبح ملفا مهم ضرورى لأنه يمثل أمن قومى، ولا معنى التحديد الاقتراب من الدين، أو المساس بأصول الدين، كما يروج البعض ولكن مهمة تجديد الخطاب، لما يحتويه النص من قرارات لا تتوافق مع صحيح الدين ولا تتوافق مع العصر، المهمة ليست حصرا على الأزهر ولكن الجميع عليه دور فى ذلك.
وأوضح ثابت، أن المؤسسات الدينية الرسمية تبذل جهودا للتعامل مع الخطاب السائد، وستخرج لنا منتج مختلف ولكنها فى حاجة لدعم مجتمعى ولابد أن يتم التعامل معه على أنه مشروع قومى تتضافر فيه كافة الجهود لمؤسسات الدولة، ودعم تلك الجهود لخلق جسر من التواصل بين الجهود والرى العام المصرى لقطع الطريق على المشككين.
هذا ويُعقد مؤتمر الشأن العام والأمن القومى الثانى بمؤسسة الأهرام، بدعوة من الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والكاتب الصحفى عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، ويدير الندوة كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة ويحضرها كوكبة من الوزراء والمثقفين والإعلاميين.
وكانت الهيئة الوطنية للصحافة نظمت عدة جلسات بمؤسسات الأهرام وأخبار اليوم والجمهورية ودار الهلال خلال الفترة الماضية، حيث استضافت الجلسات التحضيرية لمؤتمر الشأن العام، بحضور ثلاثة وزراء: "الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، اللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربى، الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي".
وتناولت الجلسات عدة محاور أساسية، أهمها تحديد مفهوم قضايا الأمن القومى وعلاقته بالشأن العام، وتحديد السمات الرئيسية لمن يتولون الحديث فى هذه القضايا الوطنية والسياج القانونى والدستورى، لتنقية المجالات دون المساس بالحريات العامة، فى إطار سلسلة من الندوات المتتالية التى تم عقدها ببعض المؤسسات الصحفية القومية، لمناقشة قضايا الشأن العام، وتصدر فى نهاية الندوة التوصيات النهائية.
وكان مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ورقة عمل تحت عنوان: "الخطاب الدينى وعلاقته بالأمن القومى والشأن العام"، تم عرضها خلال الجلسة، والتى تعالج مسألة الخطاب الدينى، وليس النص الدينى فى ذاته، وتحديدًا الخطاب الذى يقدم تفسيرات متشددة أو مغالية لنصوص دينية، أو يُطِّوعها لخدمة أهداف سياسية واجتماعية، أو يوجه المتلقى نحو نصوص فقهية دون غيرها، وقد يجتزاها ويخرجها أحيانًا من سياقها، وأثر الخطاب فى التطرف الذى أصبح فى مقدمة الأخطار على الأمن القومى المصري.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة