قبل أقل من شهرين من انتخابات الكنيست الإسرائيلى المزمع إجراؤها فى 9 إبريل المقبل، تعم الضبابية على المشهد السياسى فى إسرائيل، فحتى كتابة هذه السطور لم يحسم الإسرائيليين موقفهم تجاه الحزب الذى سيشكل الحكومة القادمة أو على الأقل الحزب الذى سيقود الائتلاف الحكومى ، فتارة ترجح استطلاعات الرأى حزب الليكود الذى يتزعمه بنيامين نتنياهو وتمنحه 30 مقعداً فى الانتخابات المقبلة وتارة أخرى تمنحه 25 مقعداً فقط ، وبين ذلك وتلك ، ترتفع أسهم حزب " حصانة إسرائيل" الذى تأسس على يد بانى جنتس رئيس الأركان السابق ويضم عدداً كبيراً من العسكريين المتقاعدين ويحظى بشعبية مقنعة إذا ما تم قياس ذلك بعمر الحزب الذى أنشأ فى ديسمبر الماضى .
نتنياهو وجنتس
من جانبها تقول الدكتورة "رانيا فوزي"، المتخصصة في تحليل الخطاب الإعلامي الإسرائيلي بجامعة عين شمس ، إن حرب الانتخابات في إسرائيل قد وصلت الآن إلى ذروته بين الأحزاب الإسرائيلية للدرجة التراشق اللفظي واسترجاع ملفات الفساد المالي والأخلاقي بين الأحزاب المتنافسة ، للتأثير على الناخب الإسرائيلي حيث أصبح كل حزب يستهدف مؤيدى الحزب الأخر من خلال المنابر الإعلامية الموالية لكل حزب
وأضافت "فوزي" لـ" اليوم السابع" أن الفساد المالي لزعيم حزب الليكود ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد أثر سلبًا على شعبية حزب الليكود، علاوة على سياسة نتنياهو تجاه حماس في الفترة الأخيرة والتي وظفها أحزاب اليسار واليمين الوسط والأحزاب المنشقة للنيل من شعبيته.
جنتس
وتابعت فوزي أنه رغم ما يحاط بنتنياهو من فشل سياسى وفساد مالى إلا أنه لا يزال المرشح الأوفر حظًا لتشكيل الحكومة الجديدة، حيث سيتبع الإسرائيليين المثل المصري الدارج " اللي نعرفوا احسن من الي مانعرفهوش" ، حيث يفتقر كثير من الساسة وحتى جنرالات الجيش أمثال بيني جنتس زعيم حزب حصانة إسرائيل للخبرة السياسية الكافية المقنعة للناخب الإسرائيلى ، وتتوقع فوزي أن يحصل حزب الليكود على 30 مقعدًا في الانتخابات الرئاسية المقبلة كما حصل في الانتخابات التي أجريت عام 2015 .
موقف المعارضة من فوز الليكود
وحول موقف المعارضة من فوز حزب الليكود ، تؤكد "فوزى" أنه في حال فوز الليكود بالانتخابات سيتحالف كما حدث في عام 2015 مع تكتل اليمين المتشدد ، وستغازل المعارضة الأحزاب المنشقة عن حزب الليكود ألا وهو حزب "كولانو" لتشكيل جبهة ضد نتنياهو لإسقاط حكومته وأجراء انتخابات أخرى مبكرة.
وحول إمكانية تفجير حزب "حصانة إسرائيل " مفاجأة مدوية فى الانتخابات المقبلة ، أشارت "فوزى" إلى أن الحملة الشعواء التي شنها حزب الليكود وأنصاره على حزب "حصانة إسرائيل" قد زادت من شعبيته ولم تضره كما توقع البعض، فأصبح الليكود يواجه تحديا قويا من الجنرال السابق جنتس ، وهناك توقعات بأن يحتل المرتبة الثانية في الانتخابات وفق آخر ألاستطلاعات إلا أنه سيحتاج للسعي لإبرام تحالفات سياسية غير مألوفة للتفوق على التكتل اليميني.
ليفنى والمشهد السياسى الاسرائيلى
وتؤكد "فوزى" على أن غياب بعض الشخصيات التى كانت مؤثرة فى المشهد السياسى الإسرائيلى على سبيل المثال تسيبى ليفنى وزيرة الخارجية السابقة التى كانت تلقب بالمرأة الحديدية ، موضحة أن الموقف السياسي لليفني غير واضح ، فمن خلال تصريحاتها الأخيرة الهجومية ضد حزب العمل على ما يبدو أنها قد تقبل مساعى جنتس لضمها لحزبه حصانة إسرائيل.
وتوقعت "فوزى" أن تتجه الحكومة الإسرائيلية الجديدة إلى أقصى اليمين المتشدد وأن تسعى الأحزاب الدينية المتشددة لفرض شروط على نتنياهو لتولي حقيبتي الدفاع والتعليم على وجه الخصوص.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة