إذا ما كان التعاقد مع الفرنسى كارتيرون لخلافة ميتشو فى قيادة الزمالك، خطوة موفقة وجاءت فى وقتها، ليس لأسباب فنية فحسب وإنما لأمور أخرى كثيرة داخل وخارج الملعب ارتبطت باسم المدرب الصربى، ولكن مع ذلك يبقى الأهم فى تحديد مصير ومستقبل الفريق الأبيض هو موقف اللاعبين.. هم وحدهم القادرون على إعادة الصورة الحلوة لأبناء ميت عقبة ونقل البسمة لجماهيرهم العريضة الوفية.
أينعم المدرب فى أى فريق يلعب دورًا مهمًا ومحوريًا فى توظيف اللاعبين بالشكل الأمثل والاستفادة من إمكانياتهم لتحقيق الانتصارات، وبتواجد كارتيرون فى الزمالك تنتظر الجماهير البيضاء طفرة فى مستوى الفريق وإعادة الانضباط التكتيكى بين اللاعبين.
وجاءت مباراة الشرقية فى الكأس التى أدراها كارتيرون عن بُعد بمساعدة ثنائى الجهاز المعاون سامى الشيشينى وأمير عبد العزيز، كبداية معنوية وعملية جيدة للمدرب الفرنسى الذى صرح عقب المباراة بأنه وضع يده على بعض الأمور التى سيكون لها أولوية وأهمية بالنسبة له فى تعديلها بصفوف الفريق، وهو ما تتمنى الجماهير البيضاء أن يحدث سريعًا.
الزمالك يضم فى الوقت الحالى مجموعة من اللاعبين المهرة أصحاب القادرات الخاصة فى كل المراكز بلا استثناء، ومع ذلك تعرض لهزة كبيرة فى النتائج المحلية والأفريقية، كان للاعبين فيها نصيب كبير من العلة فى ظل حالة التراخى التى انتابتهم وصاحبها غياب النخوة فى مباراتى إنبى ومازيمبى على التوالى، وبنفس اللاعبين يواصل الفريق مشواره من جديد مع مدرب جديد.. فماذا ينتظر الجماهير معهم؟
لاعبو الزمالك، فى مشهد جديد لتحسين الأوضاع وتجاوز الانتكاسة التى يمر بها الفريق، وبالتالى يقع على عاتقهم المسئولية أكبر من مدربهم الجديد.
إذن ما هو المطلوب من لاعبى الزمالك؟ نظريًا أمام الأسماء والكم الكبير من النجوم الذى يضمه الفريق.. الأمور تبدو بسيطة وسهلة ولكنها عمليًا تتطلب أن يكون هناك عقيدة بمبادئ واستراتيجيات مترسخة فى عقولهم وترتبط بها أقدامهم، أولها نكران الذات عن طريق جماعية الأداء وتفضيل المصلحة العامة عن الخاصة بما يسمح بعودة الانتصارات والأداء الرجولى العالى، وعليهم إعادة تقييم أنفسهم بأنفسهم بإحداث تغيير جذرى فى أهدافهم مع الفريق يشعر بنتائجها القاصى والدانى.
لماذا دائمًا ما نشعر بسقف الطموحات منخفضًا بين لاعبى الزمالك؟ مهما كانت قوة الأسماء التى يضمها الأبيض من لاعبين قادرين على ترجيح كفة أى فريق، وعلى الدوام مع أى مشكلة داخل أو خارج الملعب تهبط المعنويات وينفرط عقد الفريق لدرجة تصل إلى خذلان جماهيرهم مما يقدمونه من أداء، دون القدرة على الصمود والدفاع عن سمعتهم الكروية، وأن كان هذا لا يعفى الإدارة من تحمل المسئولية ويتطلب ضرورة توفير متطلبات اللاعبين ومستحقاتهم المالية وعدم الضغط النفسى عليهم حتى لا يخرج الجميع عن تركيزهم .. ولعل القادم خير للقلعة البيضاء!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة