مخاوف وارتباك يحكمان المشهد فى داخل إيران، على واقع مؤتمر وارسو الدولى المنعقد فى العاصمة البولندية والذى يهدف للترويج "للأمن والسلام في الشرق الأوسط"، فضلا عن مناقشة ملف سلوك إيران المزعزع للإستقرار فى المنطقة، وممارسة المزيد من الضغوط الدولية على طهران، هكذا قرأ صانع القرار الإيرانى المؤتمر وتجددت المخاوف إيرانية من مخرجاته فى ظل مساعى إيرانية للحفاظ على الاتفاق النووى الذى بات على المحك بعد انسحاب الولايات المتحدة منه.
بدى الإرتباك الإيرانى واضحا من الهجوم الشرس الذى يشنه إعلام طهران، حيث ينظر إليه فى إيرانوكأنه نواة لتأسيس لحلف مناهض لطهران برعاية أمريكية، وفى هذا السياق حاولت الصحف الإيرانية الزعم بفشل المؤتمر، مستندة فى ذلك على الحضور الأوروبى الباهت، ومقاطعة مسئولة الاتحاد الأوروبى فدريكا موجرينى، وعدم اكتراث كلا من الصين وروسيا به.
وكتب المحلل السياسى الإيرانى حسن هاني زاده فى افتتاحية صحيفة "آرمان" تحت عنوان "اجتماع سوتشى مصيرى و وارسو الفاشل"، أن قمة وارسو قمة فاشلة من قبل انعقادها، زاعما أن الولايات المتحدة الأمريكية على مدار الأشهر الثلاث الماضية استخدمت كل إمكاناتها ونفوذها السياسى لتشكيل جبهة مناهض لإيران تضم بلادن عربية. كما كتبت الصحيفة على صدر صفحتها "استقبال أوروبى بارد لوارسو".
وتحت عنوان "فشل فى وارسو" كتبت "افتاب يزد" أن المؤتمر بدأ دون مشاركة للبلدان المؤثرة، وكتبت صحيفة "حمايت" عنوان ضجيج واشنطن الفارغ حول وارسو. وزعم على اكبر ولايتى مستشار المرشد الأعلى بأن وارسو ستمنح شرعية للائتلاف الماهض لإيران.
ويأتى المؤتمر غداة هجوم انتحاري استهدف الحرس الثوري الإيراني واسفر عن سقوط 27 قتيلا في محافظة سيستان بلوشستان (جنوب شرق إيران). وتعليقا على الهجوم، صرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنه "ليس من قبيل الصدفة أن يضرب الإرهاب إيران في اليوم نفسه" لبدء مؤتمر وارسو الذي وصفه "بالسيرك".
وردا على هجوم وزير الخارجية الإيرانى، كتبت الخارجية البولندية تغريدة لمحمد جواد ظريف، قالت فيها "لا يوجد إرهابى فى وارسو، هناك حرية وتضامن".
روحانى يهاجم
من جانبه هاجم الرئيس روحانى الولايات المتحدة الأمريكية، قائلا "لولايات المتحدة تحمي المجموعات الإرهابية في سوريا والعراق" مضيفا "أكبر مشاكل المنطقة تتمثل في الإرهاب ولا حلول لها دون مشاركة جماعية وتنسيق مشترك.
وفى وارسو، أشعل اجماع البلدان المشاركة على فرض الضغوط على إيران الأجواء الباردة، ويهدف المؤتمر الترويج "للأمن والسلام في الشرق الأوسط فضلا عن مناقشة ملف سلوك إيران المزعزع للإستقرار فى المنطقة، ووفقا لهذه الرؤية، وفى أولى جلساته في القصر الملكي في الوسط التاريخي للعاصمة البولندية والتى ترأسها وزير الخارجية البولندي ياتسيك تشابوتوفيتش وافتتح المؤتمر بكلمته تبعها كلمة وزير الخارجية الأمريكة مايك بومبيو بدى المؤتمر وكأنه إجماع من البلدان المشاركة على ضرورة ممارسة الضغوط على إيران لضمان أمن الشرق الأوسط.
وقال كزبتوفيتش، خلال كلمة الافتتاح: "نحن على يقين بأن الشرق الأوسط يحتاج إلى اهتمام خاص، وبما أنه سيتم تشكيل مجموعات عمل في هذا المؤتمر، يمكن أن نطلق عليه عملية وارسو، لإنشاء منصة متعددة الأطراف للحوار حول الشرق الأوسط، ذات طابع دائم". وأبدى وزير الخارجية البولندي قلقه حيال برنامج إيران النووي.
بومبيو خلال كلمته فى مؤتمر وارسو
وقال وزير خارجية بولندا في مؤتمر وارسو للسلام والأمن في الشرق الأوسط، إن ايران تمارس سلوكاً سيئاً في المنطقة، وإنه يجب مراجعة الاتفاق المتعلق ببرنامجها النووي.
بدوره، دعا وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في كلمته المؤتمرين إلى حوار صريح حول كل الملفات.وقال: "إن إيران تشكل أخطر تهديد في الشرق الأوسط، والعالم لا يستطيع تحقيق السلام والأمن في الشرق الأوسط بدون مواجهة إيران، هذا غير ممكن".
وأعرب عن أمله بأن يتواصل الحوار والنقاش في وارسو لمواجهة الأزمات في الشرق الأوسط، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستواصل التزامها بحل قضايا الشرق الأوسط.
وأعلن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، أن المشاركين في مؤتمر وارسو اتفقوا على أن إيران تشكل "أكبر تهديد" في الشرق الأوسط. وقال بنس إن النظام الإيراني "أكبر ممول للإرهاب في العالم"، ويمثل أكبر تهديد للسلم والأمن في الشرق الأوسط.
ودعا نائب الرئيس الأمريكي "الحلفاء الأوروبيين إلى الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران"، قائلا إن النظام في طهران يواصل سعيه للحصول على أسلحة دمار "ولن نسمح له بذلك".
وأضاف بنس أن ميليشيات الحوثي في اليمن تنشر "الفوضى في المنطقة باستخدام الصواريخ الإيرانية"، مؤكدا أن النظام الإيراني يسلح الميليشيات في المنطقة ويقمع حرية شعبه.
وقال إن الولايات المتحدة "تسعى الولايات المتحدة لعهد جديد من التعاون بين كل بلداننا بشأن كيفية مواجهة هذه القضايا".
وأكد على الحاجة إلى خطوات عملية لحل المشكلات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، واعتبر أن ليس بإمكان أي دولة أن تقف على الحياد في معالجة التحديات في تلك المنطقة.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن إيران تشكل "أكبر تهديد على السلام والأمن في الشرق الأوسط."
ووصف نتانياهو الجلسة الافتتاحية للمؤتمر "بنقطة التحول التاريخية." وأضاف "أعتقد أننا شهدنا بالأمس نقطة تحول تاريخية حيث التقى رئيس وزراء إسرائيلي عددا من وزراء خارجية دول عربية كبرى وكان بيننا وحدة كاملة ووضوحا تاما في فهم أن التهديد الرئيسي للسلام والأمن في الشرق الأوسط هو إيران والنظام الإيراني. "
وقال: "هناك تضامن ووحدة لا أذكر أنهما حدثا طوال حياتي. أعتقد أن هذا تغير هائل وينبئ بوضع جيد للشرق الأوسط، لأننا نستطيع أن نتحد ضد تهديد مشترك، ونتعاون للعمل وتشكيل مستقبل مشترك. أعتقد أن هذه فرصة محورية."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة