أضرار زواج الأقارب ليست قاصرة على الإنسان فقط.. بيطريون: تزيد من معدلات الإعاقة بين الحيوانات وتصيب الكلاب بالتخلف.. والأرانب بالكُساح والشلل النصفى.. والكتاكيت بساق وعين واحدة

- إزالة رحم ومبايض القطط الكفيفة لعدم قدرتها على العناية بصغارها
 

- الكلاب والقطط الضالة أكثر عرضة لجراحات إزالة العين.. والمراهنات أبرز أسباب فقدانها أطرافها
 

- و"الرقبة" لعلاج مشاكل العمود الفقرى عند القطط
 

عالم مليء بالإثارة، فكلما اقتربت من عالم الحيوان، كلما وجدت به الكثير من القضايا والقصص التى تشبه إلى حد كبير عالم الإنسان، حتى حالات الإعاقة، فهناك الكثير من الحيوانات المُعاقة، والتى فى الأغلب تكون إعاقتها إما بسبب الإنسان نفسه، أو لعوامل وراثية مثلنا، أو المرض، ويلقى "اليوم السابع" فى هذا الموضوع، الضوء على أبرز أنواع الإعاقات المنتشرة بين الحيوانات، وأسبابها، وكيفية التعامل معها.

الدكتور مصطفى فايز، أستاذ الطب البيطرى، بجامعة قناة السويس، عضو مجلس النقابة العامة للبيطريين، أكد أن الإعاقة بين الحيوانات أحد أهم الملفات على المستوى العالمى، والتى لم تلق اهتمام من قبل المصريين حتى الآن، ولم تُمنح له أولوية بعد، موضحا أن صور الإعاقة فيما بينهم مُتعددة، أولها: بسبب الوراثة وزواج الأقارب، وتظهر بشكل كبير بين الكلاب والقطط، حيث يتم ولادة بعضهم مُصابا بالتخلف، ونقص واضح فى معدلات الذكاء، وفى الأرانب تظهر الإعاقة فى إصابة المواليد بـ"الكساح"، بجانب الكتاكيت، ونظرا لأنها ذات انتاج مكثف، يتم بسهولة التخلص من الكتكوت المولود بعين واحدة، أو ساق واحدة، أو دون ساقين، وهو تخلص يتم أوتوماتيكيا خلال الفرز.

وقال أستاذ الطب البيطرى، خلال تصريحات لـ"اليوم السابع"، إنه يتم علاج إعاقة الأرانب من خلال الحصول على عينات دم من عائلات مختلفة، لإدخال جينات وراثية جديدة لتلك العائلة المُصابة، ولا يتم تكرار حالات الزواج بين أفراد تلك العائلة، لتحسين السلالات، وفى بعض الأوقات تظهر سلبيات الوراثة وزواج الأقارب لدى بعض الكلاب عند بلوغها سن مُتقدم "سن العجز"، حيث تُصبح شرسة بشكل كبير، كما تظهر تلك الإعاقات أيضا فى زغاليل الحمام، مشيرا إلى أن الإعاقة البصرية عادة تأتى نتيجة المرض.

وأوضح الدكتور مصطفى فايز، أن هناك حالات إعاقة تحدث نتيجة حوادث اصطدام كلاب أو أن سيارة تدهس قدم حيوان، أى أن الإنسان سببا رئيسيا فى بعض أنواع الإعاقات بين الحيوانات، فمن الممكن أن يلقى أحد الأشخاص بالأرانب بعنف لصديقه، وبالتالى يصاب بكسر فى الظهر ويؤدى إلى شلل نصفى، والدواجن تُصاب بكدمات مثلا، نتيجة التعامل بقسوة معها خلال عمليات نقلها أو ذبحها حتى، هذا إلى جانب ما قد يظهر فى بعض حدائق الحيوان، فأحيانا يمكن ملاحظة وجود بغبغان بساق مكسورة، وخاصة خارج مصر حيث تحظى تلك الحالات باهتمام كبير، وسرعان ما يتم تركيب أطراف صناعية لتلك الحيوانات، رغم صعوبة إدراكهم لكيفية العناية والتعامل بتلك الأطراف الجديدة.

وتابع الدكتور مصطفى فايز: فى الوقت الذى تساعد فيه الحيوانات أبناء فصيلتها التى تواجه نوع من الإعاقة، كالحمامة التى من الممكن أن تتبنى أبناء حمامة أخرى، أو أن يبيض طائر ويأتى طائر أخر يزيلهم ليبيض أبنائه، ثم يعود الأول ليطعمهم بشكل طبيعى، ولا يعلم أنه ليسوا أبنائه، يتعامل أغلب الناس بشكل اقتصادى مع الحيوان المُعاق، ويتم تثمينه وذبحه، عدا بعض الدول المُهتمة بالجمال مثلا، نجدهم يعتنون بشكل كبير بهم حتى بعد إعاقتهم، حيث يتم تسميتها باسم مميز، ولا يتم تكليفها بحمل أوزان، حتى تنفق بشكل طبيعى، كما الحال بأصحاب الخيول، يعتنون بخيولهم حتى أخر لحظة فى حياتهم.

فى السياق نفسه، قال الدكتور عمرو أمين، أخصائى طب وجراحة الحيوانات، لـ"اليوم السابع"، إن الإعاقات بين الحيوانات أغلبها تعود لأسباب وراثية، والتى تؤدى إلى الصمم أو عدم اكتمال طرف من أطراف الجسم أو الإعاقات التى تظهر بشدة بين القطط والكلاب الضالة نتيجة الإهمال فى العلاج، وتظهر فى فقدان العين، أو التأثير على قوة الرؤية، ويتم التعامل مع حالات فقد البصر بأسلوبين، فأحيانا المنظمات المعنية بحقوق الحيوان تسفرهم إلى أمريكا وكندا نظرا لوجود أماكن مخصصة للتعامل مع ذلك النوع من الإعاقات، أو أن تظل فى مصر وتقتصر على الإمكانيات المتاحة لكل منزل.

وأضاف الدكتور عمرو أمين، فإذا كان هناك قطة ضريرة، فلأنها لن تتمكن من العناية بأبنائها، يتم إجراء عملية جراحية لإزالة الرحم والمبيض لها، حتى وإن لم يكن وراثة، لكن الفكرة أنها كل شهر ونصف تأتى لها الدورة وسترغب فى الزاوج، وسيكون هناك مشكلات كبيرة حال استمرار وجود الرحم والمبيض لديها، ويتم ذلك حتى لا تطلب الزواج ولا تنجب، وعلى صاحبها أن يوفر الإناء المخصص للمياه والغذاء فى مكان ثابت حتى تتمكن القطط من حفظ أماكنهم.

وأشار الدكتور عمرو أمين، إلى أنه يتم معاملة الحيوانات الضريرة، كالإنسان تماما، والذى يحفظ مكان كل شئ فى شقته، ويخشى الأماكن الغريبة عليه، لافتا إلى أن حاسة السمع عادة ما تكون مميزة عن الحيوانات الكفيفة عن غيرها، كما أن أيضا القطط حال إصابتها بالصمم نتيجة لعوامل وراثية، وخاصة القطط البيضاء التى تمتلك عينين ذات ألوان مختلفة، فأنها تصبح بنسبة 80% فاقدة لحاسة السمع، وتُصبح حدة البصر لديها قوية، وتفهم بشكل كبير ما يدور حولها، مؤكدا أنه لا يوجد فى مصر مركز متخصص للاهتمام بالإعاقة فى الحيوانات، سواء فى البصر أو السمع، حتى أنه حال تعرض كلب لبتر أحد ساقيه لا يمكن تركيب أطراف صناعية له.

كما أشار الدكتور عمرو أمين، إلى أن أشهر الاعاقات بين القطط والكلاب الضالة، هو فقدان البصر، أو ضعف فى الرؤية، حيث يتم إجراء جراحات لإزالة العين، وهو نتيجة أن القطط والكلاب الصغيرة يتم ولادتهم وأعينهم مغلقة، وتبدأ فى التفتيح فى اليوم الـ14 من الولادة، فإذا حدث إهمال من صاحبهم، أو دخول بكتيريا لعين الحيوان، تُحدث عدوى ميكروبية شديدة تؤدى إلى تدهور النظر بشكل كبير، حتى أن الكلب أو القطة فى سن شهر يتعرض لتدهور كبير فى حالة العين بشكل كامل، وبالتالى يضطر الطبيب لإزالة العين كاملة حتى لا تتسرب البكتيريا إلى كامل الجسم من خلال الدم، وتؤدى إلى توكسيميا وتتوفى الحيوانات المصابة، وأحيانا تكون نسب البكتيريا ليست مرتفعة وبالتالى لا تضرر العين، ويسير الحيوان على قرص من العلاج ويمكن أن يمثل الشفاء.

وأكد الدكتور عمرو أمين، أن المراهنات والمضاربات على الكلاب بين أصحابها، سبب أساسى فى زيادة حالات الإعاقة بين الكلاب، حيث يحضر بعض الأشخاص أنواع شرسة من الكلاب مثل البيتبول، والريدوايلر، ويراهنون بعض أن يتسبب كلا منهما فى قتل الأخر، قائلا: عادة ما يخفى صاحب الحالة ذلك، إلا أننا كأطباء بيطريين نتعرف على ذلك سريعا، ويظهر ذلك عندما نكتشف فقدان كلب لأذنه، أو أن ساق تُصبح هناك ضرورة لبترها، أو ظهور ندوب على جسم الحيوان بالكامل.

أما عن طرق التعامل مع الحيوانات المُعاقة، فأكد الدكتور عمرو أمين أن حالات الإعاقة الناتجة عن البتر أو المصابة بدمور فى أحد أطرافها، يتم تركيب "عجل" بشرائح ومسامير للتثبيت، بديلا عن الأطراف، بحيث يتحرك الكلب بسهولة ولا يشعر بأن لديه أى إعاقة، وهو الحال نفسه لدى القطط، إلا فى بعض الحالات حيث يتم تركيب رقبة لها مثل الإنسان، فى حال وجود مشكلة فى الفقرات العنقية بالعمود الفقرى، يتم تركيبها لفترة طويلة لإصابتها بالعديد من الأمراض فى الأذن كالفطريات والالتهابات فى الأذن، التى تؤثر على أعصاب الأذن، وتؤدى بدورها إلى اختلال فى الأعصاب وينتج عنها "لوحة بالرقبة"، ويصبح الحل الوحيد لها هو التثبيت باستخدام الرقبة، خاصة أنه أحيانا كثيرة لا يوجد هناك ضرورة لإجراء عملية جراحية فى العمود الفقرى لها، وبالتالى يتم تثبيتها ومنحها حقن فيروس بى هو العلاج الأنسب.

وأشار الدكتور عمرو أمين، إلى أن هناك طرق لتعليم الحيوانات الكفيفة، تُسمى بـالـ"كليك"، وهى عبارة عن ميدالية تصدر أصواتا، يتم تدريب الحيوانات عليها للتعامل مع كل ما يدور حوله وكأنه يراها، فمثلا مرة يترجمها أنه أمر بالمشى، وأثنين بالتوقف، و3 ضغطات تناول الطعام، كل ذلك يجعل الحيوانات تتحرك بطلاقة داخل مزرعته أو منزله، لكن خارج ذلك المكان الذى اعتاد عليه يصبح الأمر صعب التعامل معه.