"شيخ الحارة" هو المنصب الذى كان ينال صاحبه قديما، احتراما من جانب سكان الحارة التابعين له بالأحياء الشعبية، باعتباره مسئول الأمن الأول المكلف بحمايتهم، بالإضافة إلى أنه المختص بإنهاء مصالحهم، واعتباره ممثل قسم الشرطة بالحارة التى يقيم بها، ظهر فى العديد من الأفلام السينمائية القديمة صاحب هيبة، إلا أن دوره اختفى من الساحة تدريجيا، حتى اعتقد البعض أنه من الوظائف التى عفا عليها الزمن، واندثرت مع غيرها من الوظائف التى أصبحت من التراث، يتم تذكرها فى الروايات التى تتناول حياة وسيرة سكان الحارات القديمة.
و الحقيقة أن وظيفة شيخ الحارة ما زالت تُمارس حتى الآن، ويعين بها فرد شرطة، يساهم بشكل كبير فى جمع المعلومات عن المسجلين خطر والخارجين عن القانون، بالإضافة إلى الإلمام بكافة المعلومات عن المواطنين المقيمين بدائرة عمله.
و بالتقصى عن وظيفة شيخ الحارة، تبين أن بكل قسم شرطة مكتب خاص بشيخ الحارة، لديه العديد من الدفاتر التى تحتوى على معلومات وأرقام خاصة بالمربع السكنى المسئول عنه، بالإضافة إلى عناوين المسجلين خطر والهاربين من المراقبة، وأسماء الأحياء والشوارع التابعة له.
ويقدم شيخ الحارة خدماته لرجال المباحث فى حالات جمع التحريات عن المسجلين خطر، وفى قضايا الأحوال المدنية والشخصية، التى تتطلب معلومات عن الأزواج فى دعاوى النفقة والطلاق.
وبالرغم من اختلاف هيئة شيخ الحارة قديما وحديثا، وتطوره تاريخيا بداية من استحداثه كما ذُكر فى عصر المماليك حتى الان، إلا أن الوظيفة ما زالت تحتفظ بقوامها الأساسى من المساعدة فى حفظ الأمن، وتوفير المعلومات اللازمة للجهات الأمنية.
اللواء فاروق المقرحى مساعد وزير الداخلية الأسبق قال أن منصب شيخ الحارة لم يتم إلغاؤه منذ إقراره مع بداية إنشاء جهاز الشرطة حتى الآن، ويطلق عليهم " مندوب الشياخة " وهو الاسم الرسمى، حيث يتم اختيار فرد شرطة من قوة مباحث كل قسم شرطة، لتولى منصب شيخ الحارة، تتمثل مهمته فى جمع المعلومات عن المكان المخصص له، ومساعدة رجال المباحث فى مهمتهم خلال ضبط الخارجين عن القانون.
وأضاف المقرحى أن فرد الشرطة المعين فى منصب شيخ الحارة، يتدرج فى عمله حتى يحصل على درجة مساعد شرطة أو "صول"، ويعتمد عليه كل قسم شرطة فى الوصول لأماكن إقامة المسجلين خطر، والخارجين عن القانون، بالإضافة إلى مساعدة مندوبى التجنيد فى التوصل للشباب المطلوبين لأداء الخدمة العسكرية، والإخطار عن المتخلفين عن أداء الخدمة الإلزامية.
وقال مساعد وزير الداخلية الأسبق أن وحدة مباحث كل قسم شرطة تتكون من 3 أفرع، من مندوبى الشياخات، ويختلف عددهم حسب طبيعة كل قسم، والفرع الثانى أفراد الشرطة السريين "المخبرين"، ورجال تنفيذ الأحكام، ويساهم مندوبى الشياخات الذين يطلق عليهم مشياخ الحارات مع الفرعين الآخرين فى أداء عملهم، لما لديهم من معلومات مفصلة وكاملة عن كافة المقيمين بدائرتهم ومنطقة عملهم.
وأكد المقرحى على دور مشايخ الحارات فى حفظ الأمن، وحصر الغرباء المقيمين بالشقق المفروشة بالمنطقة التابعة له، بالتنسيق مع فرد الشرطة المسؤل عن متابعة الشقق المفروشة، بما يمثل خط دفاع هام ضد العناصر الإرهابية التى تلجأ للشقق المستأجرة المفروشة لاستخدامها أوكارا لوضع مخططاتهم الإرهابية، والانطلاق منها لتنفيذ عمليات تخريبية.
وقال اللواء رشيد بركة مساعد وزير الداخلية السابق، والخبير الامنى، أن شيخ الحارة يبرز دوره فى المناطق السكنية المنشأة حديثا، لكون تلك المناطق يتردد عليها أشخاص غرباء للإقامة بها، وتستغلها العناصر الإرهابية والإجرامية فى الاختباء بها بعيدا عن أعين رجال المباحث، حيث يأتى دور شيخ الحارة كحائط صد فى جمع المعلومات عن هؤلاء الأشخاص، وتقديمها لرئيس مباحث القسم التابع له.
وأضاف بركة أن لكل شيخ حارة مربع سكنى مسئول عنه، ملم بكل المقيمين به من أشخاص وشقق مفروشة، وغيرها من المنشئات، ويتم الاعتماد عليه فى التوصل لمحل إقامة المسجلين خطر، والهاربين من تنفيذ الأحكام، حيث يساهم بشكل كبير فى ضبط الهاربين من تنفيذ الأحكام بالوصول لمحل إقامتهم الأصلى، والتأكد أيضا من محل إقامة الأشخاص السابق اتهامهم فى قضايا، وصادر ضدهم أحكام بالمراقبة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة