"بداية ونهاية" طريق نجيب محفوظ للدراما التركية.. آرادها كوميدية فجاءت مأساوية

الأحد، 10 فبراير 2019 07:00 م
"بداية ونهاية" طريق نجيب محفوظ للدراما التركية.. آرادها كوميدية فجاءت مأساوية رواية بداية ونهاية للأديب العالمى نجيب محفوظ
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا شك أن عبقرية نجيب محفوظ الأدبية، تتجلى بكل معانى الكلمة فى أن كتاباته لم يتوقف الاهتمام بها حتى الآن، ولم يغب الشغف والتحفز الشديد لما قدمه صاحب نوبل فى الآداب عام 1988م، حتى بعد الرحيل، ولعل واقعيته الروائية كان لها الفضل فى واقع السحر الذى يغلب على قراء الأديب الراحل، وربما مزجه الواقع بالأدب، واحد من سحريته الخاصة وعبقريته الخالدة.

ومن بين الروايات التى قدمها الراحل، من واقع حقيقى، تعايش معه فى حياته، ونقله بحرفية شديدة مع ملامسات أدبية بديعة، كانت روايته "بداية ونهاية" تلك المقطوعة الأدبية التى قدمها "محفوظ" عام 1949، عن قصة حقيقية لأسرة فقيرة تتكون من الأم وأبنائها الأربعة كانت تعيش على راتب تقاعد الأب المتوفى.

"بداية ونهاية" كانت الطريق الذى مهد لنجيب محفوظ، دخول عالم السينما، بعدما كانت أول رواية لصاحب "الثلاثية" فقد تحولت لفيلم سينمائى عام 1960، من إخراج المخرج صلاح أبو سيف، وربما تكون هى الممهد لدخول الرواية العربية إلى قلب الدراما التركية بعدما أعلنت شركة تركية، عزمها تقديم مسلسل تليفزيونى مأخوذ عن الرواية المحفوظية، مع معالجتها دراميا كى تتناسب مع المجتمع التركى.

والرواية التى جاءت فى طابع تراجيدى، تتبع فيها عميد الرواية العربية تعقيدات الحياة وتأثيرها على علاقات الأفراد وحياة الأسر الفقيرة فى المجتمع، فلم يكن نجيب محفوظ يرغب فى خروجها بذلك الشكل الدرامى المأساوى، لكن عندما بدأ كتابة السطور الأولى والتقت التفاعلات الاجتماعية مع الواقع المخيب، كانت تلك القطعة التراجيدية الأدبية.

فى كتاب "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" للناقد الكبير الراحل رجاء النقاش، يروى الأديب العالمى الراحل عن روايته وكيف خرجت بهذا الشكل وما الذى دعاه لكتابتها قائلاً: "بداية ونهاية كتبتها من وحى قصة حقيقية لأسرة مصرية كنت أعرفها جيدًا، وإن اختلفت النهايات، فبعد أن مات عائل هذه الأسرة عاش أفرادها فى ضيق، وبدأوا فى ممارسة أنواع من النصب والاحتيال على الناس حتى يستطيعوا تدبير أمور معيشتهم، ما أصابنى بالغيظ والحنق، وخطر لى أن أكتب رواية كوميدية عن هذه الأسرة، وبعد أن بدأت الكتابة وجدتها رواية مأساوية وليست كوميدية، وبالنسبة للنهاية الحقيقية لهذه الأسرة، فقد مات الأخ الأكبر فى مستشفى قصر العينى بسبب إدمان الكوكايين، أما الأخت نفيسة فظلت عانسًا لسنوات طويلة إلى أن تزوجها رجل طاعن فى السن وكان بحاجة لمن يخدمه، ولم يكن مصيرها كما صورته فى الرواية".

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة